توافقت أحزاب «الدستور، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، والمصريين الأحرار، ومصر الحرية، والعدل»، على اندماجها تحت قيادة الدكتور محمد البرادعى، بعد مشاورات خلال الفترة الماضية وعقد عدة جلسات مغلقة، بهدف توحيد صفوفها، وزيادة قواعدها الشعبية، والمنافسة بقوة فى انتخابات مجلس النواب المقبل. وكشفت مصادر مطلعة، عن عقد اجتماع بمنزل الدكتور البرادعى، فى وقت سابق عقب الانتهاء من فعاليات الجولة الثانية للاستفتاء على مشروع الدستور، ضم قيادات أحزاب «المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والمصريين الأحرار، ومصر الحرية». وقال الدكتور عماد أبوغازى، الأمين العام لحزب الدستور، إن هذه الأحزاب اتفقت بشكل كامل على الاندماج، إلا أن الإجراءات القانونية والرسمية لإعلان هذا الاندماج لم تتخذ بعد، لكن من المتوقع الانتهاء منها قبل إجراء انتخابات مجلس النواب. وحول موقف الحزب من مشاركته فى جبهة الإنقاذ الوطنى، أو انسحابه بعد تحقق هذا الاندماج الحزبى، قال أبوغازى ل«الوطن»: «نحن مستمرون حتى الآن فى الجبهة، واندماجنا لبناء حزب كبير غير مرتبط بها». وقال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى: «إن الهدف من إنشاء الحزب الكبير الذى يضم عدداً من الأحزاب المتشابهة فى البرامج السياسية وتعتمد على مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، هو الحفاظ على هوية مصر، وأهداف الثورة، ومواجهة تيار الإسلام السياسى الذى يسعى للهيمنة على كل شىء وسرقة الدولة المصرية»، مضيفاً: «تعلمنا الدرس جيداً ولن نعيد أخطاء الماضى، ولن نسمح بتفتيت قوة التيار المدنى الوطنى، وسيكون هذا الحزب هو الأكبر والبديل الحقيقى للسلطة الحالية». وأكد خالد حال، عضو الهيئة العليا بحزب العدل، أن قرار الاندماج بين الأحزاب الخمسة تحت مسمى حزب «الدستور» بات نهائياً، وأوضح أن هناك عددا من الإجراءات القانونية سيجرى الانتهاء منها خلال شهر تقريباً. وكشف عن أن اللائحة الداخلية لحزب الدستور كانت السبب فى تأخير الاندماج بين الأحزاب الخمسة، قائلاً: «اللائحة الداخلية للدستور تنص على ضرورة الدعوة لجمعية عمومية للتصويت على قرار الاندماج، الأمر الذى استحال تنفيذه نظراً لكون الحزب لم يتم عامه الأول بعد، وجرى التواصل مع لجنة شئون الأحزاب والاتفاق على الصيغ القانونية التى تجنبنا ضرورة اللجوء للجمعية العمومية». وأوضح «حال» أن الأحزاب الخمسة اتفقت بشكل مبدئى على تولى الدكتور البرادعى رئاسة الاندماج الحزبى فور عقده، على أن تشكل لجنة مكونة من رؤساء الأحزاب الأربعة الأخرى بحيث تُمثل مجلساً للنواب أو مكتبا سياسيا يتمتع باختصاصات ومهام خاصة. من جانبه، توقع الدكتور جمال عبدالجواد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، نجاح هذا الاندماج الحزبى الجديد، قائلاً: «إن هذا الحزب الكبير، فى حال استكمال خطوات تشكيله، قد يكون قادراً على تقديم البديل الجاد للمواطنين، بديلاً عمن فى السلطة حالياً»، وأشاد عبدالجواد بما وصفه ب«دور الملهم» الذى يؤديه الدكتور البرادعى، قائلاً: «البرادعى يتخذ خطوات من منطلق أنه ملهم القوى المدنية والثورية، ورمز المعارضة الأول، وموقفه الآن بمحاولة توحيد الصفوف ضد الإخوان يشابه موقفه من نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، ثم المجلس العسكرى».