يتوقع كثير من أهالى «دار السلام» أن المنطقة ستصبح ساحة لمعركة قريبة، لأن جميع عائلات قرى «أولاد سالم» التى ينتمى إليها كبير عائلة الشرابلة، محمد على رضوان الذى قتل فى سيارته بشارع المحكمة، موجودة فى منزل العمدة المقتول، يخططون للثأر، والأيام القليلة القادمة سوف تشهد صراعاً كبيراً يصل للحرب من أجل القصاص، لأن المجنى عليه ينتمى إلى (قبيلة الحميدات بمحافظة قنا) التى من المرجح أن تتدخل، وتصبح المدينة شلالات من الدماء. «الوطن» لم تتمكن من الوصول إلى قريتى «أولاد سالم» و«أولاد خلف» لأنهما أصبحتا منطقتين ممنوع الاقتراب منهما، لكنها تجولت بعد مرور 5 أيام على مقتل كبير عائلة الشرابلة فى منطقة المحكمة، التى وقعت فيها الأحداث، لترصد المشهد العام لملابسات الواقعة مستندة إلى عدد من شهود العيان، الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفاً من العائلتين، مؤكدين أن الواقعة هزت قرى مركز دار السلام، لأن المجنى عليه كان له دور كبير فى المصالحات الاجتماعية وحل المشكلات داخل القرية. فى البداية قال «ع. أ. م» صاحب أحد محلات الفاكهة، مواجه للوحدة المحلية لمركز ومدينة دار السلام: «الساعة كانت تقترب من العاشرة صباح السبت الماضى، حين سمعت أصوات طلقات نارية بالقرب من المحل، فخرجت مسرعاً خارج المحل، لأشاهد أناساً تجرى يمينا ويسارا، وآخرين يختبئون فى المقهى المجاور للمحكمة، ثم سيارة ملاكى يلتف حولها الجميع، ويوجد بداخلها رجل أصبح جثة هامدة إثر إطلاق النار وبصورة كثيفة على رأسه، ووقتها حدثت حالة من الفوضى والفزع بين أبناء مركز دار السلام بعد أن أطلق قاتلوه أعيرة نارية وهم يسيرون بالسيارة «الربع نقل» التى كانوا يستقلونها، ليعلنوا أنهم أخذوا ثأرهم من كبير عائلة الشرابلة (العمدة محمد على رضوان)، وفى هذه اللحظات ساد الخوف والرعب فى كل من كان موجودا بدار السلام خشية تعرضه للقتل العشوائى فى حال وصول أقارب وأهالى المجنى عليه». ويضيف «محمد. أ. س» (عامل بأحد المقاهى) أنه شاهد عملية إطلاق النار على السيارة الملاكى ومن بها، وأنه لم يكن يعلم أن الذى فى السيارة هو العمدة «محمد على رضوان» كبير عائلة الشرابلة، حيث كانت الساعة تقترب من العاشرة، وسيارة «ربع نقل» تسير فى شارع الوحدة المحلية لمركز ومدينة دار السلام، يستقلها أكثر من ثلاثة أشخاص، نزلوا وأطلقوا النار تجاه السيارة الملاكى، ثم أطلقوا أعيرة نارية فى الهواء، لإحداث حالة من الفزع والرعب فى قلوب المارة، ومن كانوا بالمحكمة، ومجلس المدينة. وقال «السيد. ع. م» (موظف): «لقد تحولت المنطقة التى توجد بها المحكمة ومجلس المدينة إلى (ساحة حرب) حيث كان لا يسمع فيها سوى صوت الرصاص الآلى وبكثافة لدرجة أن من كان موجودا فى هذا المكان اعتقد أنه لن يعود إلى منزله مرة أخرى، وسوف يلقى حتفه، وخاصة مع محاولة عدد من أفراد عائلة المجنى عليه الدخول إلى المحكمة وتهريب شقيقه أثناء نظر القضية المتهمين فيها بقتل طالب كلية الهندسة الذى ينتمى لعائلة (القوايدة)». وأكد أن هذه الواقعة، وحسب ما يردده أهالى المركز، كان معداً لها منذ أكثر من 15 يوماً، وأن هناك من كان يتابع سير حركة العمدة «محمد على رضوان»، من أجل التخطيط لقتله. من جانبه أكد المستشار أبوالمجد أحمد على رئيس محكمة جنايات قنا (رئيس لجنة المصالحات بمحافظة سوهاج، وابن قرية أولاد يحيى، مركز دار السلام) أن الثأر عادة ذميمة وقبيحة تعود بنا إلى الجاهلية الأولى، وترفضها كل الأديان السماوية، وأنه بصفته رئيسا للجنة المصالحات بالمحافظة فإنه يعمل لتقريب وجهات النظر فى الخصومة الثأرية بين عائلتى (الشرابلة والقوايدة)، خاصة أن العائلتين متجاورتان وتربطهما صلات وثيقة وقوية منذ زمن بعيد. رحل العمدة «محمد على رضوان» كبير عائلة «الشرابلة»، ولم يتوقع أن تكون نهايته بهذه الطريقة البشعة، من إطلاق أكثر من خزنتين صوب رأسه ليلفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارته الملاكى، تاركا وراءه طريقا طويلا مملوءا بالدماء، لا أحد يعرف نهايته، مثلما عرف بدايته، لأن هناك من يستعد ويتأهب للقصاص الذى قد يحصد رؤوساً كثيرة، داخل مدينة دار السلام.