سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهادات حية من داخل المدينة الجامعية ببورفؤاد ترسم سيناريو الاشتباكات الأخيرة مشجعان من «ألتراس مصراوى» دخلا إلى المدينة لإزالة اللافتات المسيئة للنادى المصرى فاختطفهما الطلاب المغتربون وقاموا بالتعدى عليهما
(ملابس مبللة لا تزال ترفرف على حبال الغسيل.. أبواب خشبية تحولت إلى حطام يطّلع عليها من يتمكن من الوصول إلى مقر المطعم والغرف العلوية بعد السير على شظايا الرخام التى تملأ المدخل عن آخره.. الروائح المنبعثة من قنابل المولوتوف تسكن الأشجار والأسرّة الخشبية التى اشتعلت بها النيران.. أما خارج السور.. فكأن شيئاً لم يحدث، بعد قيام لوادر وسيارات النظافة فى المحافظة بتنظيف المكان وإخلائه من التلفيات التى تشير إلى الاشتباكات العنيفة التى وقعت بين مشجعى النادى المصرى البورسعيدى وطلاب المدينة الجامعية بمدينة بورفؤاد والتى استمرت يوماً كاملاً).. «اثنان من مشجعى الألتراس المصرى جاءا إلى المدينة الجامعية لمطالبة الطلاب المغتربين بمسح اللافتات التى تسىء إلى جمهور بورسعيد وتنكيس الشعارات المؤيدة للنادى الأهلى»، يضيف المهندس هشام مصطفى مدير التغذية بالمدينة الجامعية: ولكن الطلاب رفضوا مسح تلك الشعارات وقاموا بالتعدى على الشخصين بمجرد دخولهما إلى مبنى المدينة، مما دفع الموظفين والعاملين بالمدينة للتدخل السريع لإنقاذهما وقمنا بوضعهما فى غرفة مغلقة بعيدة عن الغرف السكنية، وخلال دقائق معدودة صعد الطلاب إلى سطح المدينة والأدوار العليا لإلقاء الحجارة على الأهالى الذين تجمعوا بالخارج لإنقاذ مشجعى النادى المصرى، وهو ما قابله الأهالى بتبادل إلقاء الحجارة معهم وإلقاء بعض زجاجات المولوتوف التى أضرمت النار فى محيط المدينة، مما تسبب فى تحطيم المطعم وعدد كبير من الغرف. «حجم الإصابات كان كبيراً جداً والأمن فشل فى التهدئة بين الطرفين لأن الطلبة كانوا محتلين الأدوار العليا»، يستطرد «سمير إبراهيم» موظف بالمدينة الجامعية وأحد شهود العيان: صعود الطلاب إلى الأدوار العليا زاد من صعوبة الموقف، لذلك سمحنا لبعض أهالى مدينة بورفؤاد بالدخول إلى مقر المدينة لتهدئة الطلبة وإعادتهم إلى غرفهم، ولكنهم أيضاً فشلوا فى ذلك مما دفع قوات الشرطة لاستخدام مكبرات الصوت ومن بعدها القنابل المسيلة للدموع وعمل حواجز للفصل بين الطرفين. تعليق العمل بالمدينة الجامعية، وإرجاء الامتحانات إلى وقت آخر دون تحديد موعد محدد لها، كان ذلك كل ما قيل فى زيارة عابرة فى اليوم التالى للأحداث لم تستغرق سوى بضع دقائق، جمعت وزير التعليم العالى مع محافظ بورسعيد ومدير أمن المحافظة بصحبة بعض وسائل الإعلام التى أدلوا إليها بأحاديثهم دون غيرها، ثم الانصراف من مقر المدينة سريعاً دون تفقد التلفيات التى حدثت فيها والاكتفاء بإلقاء نظرة سريعة عليها من عند البوابة الرئيسية. «صلاح كراوية» مشرف الإقامة يوم وقوع الاشتباكات قال: فى حوالى الساعة العاشرة والنصف صباحاً فوجئت بعدد كبير من الطلاب جاءوا إلى غرفتى للاستغاثة بى، وأبلغونى بوجود هجوم على مقر المدينة من ألتراس مصراوى، على الفور حاولت مع جميع العاملين والموظفين تهدئة الأجواء ولكن تزايد الأعداد من الجانبين حال دون حدوث التهدئة خاصة بعد التراشق بالألفاظ وإلقاء الحجارة من الجانبين ولم نعد قادرين حتى على الوقوف بينهم، فلم أجد أمامى سوى الإسراع إلى قسم شرطة أول بورفؤاد - بملابس نومى - للاستغاثة بهم، وعندما دخلت إلى مأمور القسم لأخبره بقرب وقوع مجزرة على بعد خطوات منه قال لى «وأنا هاعمل لك إيه يعنى، أدينى بتصل على النجدة، وماتعلّيش صوتك هنا» واستمرت الاشتباكات وسط غياب تام لقوات الشرطة لمدة تزيد على ساعتين ولم تتدخل إلا بعد استشعار الحرج؛ ويضيف: الأزمة بدأت من داخل المدينة، لأن الطالب المغترب يشعر بوجوده داخل حصن، ويحق له قول وفعل ما يحلو له، بجانب اشتعال الأزمة على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى الوقت الذى كنا نعرض فيه أنفسنا للموت فى سبيل تهدئة الموقف وحماية الطلاب، قام بعضهم بسرقة مخزن الأغذية وبعض الأجهزة الكهربائية من غرف الموظفين والمشرفين. «مجدى محمود فودة» موظف بالمدينة الجامعية، قال: قيام الطلاب برفع لافتة مكتوب عليها «بلد البالة ماجبتش رجالة» كانت السبب فى وقوع الاشتباكات بين الطرفين، الأمر الذى كان يهدد بتكرار سيناريو استاد بورسعيد، وبالرغم من تدخل عدد كبير من الموظفين بمساعدة قوات الشرطة لتهدئة الموقف، فإن تصاعد الغضب بين الطرفين كان ينذر بوقوع كارثة، ولم يتمكن أحد من السيطرة على مجرى الأحداث حتى قيام الشرطة بتهريب الطلبة من باب خلفى فى حوالى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.