كشفت مصادر دبلوماسية، ل«الوطن»، عن اجتماع جرى أمس بين وزير الخارجية محمد كامل عمرو والسفيرة المصرية لدى قبرص منحة باخوم، وأوضحت المصادر أن الاجتماع كان بهدف بحث الرد المناسب للخارجية على الإهانة التى تعرضت لها السفيرة من قبل عناصر بالشرطة القبرصية. وأضافت المصادر أن السفيرة أوضحت فى شرح ملابسات الحادث أنها تعرضت لتعدٍّ لفظى وجسدى من قبل الشرطة القبرصية فى مطار لارنكا، أمام زوجها وأبنائها، على الرغم من معرفتهم السابقة بمنصبها الدبلوماسى الرفيع، وأن قيام السفيرة باخوم بصفع الشرطية على وجهها كان رد فعل طبيعياً بعدما تلفظت شرطية قبرصية بألفاظ نابية فى حقها، عندما اعترضت على التعدى على ذويها وحاولت الشرطية لىّ ذراع السفيرة، فقامت السفيرة بصفعها وقالت لها: «ممثل مصر لا تلوى ذراعه». وأشارت المصادر إلى أن الرد المصرى المنتظر على الحكومة القبرصية سيراعى مبادرتها بتقديم اعتذار رسمى للسفيرة والحكومة المصرية، وهو إجراء رفيع وفقاً للأعراف الدبلوماسية. ومن جهة أخرى، قال نقيب ضباط الشرطة القبرصية «أندرياس سايميو»: «إن الحكومة القبرصية أخطأت باعتذارها للسلطات المصرية بشأن تعامل الشرطة القبرصية مع السفيرة المصرية فى مطار لارنكا، الاثنين الماضى»، وأضاف لصحيفة «سايبرس ميل»: «نحن نستهجن سلوك السفيرة المصرية ونرفض الاعتذار، ونتساءل: ما الرسالة التى نبعث بها كدولة باعتذار كهذا بعد أن تخطت السفيرة المصرية القانون، بغض النظر عن الحصانة الدبلوماسية؟». وتساءل «سايميو»: «إذا قام السفير القبرصى بالقاهرة بعمل مماثل (صفع ضابطاً بالمطار)، ماذا سيكون موقف السلطات المصرية؟»، ووصف تعامل الشرطة القبرصية بخشونة مع السفيرة المصرية بعد صفعها لضابطة الأمن بأنه طبيعى، لأنها لم تكن قد عرفت نفسها أو أبرزت هويتها الدبلوماسية، وكرر رفضه للاعتذار، وقال: «لا يحق للدبلوماسيين الاعتداء على رجال الشرطة لمجرد تمتعهم بالحصانة». ووصف مصدر دبلوماسى قبرصى ما حدث بأنه «مؤسف للغاية»، وقال للصحيفة القبرصية إنه بموجب لوائح الاتحاد الأوروبى فإن جميع الأشخاص باستثناء عدد قليل مثل رؤساء الدول ينبغى أن يخضعوا لعمليات تفتيش أمنية فى المطارات، ولهذا فإن السفيرة المصرية حاولت استخدام منصبها لتجاوز قوانين البلاد. وفى الوقت نفسه أشارت مصادر دبلوماسية قبرصية إلى أن الشرطة أخطأت عندما تعاملت بخشونة وبدت وكأنها تعتقل السفيرة التى تحمل حصانة دبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا، ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومى استهجانه لإذاعة فيديو كاميرا المراقبة فى مطار لارنكا، وقال إنه تسبب فى احتقان شعبى.