شهد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور خالد إسماعيل حمزة رئيس جامعة الفيوم، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثاني لكلية الآثار بعنوان "التراث الأثري في العالم العربي التحديات والحلول"، اليوم، واستضافته جامعة الدول العربية في مقرها بالقاهرة. حضر الجلسة الافتتاحية، كل من الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور خالد العناني وزير الأثار، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، ممثلا لفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور عاطف منصور، عميد كلية الآثار، ورئيس المؤتمر، والدكتور صلاح الجعفراوي، ممثل منظمة الإيسسكو. وأعرب الدكتور خالد حمزة، عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر العلمي الهام، والذي يأتي في ظل ظروف تشهد حراكًا سياسًا ملحوظاً، وتتضمن كثير من التحديات التي تواجه التراث الأثري في العالم العربي، وأضاف حمزة، أن المؤتمر حظى برعاية العديد من المؤسسات العريقة مثل جامعة الدول العربية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الإسيسكو)، الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ووزارة الأثار، ومكتبة الأسكندرية، والمجلس الأعلى للثقافة، واتحاد الآثريين العرب. وأشار رئيس جامعة الفيوم، إلى أن رعاية هذه المؤسسات للمؤتمر، إنما ينبع من الدور الهام لهذه المؤسسات، ومدى المسئولية العظيمة الملقاة عليها، لحماية وحفظ التراث العربي بوجه عام، والتراث الأثري بوجه خاص، وقال أن التراث يمثل الذاكرة الحية للفرد، والمجتمع، وهو معيار رقي الأمم، وأن التراث الثقافي، والذي يحتوي على جانبين الأول الملموس المادي، من مبان، ومدن، وملابس، وغيرها، والثاني، وهو التراث غير الملموس من معتقدات، وعادات، وتقاليد، ولغات، وغيرها، وهو الموروث الشعبي، والحفاظ على هذين العنصرين هو حفاظ على هوية الأمة، وذاكرتها، وفي هذا الإطار نظمت كلية الأثار هذا المؤتمر. ومن جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجامعة بصدد إصدار قانون يمنع الاتجار، والإعتداء على الآثار، وأن هناك تحديات فرضتها الأحداث الأخيرة، والتي تعرضت لها بعض الدول العربية، حيث كان أبرزها الهجمات الإرهابية لجماعات متطرفة لتدمر أثارها، والتي تحرص الجامعة العربية، الحفاظ على هذا الأرث الحضاري، مشيرا إلى إختيار يوم 27 فبراير من كل عام، يوما لإحياء التراث العربي، والذي يوافق يوم تدمير آثار الموصل بالعراق. وأكد وزير الأوقاف، ضرورة الحفاظ على تراثنا العربي، والذي لا يجوز بأي شكل من الأشكال الإعتداء عليه سواء عن طريق الهدم أو البيع أو الاتجار فيه، لأن الاعتداء على الآثار يعني الإعتداء على الإنسانية جمعاء، مشددا على أن أهمية الآثار ليس ببعدها الزمني فقط، وإنما ببعدها الزمني، والمكاني، واستنكر اعتداء الجماعات المتطرفة مثل داعش على الآثار. وقال وزير الأوقاف، أنه لا ينبغى التوقف على الحفاظ على حضارتنا القديمة، بل لابد أن نسهم، ونضيف إليها، وحذر من أن البعض يطلقون فتاوى بدون علم، ومثل هذه الفتاوى فتحت الباب على مصراعيه أمام الجماعات الإرهابية، لطمس الذاكرة العربية، ومحو معالم الحضارة العربية الإسلامية. وقال وزير الآثار، أن أهم التحديات التي تواجهنا للحفاظ على آثارنا، مواجهة تلك الأفكار الهدامة لمحو تراثنا العربي، مؤكدا ضرورة نشر الوعي الأثري بين أبنائنا وشبابنا، وأضاف أن الاتجار غير المشروع بالآثار، يصعب معها استرداد القطع الأثرية من الدول التي أصبحت بحوزتها هذه القطع المسروقة مثل رأس الملكة نفرتيتي، وحجر رشيد، ودعا الوزير، إلى عقد اتفاقية تعاون بين الدول العربية، تحت مظلة جامعة الدول العربية لتجريم الاتجار غير المشروع بالأثار. تستكمل باقي فعاليات هذا المؤتمر، غدا-الثلاثاء- بجامعة الفيوم، والذي يناقش 20 ورقة بحثية،