ونجحت مبادرة "هدنة العيد" التي دعا إليها المبعوث العربي الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وقوبلت بردود فعل إيجابية من جانب النظام السوري والمعارضة والجيش الحر على حد سواء .. فالنظام سمح بفك قبضته على المناطق الثائرة كما أن المعارضة رأت أنها في موقف أقوى أوجب على الأسد الاستسلام لشروطها. من جانبه يشيد السفير علي الجاروش، مدير الشئون العربية بجامعة الدول العربية، بعمل الإبراهيمي بعيدا عن وسائل الإعلام قائلا "العمل الجيد لا يؤتي ثماره إلا بعيدا عن وسائل الإعلام، مؤكدا أن الإعلام يزيد من اشتعال الصراع الدائر بين الأطراف المتنازعة". ويضيف الجاروش في حديثه ل "الوادي" أن الجميع يأمل في تطبيق مساعي الأخضر الإبراهيمي في وقف نزيف الدماء في سوريا ولكن الواقع لا يبشر بخير فما زال القتال مستمرا ولم يتوقف القصف حتى اليوم. ورأى المعارض السوري، ثائر الناشف المتحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر والموجود حاليا في القاهرة، أن المعارضة السورية رفضت الهدنة شكلا وموضوعا سواء كانت المعارضة السياسية أو المعارضة المسلحة العسكرية في الوقت الذي قبل فيه المجلس الوطني السوري تلك الهدنة كنوع من تهدئة الوضع في سوريا، مشيرا إلى أن الشروط لا تعبر عن ما ترتضيه المعارضة السورية ولا يمكن القول أن المجلس الوطني هو المعارضة السورية بشكل عام حتى لو قبل الهدنة. الناشف أضاف في تصريحات خاصة ل "الوادي" أن الهدنة مع الأسد غير محتملة الحدوث في الوقت الذي نقض الأسد بكل الوعود التي وعد بها أمام العالم كله، كما نقض الوعود التي التزم بها أمام الجامعة العربية وبعثة المراقبين الدوليين التي تولي مسئوليتها الجنرال روبرت مود وكوفي عنان الذي طرح الهدنة في منتصف إبريل إلا أن الأسد تخلى عن وعوده، مؤكدا أنه لا مجال لهدنة أخرى مع الأسد طالما يقوم بإطلاق النار، مؤكدا أن الهدنة في صالح بشار الأسد لتعطيه فرصة لالتقاط أنفاسه ليعيد المعركة مرة أخرى. وأشار المتحدث باسم الجيش الحر إلى أن روسيا والصين وغيرهما من الدول التي تدعم النظام الأسدي تؤيد إعطاء فرصة لتزويده بالأسلحة والمعدات العسكرية التي يحارب بها الشعب السوري، بعد أن أصبحت الغلبة للجيش السوري الحر في العديد من المدن السورية رغم قلة العتاد والأسلحة. وسيطر الجيش الحر على أغلب المناطق السورية، وهو ما أوضحه الناشف مؤكدا أن الجيش النظامي أصبح هو الطرف الأضعف في المعركة وأن من يملي شروطا على الأخر هو الطرف القوي وليس الضعيف. وألمح إلى أن الأخضر الإبراهيمي يحاول إعطاء مزيد من الزخم على مهمته الموكلة له بهذه الهدنة بعد أن أصبح خاوي الوفاض، مؤكدا أنه لا يستطيع التحدث عن إنجازات الإبراهيمي لأن مهمته حتى الآن فشلت في استخلاص حل سياسي، موضحا أنه يسير على نهج كوفي عنان بعد أن فشلت جميع نقاط المبادرة. واختتم الناشف حديثه ل "الوادي" بقوله: "إذا أراد الإبراهيمي أن يقوم بعمل ناجح في سوريا أو يتحدث عن هدنة فلابد أن تكون أول نقاط تلك الهدنة هي رحيل بشار الأسد عن البلاد". في السياق ذاته قال نزار خراط، المنسق العام لتنسيقية الثورة السورية في مصر، أنه لا يتوقع نجاح مبادرة المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي لوقف إطلاق النار خلال أيام العيد بنسبة 1 بالمائة، مؤكدا أن مساعي الإبراهيمي غير مجدية ووصفها ب"الفاشلة". وأضافف خراط في تصريحات خاصة ل"الوادي" أن بعض أطراف المعارضة وافقت على تلك الهدنة حتى لا يتهموا بعرقلة مسار خطة الإبراهيمي لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أنهم على ثقة بأن النظام السوري لن يوافق على وقف إطلاق النار خلال أيام العيد، وأنه إذا افترضنا موافقة قوات الجيش النظامي والحكومة السورية على الهدنة فالجميع يعلم أن الشبيحة سيحاولون الاحتكاك بالجيش السوري الحر حتى يفسدوا تلك الهدنة. وردا على ما أثير حول الحلول التي تطرحها المعارضة لإيجاد حل للأزمة السورية لحقن الدماء، أفاد أنه ليس هناك حلول سوى رحيل بشار، مضيفا أن النظام السوري عبارة عن عصابات مسلحة، مؤكدا أن سوريا لم بعد يوجد بها نظام ولا حكومة ولن يكون هناك حل إلا بإرادة سياسية دولية على حد تعبيره. وأنهى الناشط السوري حديثه مع "الوادي" بالتاكيد على أن ما يحدث من قصف على الحدود السورية - التركية وكذلك من تفجيرات بلبنان والتي اتهمت فيها سوريا، ما هي إلا محاولات للخروج إلي حرب إقليمية موسعة يستقوى فيها بشار بقوى إسلامية كإيران وحزب الله بلبنان وبعض دول الخليج، موضحا أن بشار سينتهج طريقة "عليَّ وعلى أعدائي".