حملة التبرع بالدم تواجه مشكلة خطيرة وبنك الدم يوشك على الإفلاس، الخطر الذى أعتبره كارثة قومية هو أن معظم المتبرعين من الشباب يرفضهم البنك لأن دمهم يسبح فيه الترامادول، خبر مرعب كارثى مأساوى أعتبره أنا شخصياً أخطر من خبر احتلال مصر، فهذا الوطن من خلال الترامادول قد تم احتلاله فعلاً، إنه وطن ينتحر.. وتذكروا الصين عندما أراد الإنجليز إذلالها وتركيعها احتلوها بالأفيون، فقد استوردت الصين سنة 1838 أكثر من مليونى كيلوجرام من الأفيون مما يعادل ما لا يقل عن 57% من مجموع الواردات الصينية.. وجرائدنا كل يوم بلا مبالغة تنشر خبر ضبط ملايين الأقراص من الترامادول وهذا هو الذى تم ضبطه، أما ما تسرب تهريباً فهو أضعاف أضعاف هذا الرقم، الترامادول متوافر بل «مرطرط» فى الصيدليات ومحلات البقالة وكانتينات المدارس ومدرجات الطلبة ومكاتب الموظفين، والسؤال إلى الرئيس مرسى: هل سيستطيع طائر النهضة التحليق وهو مخدر بالترامادول أم أنه سيسقط على رقبته ومؤخرته راقداً على جثثنا المغيبة بهذا المخدر اللعين الأخطر من الهيروين والذى ينتهى بمدمنه إلى نوبات صرع عنيفة ومدمرة؟!! الترامادول اللعين صار كارثة وبائية أحاقت برجال مصر، وأطاحت بأدمغتهم، فقد أصبح الترامادول أكبر وأهم دواء يستهلك فى مصر المحروسة، «يبلبعه» ثلاثة أرباع الرجال بحثاً عن وهم الفحولة وإطالة اللقاء الجنسى، وعندما يبحث عنه المحتاج المتألم فعلاً، والذى يبحث عن مسكن قوى لآلامه، لن يجده، لأن الأستاذ طرزان الفحل قد سبقه واقتنص الترامادول من صيدلى للأسف معدوم الضمير. الترامادول أو الترامال أو الأمادول أو الترامكس أو الألترادول.. إلخ، مسكن شبيه بالمورفين، ويستخدم فى الأصل لتسكين الآلام الشديدة، وله جرعات محددة المفروض ألا يتعداها، خاصة مرضى الكلى والكبد وما أكثرهم فى مصر، وإذا وصل إلى درجة التعود يضطر الشخص إلى مضاعفة الجرعة للحصول على التأثير، ولا بد أن يسحب تدريجياً بعد هذه النقطة، وأعراضه الجانبية تبدأ من الصداع والدوار والغثيان وتصل إلى التشنجات وصعوبة التنفس وخلل وظائف الكبد، وله تفاعلات خطيرة مع أدوية أخرى مثل الأمفيتامين والسيميتدين ومضادات الاكتئاب وحتى الكولا! باختصار هو دواء لا يستعمل إلا بمنتهى الانضباط، وليس حبة نعناع أو باكو لبان نبلبعه متى شئنا! ولذلك أدخلته وزارة الصحة المصرية ضمن جدول المخدرات فى الصيدليات. انتشار الترامادول أصبح وباء، لدرجة أن المطرب شعبان عبدالرحيم غنى له وقال «ع الترامادول أنا حتكلم وياريت ماحدش يغمزنى.. شباب وسكينة سارقاها عايشين فى أوهام ومتاهة، إنسان محطم نفسياً ويقول حاظبط جنسياً والترامادول وياالأمادول بيدمر اللى بيوصل له!!».. وأقسم لكم أننى شاهدت رجالاً محترمين فى هيئة حكومية كبيرة يشترون الترامادول ع النوتة! وصار الشريط أبو أربعة جنيهات ونصف الجنيه يباع بعشرة أضعافه وبالقرص الواحد، ومعظم سواقين اللورى والمقطورات يبلبعونها لكى يسهروا ولا يحسوا بآلام الظهر! سائق المسافات الطويلة، على الطرق السريعة، هو بداية القصة، فهو يتناوله بهدف احتمال قيادة السيارة لهذه المسافة الطويلة ولكى يتحمل هذه الجلسة المملة المرهقة ويواصل ليله بنهاره وينقل حمولته رايح جاى دون نوم! نهاية القصة أو قمتها المتألقة النارية المتوهجة هى وهم علاج الترامادول لسرعة القذف، صار معظم رجال مصر، للأسف، يستخدمون الخلطة السحرية المكونة من الفياجرا والترامادول وكريم «أملا» المخدر لصناعة جنة جنسية خيالية، لا يهم المشاعر ولا تهم العواطف ولا يهم الحوار ولكن المهم صناعة ماكينة جنسية بأزرار باردة تحول الجنس إلى خرس وجليد واغتصاب مقنن ومهمة صيد بين صياد وفريسة!! يعنى مصر باختصار عاملة دماغ، شهريار يبحث عن ليلة جنس ممتدة بقرص ترامادول لا بقرص حب أو حنان وود وتواصل، من الممكن بعد هذه السهرة الحمراء الطويلة أن يضرب الأستاذ الفحل زوجته المسكينة التى تعامل معها كمجرد مخزن نفايات جنسية، لا يهم عنده، فالمهم فقط هو إرضاء غروره الأسطورى الطاووسى، والذى يجعله يحكى لأصدقائه بفخر على القهوة وهو يلعب الدومينو عن غزواته العنترية على سرير الزوجية! البعض يطحن المخدرات مع الترامادول، والبعض يسحقه ويسخنه ويحقنه، والبعض يبلبع ثلاثة أقراص دفعة واحدة، الترامادول صار خبزاً يومياً للمصريين، انتشر الترامادول بصورة سرطانية فى ربوع مصر من الإسكندرية إلى أسوان، بما ينذر بوباء سيأكل الأخضر واليابس، ويجعل المسطول هو النموذج، والدخان الأزرق هو الزاد، ومساء الخيييير هى النشيد القومى!!! «البحث عن وهم مزعوم وجنة بديلة ومتعة مصنوعة ولذة سابقة التجهيز».. هذه هى مفاتيح شفرة الترامادول، لا أحد يبحث عن علاج مصدر الألم، لكنه يبحث عن الحل السهل «الترامادول»، لا أحد يحاول حل مشكلته الجنسية عن طريق الطب الصحيح القائم على الدليل، لكنه يضرب الخلطة والمزيج ويبحث تحت قدميه ولا يرى أبعد من أنفه فيتخلص مؤقتاً من المشكلة بشكل مزيف لكى يقع فى مشكلة جنسية أضخم وألعن بعد فترة، فيفقد قدرته الجنسية نهائياً بعد أن يقع فى هوة الإدمان. اتصل بى مواطن من البحيرة وهو يقسم بأغلظ الأيمان أن أكثر من 90% من قريته مدمنون للترامادول وهو واحد منهم، ويقول عن نفسه إنه مُدمَّر نفسياً ولا يجد طريقاً للعلاج ويريد التخلص من حياته، وهناك رسالة تنبه إلى انتشاره بين طالبات الجامعات وليس طلبة الجامعات فقط!، و د.حامد عبدالله، أستاذ أمراض الذكورة والعقم، يؤكد أنه يضعف الرغبة الجنسية والانتصاب، ود.هدية، الباحثة فى العلوم البيطرية، أجرت أبحاثاً على الأرانب فوجدت انعكاساً سلبياً على عدد وحركة وشكل الحيوانات المنوية وليس فقط الأداء الجنسى الذى صار عنيفاً وشرساً، وأخبرنى أحد الأشخاص الذين يعملون فى إحدى الصيدليات قائلاً: «أنا باشتغل فى صيدلية ومضطر أبيع ترامادول طبقا لرغبة صاحب الصيدلية وإلا صيدليته هتبطل تبيع أى حاجة لأن كل الصيدليات حوالينا بتبيع»، و نبهنى د.طارق أسعد، أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، إلى عدة نقاط مهمة منها علاقة الترامادول بالصرع ونوباته، خاصة عندما يداهم شخصاً فى العشرينيات أو الثلاثينيات لأول مرة، وأكد لى أنه يعتبر الترامادول أخطر من الهيروين وسهولة تناوله تجعله كارثة قومية، وعلاقته بحوادث السيارات واضطرابات النوم علاقة وثيقة. نحن شعب فى غيبوبة تتلبس روحنا وخلايانا فالقانون صار فيه زينب والدم صار فيه ترامادول.