أعربت منظمة الصحة العالمية عن بالغ القلق إزاء تصاعد الموقف في قطاع غزة، وعواقب ذلك على صحة وأرواح السكان المدنيين في المنطقة. قد أبلغت وزارة الصحة في غزة حتى ظهر أمس السبت عن مقتل 38 شخص، منهم 27 من البالغين بينهم امرأتان، و11 طفلاً دون الثامنة عشرة. وتشير التقارير إلى مقتل ثلاثة أشخاص في إسرائيل، وبلغ عدد الجرحى في غزة 382 منهم 245 من البالغين بينهم 76 امرأة، و137 طفلاً. وقد نقل الكثيرون من هؤلاء الجرحى إلى المستشفيات مصابين بحروق شديدة وإصابات ناجمة عن تهدم المباني وجروح بالرأس. وقد شكلت السلطات الصحية في غزة غرف عمليات للقطاع الصحي وأعلنت حالة الطوارئ في كافة المستشفيات لتتمكن من تلبية حاجات كافة المرضى. يذكر أنه قبل نشوب الأعمال العدائية الأخيرة كانت جميع المنشآت الصحية تعمل بما يفوق طاقتها جراء الحصار المضروب على غزة. ويعاني القطاع من نقص الاستثمار في التدريب، والتجهيزات الطبية والبنية الأساسية فضلاً عن ضعف مستوى صيانة المعدات الطبية والانقطاع المتكرر لإمدادات الطاقة. وقد واجهت وزارة الصحة في غزة أيضاً نقصاً حاداً في الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية في ظل نفاد المخزون من كليهما 192 دواءً (40% من قائمة العقاقير الأساسية) و586 من المستلزمات الطبية (65% من القائمة الأساسية) إلى الصفر. وغالبية الأدوية التي نفد المخزون منها هي أدوية منقذة للحياة. وجراء ذلك ، فإن المستشفيات في غزة عليها أن تتعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين دون وجود أية إمدادات من الأدوية. وقد أجلت وزارة الصحة كافة العمليات الجراحية بسبب الطوارئ الجديدة والنقص في مواد التخدير، أما الحالات غير العاجلة فقد تم تحويلها إلى مستشفيات تابعة لمنظمات غير حكومية وطلب إلى العاملين الصحيين أن يتوجهوا إلى أقرب المنشآت الصحية للمشاركة في نوبات عمل إضافية. وتعمل منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة ووكالة الأممالمتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين ( أونروا) وكافة الشركاء الصحيين لتأمين وصول الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية إلى المنشآت الصحية التي هي في مسيس الحاجة إليها. وتدير الأونروا 21 منشأة صحية توفر الخدمات الطبية لحوالي 1.2 مليون لاجئ في غزة وهي تعد مساعدات عاجلة للاجئين. وستواصل منظمة الصحة العالمية مراقبة الوضع الصحي ككل بهدف دعم النظام الصحي للقيام بمهامه في هذا الأوقات الحرجة. وتناشد منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي والإقليمي لتوفير الدعم المادي اللازم لتوفير الأدوية الأساسية لتغطية العجز الموجود مسبقاً وكذلك توفير الإمدادات العاجلة لمعالجة المصابيين والمرضى بأمراض مزمنة. وتحتاج منظمة الصحة العالمية 10لتدبير ملايين دولار أمريكي لتلبية هذه الاحتياجات.