انتهت الثورة بوصول الإخوان إلى الحكم، وآن لصانعيها ومؤيديها وكل من آمن بها يوماً أن يخرس للأبد، فالاستقرار هو أن نخرس، والأمن والأمان يطالبنا كى يعود بأن نخرس، وبناء مؤسسات الدولة يلزمه الهدوء، فلنخرس، وبناءً على توجيهات السيد الرئيس للسادة رؤساء تحرير جرائده المطبلاتية علينا جميعا التزام «الخَرَس». ولكن لماذا البرادعى والقرضاوى بالذات؟ الإجابة: لأنهما كبرا وخرفا، فالبرادعى جاء (من الخارج) بمخطط يستهدف غسل مخ المصريين وإدخال البلاد فى أتون صراعات لا تتوقف، أما القرضاوى فهو يُحرِّض مصر على دعم الثورة السورية، وهى ليست ثورة أصلاً، وإنما انتفاضة طائفية غير شعبية!! كما أن كليهما -البرادعى والقرضاوى- يحاول القفز على المشهد، ويسهم فى حالة الانفلات الذى تشهده البلاد، وكلاهما متهم بأنه: ناشط (أيوة ناشط دى تهمة)، ومُحرِّض، وموتور، وزعامة واهية، ومتخم بالدولارات، ومتخم بالريالات، (ومتخم الشمع) ولا يبالى بكدح الشعب من أجل الرغيف، ولا يبالى بالأطفال الذين يتضورون جوعاً، ويزايد على السلطة الشرعية المنتخَبة الشعبية الديمقراطية التى جاءت من خلال انتخابات واستفتاءات حرة (ونزيهة)!!، ويُمارس الهراء باسم الثورة، ومريض بالزهايمر، ومصاب بالهلاوس، ويعمل لحساب عواصم خارجية، ولهذا كله، فعلى البرادعى والقرضاوى أن يلتزما الخَرَس!! هذا الكلام «اللى زى الخرس» ليس كلامى بالطبع، وإنما هو كلام رئيس تحرير «الأهرام» -فى زمن الإخوان- عبدالناصر سلامة، نشر فى الصفحة «الأولى» فى عدد السبت الماضى، فهل ترى اختلافاً بين «أهرام مبارك» و«أهرام مرسى». حاول أن تعود إلى أعداد ما قبل الثورة وأثناء ال18 يوماً، لتقرأ نفس الكلام عن عمالة البرادعى وخيانة القرضاوى، ومُخططات كل منهما لقلب نظام الحكم لحساب أمريكا وقطر وإيران، وصربيا، (وجزر المالديف)، فإن لم تكن من هواة التقليب فى الدفاتر القديمة، فلا ترهق نفسك، فقد اختار الإخوان أن يبقى الحال كما هو عليه، وأن تستمر دولة مبارك بأجهزتها الفاسدة وإعلامها المنافق، ورؤساء تحرير جرائدها «المطبلاتية»، وما عليك إلا أن تشترى «الأهرام» الآن لتدرك أن الثورة فى مصر كانت مخططاً خارجياً يقوده البرادعى، وأن الثورة فى سوريا مجرد انتفاضة طائفية غير شعبية يحرض على دعمها القرضاوى، واقرأ أيضاً عن صدق الرئيس مرسى (أى والله الرئيس صادق) وعن شفافية الرئيس (أبيض زى الثلج)، وعن ثقة الشعب فى الرئيس، وعن ثقة الشعب فى الحرية والعدالة، (وأهى حاجة ترفع الضغط بدل المخلل). اقرأ وحاول أن تتجاوز اللغة الركيكة والأداء الإعلامى المبتذل، فرؤساء التحرير فى الأنظمة الفاشية عادة ما يكونون من «النكرات» والجهلاء، لكنهم يملكون من المواهب ما لا يستطيعه «توفيق عكاشة» الذى لا أعرف حتى الآن لماذا لم يُعيّن على رأس جريدة قومية، ومن الكوميديا الرخيصة والقدرة على الإثارة والتعرى ما لن تجده فى كل أفلام «السبكى». وأخيراً للرئيس: إن الدولة التى تطالب إعلامها الخاص بالتطهر والمهنية كان أولى بها أن تُطهر مؤسساتها وأن تطرح نموذجاً إعلامياً مشرفاً، يجبر المواطن أن يقاطع فضائيات الفلول وجرائدهم. للثوار: فى 11 فبراير 2011، كنت أتصور أننا حققنا منجزاً حقيقياً سيُعيد الحياة إلى مصر ويرد الحق والاعتبار لرموزها وشهداء ثورتها، ليصبح للأنبياء أخيراً كرامة فى أوطانهم، كنت أتصور - فيما يتعلق بمهنتى- أن أسامة سرايا ومن معه سيذهبون إلى غير رجعة، كنت أتصور أننى سأقرأ فى «الأهرام» للبرادعى، والقرضاوى، وعبدالحليم قنديل، وعلاء الأسوانى، وبلال فضل، إلا أنه يبدو أن ثمن الحرية أكثر تكلفة من تصوراتى الساذجة، وأن خلف كل قيصر يموت قيصر جديد.. الثورة مستمرة..