خيم خبر استقالة الفرنسي كلود لوروا، غير المؤكد من منصبه كمدرب لمنتخب الكونغو الديموقراطية عشية انطلاق كأس الأمم الإفريقية التاسعة والعشرين في جنوب إفريقيا، على أجواء البطولة وخلق نوعا من الفوضى رغم نفيه. وذكر تليفزيون "نيوتا" وموقع فريق مازيمبي الذي يزود المنتخب بالكثير من اللاعبين في مشاركته القارية، أن لوروا قرر الاستقالة من منصبه مساء الخميس، من خلال رسالة سلمها إلى مسؤول الاتحاد المحلي للعبة المسافر مع المنتخب إلى جنوب إفريقيا، تيو بينامونغو. وحسب المصادر ذاتها، يأتي قرار استقالة لوروا، مع مساعده سيباستيان مينيي بسبب سوء الإدارة في المنتخب، وذلك في وقت كثرت خلاله الشكوك حول المكافآت التي سينالها اللاعبون جراء مشاركتهم في البطولة القارية. ويبدو أن اللاعبين يساندون لوروا في قراره رغم أنهم يبدأون مشوارهم في جنوب إفريقيا غدا، في مواجهة غانا ضمن منافسات المجموعة الرابعة. لكن المسؤولين في الاتحاد الكونغولي نفوا الخبر بعد أن ساد الغموض لساعات الأوساط الرياضية الرسمية، تلا ذلك نفي قاطع من قبل المدرب نفسه. وأشارت التقارير الواردة من كينشاسا بعد إشاعة الخبر إلى أن لوروا باق في منصبه، وإلى نفي رئيس الاتحاد الكونغولي كانستانت عمري هذا الأمر في رسالة موجهة إلى وزير الرياضة بانزا نوكالاي نسونغو. وكان لوروا استلم الإشراف على المنتخب في أغسطس 2008 خلفا لمواطنه روبير نوزاريه، وذلك في ثاني مغامرة له معه بعد أن دربه أيضا بين 2004 و2006، وسيخوض البطولة القارية للمرة السابعة مع أكثر من منتخب وكان إنجازه فيها إحراز اللقب مع منتخب الكاميرون عام 1988 بعد أن قادها إلى لقب الوصيف عامين. وكشف لوروا في رسالته اليومية، إلى إذاعة فرنسا الدولية عن مرارته وعن أن غضبه ناجم من الفوضى و"انعدام الاحترام" من جانب الاتحاد الكونغولي، لكنه نفى أن يكون قدم استقالته، ثم تحدث لاحقا عن وجود ضمانات. وكتب "الساحر الأبيض" على موقع الإذاعة الفرنسية في شبكة الانترنت "لم أعلن أبدا استقالتي، لقد كنت مستاء من أن أرى كل هذا العمل الكبير يذهب سدى، لقد طلب الرئيس جوزيف كابيلا أن أعود من أجل تأهيل المنتخب بعد 7 سنوات، وأعتقد بأن العيد سيكون باهرا، هناك حيوية كبيرة، وأمضى اللاعبون الليل بطوله وهم يفكرون". وأضاف "الأمر يستحق كل ذلك، وتعريض هذا الاستعداد الكبير للخطر عامل تخريب وكل ذلك بسبب انعدام الاحترام، لدينا انطباع أننا في جو الأبوة الفوقية، يتم الحديث عن اللاعبين في إفريقيا كما لو أنهم أطفال، في حين أنهم ناضجون ومسؤولون. يتعاملون بخفة ولا يفون بالالتزامات تجاه اللاعبين وخصوصا تجاه الجهاز الفني". وتابع "يقال إنهم يستطيعون شرائي من خلال المكافأة التي أحصل عليها، في حين أن عددا من أعضاء الجهاز الفني الكونغوليين يعملون كالمجانين وهم ليسوا من ضمن الوفد الرسمي وليس لهم بالتالي الحق بالحصول على المكافآت، والسبب هو أن الاتحاد الإفريقي للعبة متراجع جدا على هذا الصعيد ويعتبر أن الوفد الرسمي يجب ألا يتخطى كحد أقصى 30 عضوا". وأوضح لورو، أن اللاعبين رفضوا الانخراط في التدريب أمس "تضامنا مع المحليين في الجهاز الفني". وختم قائلا "أعتقد بأن علي أن أتحدث معهم. إنهم محبطون جدا لأن وضعهم لم يؤخذ بجدية خصوصا عندما يتم الإعلان لهم عن أشياء ولم يتم الالتزام بها وترجمتها على أرض الواقع". واستبعد كليا فكرة عدم إقامة بين الكونغو الديموقراطية وغانا الأحد في بورت اليزابيت، معتبرا أن ذلك "سيكون خطيرا على المسابقة وعلى كرة القدم بشكل عام". وتحدث لوروا في تصريح للإذاعة عن "ضمانات" بخصوص مكافآت لمساعديه في الجهاز الفني وللاعبين، وقال "لقد أمضيت وقتا طويلا على الهاتف بعد ظهر اليوم، وأخيرا تدخل رئيس الاتحاد الكونغولي وقدم ضمانات وهناك الآن نوع من الثقة بأن الأمور تسير نحو الأحسن"، مشيرا إلى أن اللاعبين التزموا بالتدريب بعد أن هددوا بالإضراب قبل يومين من المباراة ضد غانا. وأضاف "أحب كرة القدم أكثر فاكثر وأكره عالمها أكثر فاكثر، اليوم استهلكت كل جهدي وحدث معي كل ما أكره، خضت مفاوضات غير مجدية كانت فيها قلة الاحترام موجودة تجاه فريق عملي خصوصا المحليين منهم، وأخيرا جاءت السعادة عندما رأيت اللاعبين على أرض الملعب".