تتضارب الآراء وكثرة الأختلافات التي تشهدها مصر منذ الثورة في جميع المجالات بداية من الخلافات السياسية والاجتماعية وبين مؤيدين ومعارضين لكل حدث مهما كان حجمه وطبيعته , طالت الثوابت الدينية التي طالما تعود عليها المصريون ومن اهمها في الفترة الحالية وبمناسبة انتهاء شهر رمضان المعظم هي شروط خروج زكاة الفطر وهي الشئ الذي اعتاد المصريون على معرفة مقدار الزكاة من مشيخة الازهر , فتحدد سعر معين يخرجه الفرد عن نفسه , اما الآن ظهرت دعوات جديدة بالعودة الى دفع زكاة الفطر عن طريق السلع والكيل بالصاع كما كان يحدث ايام الرسول (صلى الله عليه وسلم ) , وهذا ما جعل هناك من يؤيد هذا الرأي ومن يخالفه ويتمسك برأي الازهر . يوضح الشيخ يوسف البدري الداعية السلفي ان زكاة الفطر هدفها تطهير صوم المسلم من الأخطاء التي ارتكبها اثناء صومه ولكي يجد الفقير ما يغنيه عن السؤال وان يكون عنده قوت يومه , واضاف ان الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام ابن حنبل , اكدوا وجوب اخراجها حبا , اما الإمام الشافعي اجاز ان يخرج مقدارها نقود , واشار ان مصر تتبع مذهب الإمام الشافعي ويخرجون زكاة الفطر مالا , وأكد البدري انه لا يمانع في ذلك ولكنه يدعو الناس لإخراجها حبا لأنها فرضت حبا ولا شئ آخر , واوضح لمن سيخرجها حبا ان مقدارها صاع من التمر أو الشعير أو القمح أو السمن , والصاع هو كيلة لأربع افراد ويزن اربع ايادي ممتلئة, ومقدارها 3ونصف كيلو ارز , 2ونصف كيلو فول , 2وربع كيلو فاصوليا , 2ونصف كيلو دقيق. واضاف ان السعر الذي حدده الأزهر وهو 6 جنيهات غير مناسب بالمره الظروف الأقتصادية وارتفاع الأسعار الذي تشهده مصر الآن وانه يجب ان يكون 15 جنيه للفرد . محمود عاشور وكيل وزارة الاوقاف لشؤون المساجد يرى أن أصحاب دعوة دفع زكاة الفطر حبوب وليس مالا ليسو هم من يحددوا فالشريعة هي التي تحكم في مثل هذه الأمور وابو حنيفة قال بخروج القيمة نقود وليس حبوب ومصر تابعة لمذهب ابي حنيفة , واشار الى أن الظروف تغيرت ولم تعد الحبوب هي النافعة للفقير فاذا اعتيطه حبوب اين يطحنها ويطبخها , وان النقود هي الأنسب له لشراء ما يريد وما هو بحاجة اليه , وتحدث عاشور عن المقدار المحدد من الأزهر واشار انه الحد الأدنى لكي يستطيع اي مواطن دفعه ومن يريد ان يزيد فاليزيد . واما عن محمد مختار المهدي رئيس جمعية انصار السنة اكد ان من يدعو الناس لأخرج زكاة الفطر حبوب يريدون ان يشغلوا الناس بأشياء لا قيمة لها , واشار ان الموضوع ابسط من ذلك بكثير لأن ايام الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يكن هناك تعامل بالنقود وكان الأعتماد على تبادل السلع , وأما الآن اختلفت الأمور واصبحت النقود أفضل لأن الفقر يلبي بها ما يحتاج فمضمون الحديث اغنوهم عن السؤال ولم يحدد كيف , وعن المقدار الذي حدد للفرد اشار المهدي انه نصح الجمعية الشرعية بأن، تكون 10 جنيهات ولكن شيخ الأزهر حددها ب6 جنيهات وهو يرى انه مبلغ غير مناسب للفقراء في ظل ارتفاع الاسعار. وأكد عبد الرحمن البر عميد كلية اصول الدين بجامعة الازهر انه لا بأس بدفع القيمة وأن من يريد ان يدفعها بالحبوب لا ضرر عليه لأن الهدف منها هو اغناء الفقير عن السؤال في هذا اليوم , وعلق على مقدار الزكاة المحدد من قبل الأزهر هذا العام 6 جنيهات للفرد غير مناسب للواقع الذي نعيشه فهو لا يكمل ثمن 3 كيلو ارز. وكان للمواطنين أراء تعكس ما قرروا فعله او فعلوه لاخراج زكاة الفطر فقال انور عبد الله انه اخرج زكاته اليوم عنه وعن اولاده مالا وبالسعر الذي حدده الأزهر مع انه يرى ان الحبوب امر لا ينتفع به الفقراء فحاجة كثير من الناس ليست فقط طعام ولهم احتياجات اخرى ايضا هامة . و اشار ان من يدعو لهذا من المؤكد لا يعيش في مصر ولا يعرف حالة الفقراء جيدا . وقال عبد المجيد على انه يتبع السلفيين في كل ما يقولونه وانه قيل له من بعض الشيوخ ان يخرج زكاة الفطر حبوبا , ولكنه تأكد من شيوخ اخريين بجواز اخراجها مالا , واشار انه اخرجها مالا ويشعر انه الاصلح لحال الفقراء . وقالت ام هبه أن زوجها هو الذي يخرج عنها الزكاة كما تنص الشريعة , وخرجها طعاما للفقراء عبارة عن ارز وفول وسمن , وانه معتاد على ذلك واوضحت ان الغرض هو اطعام الفقراء ومن يريد ان يخرج مال يخرج صدقات باقي العام , واشارت أن الثمن الذي يحدده الازهر كل عام لا يناسب اي فقير ولا يطعمه وجبة واحدة . وقال رمضان عبد العال انه لم يخرج اي زكاة الا بما يقوله الازهر كعادته كل عام ولم يسمح لأي جماعة او دعوة بتغيير الأصول التي اعتاد عليها المصريون وعقائدهم , واوضح انه اخرج اكثر مما حدده الأزهر لأنه في استطاعته ذلك, واشار الى ان 6 جنيهات لا تؤكل اسرة "عيش حاف " , ودعى جميع المصريين بعدم السماح لأي فرد ان يغير المذهب الذي تتبعه مصر منذ قرون. وقالت منار أنها اخرجت الزكاة مالا كما حدد الازهر 6 جنيهات للفرد وان زوجها هو من اخرجها , واشارت ان الحبوب لا تناسب العصر الحالي ومن يريد ان يتبرع ويخرج طعام يمكنه فعل ذلك في شنطة رمضان ويعطيها لأسرة فقيرة لأطعامهم بعيدا عن زكاة الفطر, وترى ان المبلغ المحدد من الأزهر مناسب وغير مناسب, مناسب لمن يزكي لانه يناسب ظروفه الغير ميسورة , ولا يناسب الفقير الذي يتلقى الزكاة لانه غير كافي لشراء ما يغنيه عن السؤال ودعت الله ان يرزق الطرفين لكي يدخل العيد بفرحة على الجميع.