التقى فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، اليوم في بروكسل، ممثلي الاتحاد الأوروبي لمناقشة مواضيع خلافية عديدة، تشمل أزمة سوريا وحقوق الإنسان والتجارة والإمداد بالطاقة. لكن لا يُنتظر تحقيق أي تقدم ملحوظ في ختام هذه القمة الثلاثين بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، المفترض أن تنتهي بعد الظهر بمؤتمر صحفي مشترك مقتضب. وللمرة الأولى منذ عودته إلى الرئاسة، وصل بوتين مساء أمس إلى بروكسل، حيث تناول العشاء مع رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو. وتُدرج على جدول أعمال الجلسة الموسعة، التي بدأت قبل الظهر في مقر المجلس الأوروبي، المسائل الثنائية الأكثر دقة. وقال ماجا كوسييانسيتس، المتحدث باسم الخارجية الأوروبية: "نأمل في حصول تقدم بشأن عدد معين من المواضيع". وهذا التقدم يفترض خصوصا أن يتحقق بشأن ملفات تقنية، مثل التعاون العلمي أو مكافحة الإرهاب. لكن التطلعات الأوروبية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان والديمقراطية في روسيا قد تخيب مجددا. واعتقلت الشرطة البلجيكية أربع ناشطات من حركة "فيمين"، عاريات الصدر، فيما كن يحاولن التظاهر أمام المقر الأوروبي، حيث تُعقد قمة الاتحاد الأوروبي وروسيا في حضور بوتين. وصاحت إحداهن باللغة الإنجليزية، قبل اقتيادها بدون مراعاة في شاحنة صغيرة للشرطة البلجيكية: "بوتين.. اذهب إلى الجحيم. ديمقراطية ديمقراطية". واعتقلت الناشكات لدى خروجهن من محطة مترو، مقابل المبنى الذي يجتمع فيه بوتين مع ممثلي الاتحاد. وناشطات حركة "فيمين" النسائية عُرفن منذ 2010 للتحركات التي تقمن بها وهن عاريات الصدر في روسيا وأوكرانيا أو لندن. وفي سبتمبر الماضي، أقامت الحركة في باريس "أاول مركز للتدريب" على "الحركة النسائية الجديدة". وتنشط هؤلاء النساء المدافعات عن حقوق المرأة أيضا من أجل الديمقراطية وضد الفساد. ودعا النواب الأوروبيون في الآونة الأخيرة قادة الاتحاد الأوروبي إلى العمل كي يكون احترام حقوق الإنسان والديمقراطية "شرطا لازما" في أي اتفاق شراكة مع روسيا. لكن بوتين أكد من جديد، أمس، أمام الصحفيين في موسكو، أنه لا يوجد "نظام استبدادي" في بلاده. وفيما يتعلق بسوريا، يتمسك الاتحاد وروسيا بمواقفهما. فبوتين أكد مجددا، أمس، ان الموقف الروسي ليس "الاحتفاظ بنظام الأسد في الحكم بأي ثمن، بل (ترك السوريين) يتفقون فيما بينهم ليقرروا كيف يريدون مواصلة حياتهم". ومن بين الملفات الثنائية الشائكة الخلافات بشأن احترام قواعد منظمة التجارة العالمية، التي اصبحت روسيا عضوا فيها في أغسطس الماضي. وأبدى المفوض الأوروبي المكلف التجارة، كاريل دي جوشت، أسفه مؤخرا لأن موسكو "بعيدة عن الاستفادة من وضعها كعضو جديد في منظمة التجارة العالمية لإجراء إصلاحات"، وهي لا تحترم "حتى التزاماتها" في بعض الميادين. وتطالب موسكو من جهتها بأن يتقدم الاتحاد الأوروبي بسرعة أكبر في مسألة إلغاء التأشيرات المفروضة على رعاياها، لكن بعض الدول الأوروبية ترفض هذا الأمر خوفا من تدفق المهاجرين. إلى ذلك، هناك ملف حساس آخر، هو أنابيب الغاز "العابرة للحدود"، والتحقيق الذي بدأته بروكسل حول مجموعة "جازبروم" العملاقة لانتهاك قواعد المنافسة. وتكتسي المسائل المتعلقة بالطاقة أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، التي تعتمد كثيرا على شحنات المحروقات، حيث تمثل 79% من إجمالي صادراتها إلى الاتحاد الاوروبي في 2011. وتؤمن موسكو 29% من استهلاك الغاز والنفط في البلدان الأوروبية، التي تسعى أكثر فأكثر غلى تنويع مصادر إمداداتها.