تناول وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مقال له نشر في جريدة "جلوب أن ميل" الكندية، الأزمات الإنسانية في العالم، وعلى رأسها الأزمة السورية، وجهود المساعدات التركية. وأشار جاويش أوغلو في مقالته، التي حملت عنوان "لماذا يجب على زعماء العالم أن يوحدوا قواهم في قمة الأممالمتحدة الإنسانية؟"، المقرر عقدها الشهر المقبل في إسطنبول، إلى الأهمية الكبيرة للجهود الفردية لتركيا في مجال المساعدات الإنسانية، ولفت في الوقت نفسه الى نقص التمويل الذي يعاني منه نظام المساعدات الإنسانية الدولي، قائلا: "لم يتبق الكثير من الوقت فيما يتعلق بالكثير من المسائل، حياة عدد كبير من الناس في خطر، وعدم التحرك ليس خيارا مطروحا". وقال أوغلو: "رغم الصدمة والغضب الذين أثارتهما النهاية المأساوية للطفل آيلان كردي، على مستوى العالم، في سبتمبر الماضي، فإنه يبدو أن القليل تغير منذ ذلك الحين"، واعتبر أوغلو أن ذلك يعتبر تعليقا حزينا ومؤلما على "إنسانيتنا الجماعية، إذا كان بقي شيء كهذا". ولفت وزير الخارجية التركي، إلى اللامبالاة العالمية تجاه الموت الناجم عن الأزمات الإنسانية، مؤكدا أنه لا يمكن أن يوجد أي عذر لذلك. وأضاف أوغلو، أن تركيا تهدف من خلال دورها الريادي في المجال الإنساني، ليس فقط لتقديم نموذج يحتذى به، وإنما أيضا إلى حث المجتمع الدولي على التحرك، مشيرا أن تركيا الآن ليست فقط من كبار الدول التي تقدم تبرعات إنسانية، وإنما أصبحت أيضا أكبر دولة مستضيفة للاجئين في العالم، حيث يعيش على أراضيها أكثر من 3 ملايين لاجئ، معظمهم قدموا إليها بسبب الحرب في سوريا، وهو ما حمل تركيا عبئا ماليا كبيرا. وأفاد وزير الخارجية التركي، بأن الدبلوماسية الإنسانية التركية، لا تقتصر فقط على المنطقة المحيطة بها، وإنما تتعداها إلى جميع الدول التي بحاجة للمساعدة، مضيفا أن هدف المساعدات التركية ليس فقط تحسين الوضع، وإنما كذلك حل المشكلات المسببة للأزمات الإنسانية. وأشار أوغلو، إلى أن تركيا ستستضيف بين 23 و24 مايو المقبل، القمة الإنسانية العالمية الأولى من نوعها تحت إشراف الأممالمتحدة، قائلا إن اختيار تركيا لاستضافة القمة لا يأتي مصادفة، وإنما يعني إدراك جهود الدبلوماسية الإنسانية التركية، وأكد أن القمة تقدم فرصة لزعماء العالم، للتحرك من أجل ملايين البشر ممن يقفون على الحافة بين الموت والحياة. ودعا وزير الخارجية التركي، جميع قادة العالم لحضور القمة، من أجل التوصل الى حلول لمن هم بحاجة للمساعدات الإنسانية.