أوفد مكتب شكاوى المجلس القومي لحقوق الإنسان بعثة ميدانية لمتابعة ظاهرة التحرش التي تعدت كونها الظاهرة لتصبح جريمة تهدد المجتمع المصري بأكمله ،حيث عكست إحدى الدراسات المدنية أن 64% من نساء مصر يتعرضن للتحرش في ظل وقوع 20 ألف جريمة إعتداء جنسي وتحرش سنويا خلفت العديد من الضحايا، في حين وصل صدى المشكلة للإطار الدولى بعد تحذير بعض الدول الأوروبية رعاياها من التعرض للتحرش في مصر ، وتصنيف إحدى الصحف الأمريكية مصر الدولة الثانية بعد أفغانستان كأسوأ دول يتعرض مواطنوها والسائحين بها لجرائم التحرش في الشوارع والأماكن العامة . وأضاف المجلس في بيان له اليوم أن الأمر الذي دفع مكتب الشكاوى للتحري عن تلك الظاهرة الوافدة على المجتمع المصري والتي تحولت لأزمة يمر بها المجتمع وتسبهها العديد من المشكلات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية المتمثلة في البطالة وتأخر سن الزواج و إنتشار ثقافات سلبية تزيد معدلات العنف ضد المرأة وتنظر لها نظرة جنسية دونية لا ترتق بمكانتها المجتمعية إلى جانب العديد من المسببات المتعلقة بضعف المنظمة العقابية لمثل تلك الجرائم وخلوها من تعريف واضح ومحدد لجريمة التحرش ، وكذلك ضعف الموقف الأمني في التعامل مع تلك الجرائم . وأشار المجلس ان البعثة الميدانية تابعت المجهودات التي قامت بها المبادرات المدنية التي نفذتها عددا من المنظمات الحقوقية والمجموعات الشبابية ، كذلك ما قامت به الأجهزة الأمنية من مجهودات لتأمين الأماكن الحيوية وأماكن التجمعات من مشكلات التحرش والتي أسفرت عن ضبط الأجهزة الأمنية 502 واقعة بمحافظة القاهرة، تنوعت بين وقائع للتحرش اللفظي، وأخرى للتحرش جنسي، وثالثة وقائع فعل فاضح ، لكن عكست أراء بعض المجموعات المدنية و مشاهدات البعثة الميدانية تراخي من بعض أفراد الشرطة سواء بالإهمال في تأدية واجبهم أو بالتقاعس عن حماية بعض النشطاء والعاملين بتلك المبادرات وهو ما أسفر عن تعرض بعض المجموعات المنتمية للمبادرات المدنية للإعتداء من قبل بعض البلطجية والمتحرشين. وإستقبل المكتب شكوى تعرض الناشطان نديم ياسر عبدالجواد، ومهند ياسر عبدالجواد، وأخرين أثناء مشاركتهم فى حملة منع التحرش " المعروفة بأسم التحرش بالمتحرشين " لإعتداءات ومضايقات من قبل بعض البلطجية من المتحرشين بالفتيات بشوارع وسط القاهرة ومنهم المدعو قوطة المعروف لدى الجهات الأمنية بمنطقة وسط البلد ، علماً بتعنت أحد رجال الشرطة " رائد بنقطة شرطة مترو العتبة مدخل 4 " مع فريق الحملة وتركهم للبلطجية والمتحرشين لإلحاق الضرر بهم ، وقد حدثت الواقعة في 28 أكتوبر و قام المجلس على إثرها بإرسال بلاغ لوزارة الدخالية حمل رقم صادر 3544 بتاريخ 30 أكتوبر . ووصلت البعثة الميدانية لبعض الحقائق مفادها أن الشارع المصري يمر بأزمة حقيقية تتمثل في تعرض المواطنين لجرائم التحرش الفردي والجماعي بشكل وبائي وبصورة تعكس ضرورة تكاتف كافة مؤسسات الدولة المدنية والحكومية لبحث المشكلة بشكل دقيق و تفعيل الشراكة من أجل طرح بدائل وحلول حزرية لتلك الجريمة التي تهدد المجتمع على كافة المستويات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. وطالب المكتب ضرورة تفعيل التعاون بين الجهات الأمنية والمنظمات المدنية بهدف تنفيذ جهود مشتركة تهدف لردع المتحرشين وحماية المجتمع من تلك الجريمة ، كذلك يطالب المكتب كافة المؤسسات التوعوية والتعليمية والتثقيفية بضرورة العمل على بناء ثقافة تحترم المرأة و تحمي المواطنين من الإنزلاق في هوة إرتكاب مثل تلك الجرائم ، ويطالب الدولة بضرورة إتخاذ إجراءات فورية بهدف القضاء على تلك الجرائم التي تهدد المجتمع المصري وتنتقص من كرامة مواطنيه و أمنهم و حقوقهم .