اهتمت صحيفة لوموند الفرنسية بمتابعة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تظاهروا في عدة بلاد إسلامية، يوم الجمعة 14 سبتمبر، للاحتجاج على الفيلم المسئ للإسلام والذي أشعل المزيد من العنف، خاصة في تونس والسودان مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وخلال رصد "لوموند" للأحداث تبين مقتل اثنين في تونس وجرح 28 آخرين خلال اشتباكات حول سفارة الولاياتالمتحدة، وذلك وفقا للتقييم الأولي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء. فيما ذكرت الجريدة أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي كان قد ندد مساء، الجمعة، في خطاب تلفزيوني بمهاجمة السفارة الأمريكية في تونس قائلا، "إن أعمال العنف التي وقعت اليوم أمام السفارة الأمريكية مدانة وغير مقبولة على الإطلاق ،وإنه بإمكاننا تفهم غضب المتظاهرين كما نشاركهم فيه، ولكن هؤلاء الشباب بدأوا في ارتكاب أعمال تدمير وحرائق في سفارة دولة صديقة ". كما أضافت الصحيفة أن المرزوقي قال أنه أجرى اتصال هاتفي بوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ليؤكد على أن التونسيين لم يخلطوا بين الولاياتالمتحدة والفيلم الذى أهان الإسلام وكان سبباً في موجة من العنف في العالم العربي والإسلامي ضد الغرب. وانتقلت الجريدة لرصد تبعيات موجة الغضب في السودان والتي أسفرت عن مقتل اثنين ،فذكرت "لوموند"، أنه تم دهس أحد المتظاهرين عبر سيارة شرطة وتم اكتشاف جثة متظاهر آخر بالقرب من السفارة، دون معرفة لظروف وفاته. كما ذكرت الصحيفة انه ما يقرب من 5000 متظاهر إسلامي أضرموا النار في السفارة الألمانية ونزعوا العلم ليحل محله العلم الإسلامي، فيما أشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا أعلنت إدانتها لهذا الهجوم كما أدانت الفيلم المسئ. وفي لبنان قالت الجريدة أن الاحتجاجات أسفرت عن مقتل شخص وجرح 25 آخرين في اشتباكات وقعت بطرابلس (شمال لبنان) بين قوات الأمن ومئات من الإسلاميين الذين أحرقوا أحد المطاعم الأمريكية للوجبات السريعة وفقاً لما نقله مسئول خدمات الأمن. كما اهتمت الصحيفة بمتابعة الاشتباكات التي وقعت بالقرب من السفارة الأمريكية في القاهرة فيما أشارت إلى تنديد الرئيس محمد مرسي بالعنف الناتج عن ذلك على رغم إدانته للفيلم المسئ. كما ذكرت "لوموند" أن الإخوان المسلمين كانوا قد سحبوا دعوتهم بالتظاهر في جميع أنحاء البلاد، ولكن المتظاهرون استمروا على مدار اليوم لمواجهة الشرطة بالقرب من سفارة الولاياتالمتحدة. حيث قال الأمين العام للحركة السياسية الأكثر نفوذا في مصر، محمود حسين، في بيان له "عندما دعونا لمظاهرات في جميع أنحاء البلاد أمام المساجد، كان الهدف هو التعبير عن الغضب من جميع المصريين، لكن في ضوء الأحداث التي جرت في اليومين الماضيين، قررت جماعة الإخوان المشاركة الرمزية في احتجاج بميدان التحرير فقط، تفادياً لأي إصابات أو تدمير أو وفيات، كما حدث في الماضي ". وأ خيراً وبمتابعة المشهد الاحتجاجي بإيران ذكرت صحيفة لوموند، أنه في طهران،قد تجمع آلاف الأشخاص وهم يهتفون "الموت لأمريكا!" و "الموت لإسرائيل"،وذلك وفقاً لصور تمت إذاعتها على تلفزيون الدولة.