أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم اعتقال وتهديد الأستاذ الجامعي والصحفي السوداني المعروف “فيصل محمد صالح" بواسطة أجهزة الأمن في السودان. واستنكرت الشبكة استمرار التراجع الرهيب في حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة في البلاد، واعتبرت أن حرية الصحافة في السودان لم تعد أكثر من مجرد “سراب"، وأن اعتقال الكتاب المعروف يعد بمثابة “تبخر البقية الباقية من حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير في السودان". وكانت السلطات السودانية قد اعتقلت “فيصل محمد صالح"، يوم الثلاثاء 8 مايو قبل أن تفرج عنه بعد ساعات طويلة من الاعتقال. وبدأت المضايقات الأخيرة ل “صالح" في يوم 25 أبريل المنصرم على خلفية مشاركة تلفزيونية أدلى بها لقناة الجزيرة وانتقد فيها خطاب الرئيس السوداني عمر البشير الذي ألقاه في 19 أبريل، وبعد عدة زيارات ومهاتفات لمنزل الناشط السوداني، عثرت الأجهزة الأمنية عليه واقتادته إلى أحد مقاراتها، وكان لديهم تسجيل مصور للمداخلة الخاصة به على قناة الجزيرة. وبعد تحقيق استمر حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي، استمر استدعاء صالح يومياً إلى الجهاز الأمني لاستكمال ما زعم الضباط المحققون أنه “حوار" مع “صالح" حول مداخلته التلفزيونية ومقالات أخرى كتبها. وطالبوه بالحضور يومياً لمدة عشرة أيام، مع تهديده بالاعتقال في حال عدم الحضور طوعاً. وقالت الشبكة العربية: “إن اعتقال صالح يأتي في سياق انتهاكات مستمرة وطويلة ضد حرية الصحافة والرأي في السودان، من مصادرة الصحف، وغلقها، والرقابة عليها، وترهيب واعتقال الكتاب وأصحاب الرأي". واعتبرت الشبكة أن “حرية الرأي والتعبير في السودان أصبحت مجرد سراب، وأن السودان تسير في عكس الاتجاه، فبدلاً من رياح الحرية التي تهب على العالم العربي، فإن البقية الباقية من حرية الرأي وحرية الصحافة قد تبخرت تماماً". وطالبت الشبكة العربية السلطات السودانية بالكف الفوري عن مضايقة الصحفي “فيصل محمد صالح" وجميع الصحفيين السودانيين. كما طالبتها بمراجعة مواقفها المتشددة من حريات الرأي والتعبير والمخالفة للأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.