قتلت السلطات التايلاندية، اليوم، مشتبهًا بانتمائه للجماعات المتمردة في البلاد، وذلك في ظل حملة عسكرية شملت معظم مناطق الجنوب المسلم، وسط تزايد شكوك حول مصداقية مباحثات السلام الجارية بين الحكومة والجماعات المسلحة في البلاد. وقال العقيد في شرطة بانيا كروان، رئيس مركز شرطة منطقة "سايبيوري" في إقليم "باتاني"، في تصريح للأناضول إن "وحدة عسكرية من القوات الخاصة قامت بمداهمة عدة منازل، يقطنها مسلحون مشتبه بانتمائهم لجماعات متمردة في منطقتنا". وأضاف أنه " تم العثور على جثة أحد المشتبه بهم على بعد 50 مترًا من أحد البيوت، إلى جانب بندقية 38 ملم، جراء تبادل لإطلاق النار بين الطرفين"، مشيرًا أن "للمشتبه به تاريخ طويل من التواصل مع الجماعات المتمردة في البلاد". واعتبر محللون أن تصاعد العنف في ظل التطورات الأخيرة إضافة إلى البيان الصادر مؤخرًا عن منظمة "مارا فطاني" المكونة في معظمها من جماعات ثورية قديمة تقطن في الخارج، والمشاركة حاليًا في المباحثات، ب"مثابة صب الماء البارد (عرقلة) على فعاليات السلام". وفي نهاية مارس الماضي، نفت المنظمة مسؤوليتها عن كل من هجمات 27 فبراير و13 مارس الماضيين، الأمر الذي من شأنه التشكيك بمصداقية ادعاءاتها بأنها تسيطر بشكل فعال على عمليات المتمردين في البلاد. ورغم انخفاض معدل حوادث العنف خلال العام الماضي في تايلاند، مقارنة مع السنوات السابقة، فقد استمرت التفجيرات والهجمات لزعزعة استقرار المقاطعات الحنوبية الثلاث (ناراثيوات، يالا، باتاني)، فضلاً عن أربعة أقضية في مقاطعة سونغكلا إلى الشمال، حيث قتل 6500 شخص وأصيب أكثر من 11 ألفاً منذ عام 2004. ويعود تاريخ التمرد في الجنوب إلى الصراع العرقي والثقافي، منذ قرن من الزمن بين مسلمي المالاي الذين يقطنون المنطقة الجنوبية، والدولة المركزية التايلاندية التي تعتبر الديانة البوذية ديانة وطنية بحكم الأمر الواقع. وبدأ التمرد مع ظهور الجماعات المسلحة في 1960، عقب محاولات "الدكتاتورية العسكرية" التدخل في المدارس الإسلامية، واستمر حتى 1990. وفي عام 2004، نشأت حركة مسلحة جديدة، من عدة خلايا محلية، عرفت باسم "الجبهة الثورية الوطنية"، دخلت في صراع مع الحكومة المركزية، ووصلت حصيلة القتلى 6500 شخص، وأكثر من 11 ألف مصاب، ما جعلها واحدة من أعنف الصراعات في العالم، بحسب مراقبين.