وسط ترحيب كبير، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، ظهر أمس، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لدى وصوله إلى مطار القاهرة فى أول زيارة له لمصر منذ توليه مقاليد الحكم فى يناير من العام الماضى، والتى تستمر 5 أيام. وحرص طفل وطفلة، أحدهما يرتدى زياً بدوياً، على استقبال «سلمان» وتقديم الورود له؛ احتفاءً به. وزيرة التعاون الدولى توقع مع «السعودى للتنمية» 10 اتفاقيات غداً.. وخادم الحرمين يزور «قصر العينى» و«النواب» الأحد وعقب ذلك، توجه «السيسى» و«سلمان» إلى قصر الاتحادية، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية، واستعراض حرس الشرف، والاستماع إلى السلام الوطنى للبلدين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً به، أعقبها السلام على وفدى البلدين، ثم جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة بين البلدين، حيث تأتى الزيارة وسط ترحيب كبير من جانب مصر قيادة وحكومة وشعباً، لاسيما أنها تعكس خصوصية العلاقات المصرية السعودية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة وتاريخ مشترك ومصير واحد. وناقش «السيسى» و«سلمان»، خلال جلسة المباحثات، ما تتعرض له المنطقة من تحديات كبيرة فى ضوء ما يمر به عدد من الدول العربية من اضطرابات وما تواجهه من أزمات، وضرورة مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين مصر والمملكة حول مختلف الملفات الإقليمية بما يساهم فى تعزيز الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، وتشكيل درع لحماية المصالح العربية ويضرب مثلاً للعمل العربى المشترك. وتناولت المباحثات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التنسيق والتعاون على جميع الأصعدة بين البلدين فى مواجهة ما يتعرض له الأمن القومى العربى والخليجى من مخاطر إقليمية وخارجية، واستأثرت موضوعات التعاون الاقتصادى بين البلدين بجانب كبير من المباحثات، وذلك فى ضوء حرص الجانبين على دعم وتوثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وحضر جلسة المباحثات الموسعة كل من المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى، وسامح شكرى وزير الخارجية، وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار، والدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وطارق قابيل وزير التجارة والصناعة، والدكتور عصام فايد وزير الزراعة. وكشفت مصادر سعودية، ل«الوطن»، عن أن الرئيس السيسى وخادم الحرمين الشريفين سيشهدان اليوم توقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، على هامش الاجتماع الأخير لمجلس التنسيق المصرى السعودى، هى اتفاقية تجنب الازدواج الضريبى، واتفاق للتعاون فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وآخر فى مجال النقل البحرى والموانئ، ومذكرة تفاهم فى مجال الكهرباء والطاقة، ومذكرة تفاهم فى مجال العمل، ومذكرة تفاهم فى مجال الإسكان والتطوير العقارى، ومذكرة تفاهم فى مجال الزراعة، ومذكرة تفاهم للتعاون فى التجارة والصناعة، ومذكرة تفاهم فى مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وبرنامج تنفيذى تربوى تعليمى، وبرنامج تنفيذى فى مجال التعاون الثقافى، وبرنامج تنفيذى للتعاون فى مجال الإذاعة والتليفزيون، واتفاقية إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور، واتفاقية إنشاء تجمعات سكنية فى سيناء، وإنشاء محطة كهرباء غرب القاهرة، وتطوير مستشفى قصر العينى. وقالت المصادر إن الصندوق السعودى للتنمية، سيوقع غداً مع الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، 10 اتفاقيات أخرى على هامش الزيارة، تتعلق بإقامة مشروعات فى شبه جزيرة سيناء، والتى يمولها الصندوق السعودى بقيمة 1.5 مليار دولار، وهى إنشاء 4 وصلات فرعية لربط طريق محور التنمية بالطريق الساحلى بطول 61 كيلومتراً، وإنشاء طريق محور التنمية بطول 90 كيلو، واستكمال جامعة الملك سلمان، وإنشاء تجمعات زراعية واستكمال التجمعات السكنية فى سيناء، ورصف طريق الجدى، وإنشاء محطة معالجة ثلاثية للصرف الصحى، وسحارة جديدة فى سيناء، وطريق النفق بطابا، وتطوير طريق عرضى «1». وأضافت المصادر أنه من المنتظر أن تنظم السفارة السعودية، مساء اليوم، حفل عشاء كبير على شرف الملك سلمان سيحضره نحو 400 شخصية من الوزراء والشخصيات العامة، كما سيزور الملك مجلس النواب، الأحد المقبل. وأكد مصدر مسئول بجامعة القاهرة أن الملك سلمان سوف يزور مستشفى قصر العينى الأحد المقبل، للاطلاع على تفاصيل مشروع تطوير مستشفى قصر العينى، الذى تبلغ قيمته 120 مليون دولار، لرفع كفاءة البنية التحتية بالمستشفى، وتجديد وبناء عدد من المبانى من بينها مبنى العناية المركزة ومبنى أمراض النساء ومبنى الأشعة.