انتظمت الدراسة في مدرسة الزبالين قبل أيام بمنطقة الزبالين بحى منشية ناصر وسط إهتمام كبير من الحى بالتجربة الجديدة، التى يدرس فيها 150 طالبا معظمهم من المتسربين من الدراسة، يتدربون على كيفية جمع القمامة، الدراسة تبدأ من الثانية صباحا حتى الثانية ظهرا ويرعى الفكرة جمعية "روح الشباب". مريم مجدي، مدرسة محو الأمية، ب"مدرسة الأولاد لإعادة التدوير"، أو كما تعرف بين أهالي المنطقة ب"مدرسة الزبالين" تقول إن المدرسة تضم أكثر من 150 طالبا، تركوا التعليم أو لم يلتحقوا به من الأساس، وهذا هو الشرط الوحيد لقبولهم في المدرسة، وتتراوح أعمار الطلاب الموجودين بالمدرسة، ما بين 9 و18 سنة، ويتم تحديد مستوى الطلاب عن طريق كيفية كتابة اسمه، وبعدها يتم تعليمهم القراءة والكتابة ومحو أميتهم. مينا راشد، مدرس بالمدرسة يقول، نقوم في المدرسة بتعليم الأولاد كيفية تجميع وفرز القمامة، ويتم التركيز في البحث على عبوات ماركات الشامبو الشهيرة، لجلبها إلي المدرسة وفرمها وتحويلها إلي "بودرة" يعاد تصنيعها بعد ذلك من خلال مصانع البلاستيك، ويؤكد مينا " 23 عاما" أن كل طلاب المدرسة، من أبناء الزبالين حيث أن المدرسة تعمل على مساعدتهم اقتصادياً وصحياً وتعليمياً، حيث يعمل الطالب في جمع عبوات الشامبو من القمامة أو شرائها بالكيلو من أصحاب الورش وتخزينها لتجميع أكبر عدد ممكن من العبوات ويتم ذلك يومياً من الثانية صباحاً حتى الثامنة صباحاً، ثم يأتي الطالب للمدرسة من 10 صباحاً حتى 2 ظهراً. ويؤكد مينا أن الطالب يكسب من تجميع الشامبو ودائما يركز علي تجميع العبوات ذات الحجم الأكبر فيبلغ قيمة عبوة الشامبو الكبيرة 30 قرشا، و25 قرشا للمتوسطة الحجم، و15 قرشا للصغيرة. ويضيف مينا، الأطفال يتعلمون برامج كمبيوتر وبرنامج صحة لكيفية التعامل الآمن مع القمامة، حيث تقام ندوات صحية لتوعية الأطفال، ويتم أيضا إعطائهم شنطة إسعافات أولية للحفاظ علي سلامتهم ويوجد بالمدرسة أيضا برنامج "المنتسوري" بحسب كلام مينا وجدي هذا البرنامج لتعليم الطلاب كيفية التمييز بين الأشياء باللمس، حيث يكون الطالب معصوب العينين، ويقوم المدرس بنشر أنوع مختلفة من الجلود، ويضع قطعة من كل نوع في يد الطفل، حيث يقوم الطفل باختيار القطعة المشابهة لقطعة الجلد معتمدا علي حاسة اللمس. وتابع مينا، هناك برامج أخرى منها برنامج "إعادة التدوير"، ويهدف إلى تعليم الأطفال كيفية إعادة تدوير عبوات الشامبو التي يقومون بتجميعها شهريا، والقيام بتكسيرها وإعدامها في المكبس الخاص بالمدرسة وتحويلها إلى "بودرة" ويباع الطن منها لمصانع البلاستك ب3000جنيه، حيث أن الطن الواحد يستغرق جمعه شهرين كاملين، وقبل إعدام علب الشامبو يضيف مينا ، يقوم الطلاب بإزالة أغطية العبوات، وبعد ذلك توضع العبوات بمكبس التفتيت، حيث يرتدي الطالب سماعات على أذنه بسبب الصوت المرتفع الذي يصدره المكبس أو آلة تفتيت العبوات. وخلاف ما سبق تقوم المدرسة برحلات للطلاب وعمل معسكرات صيفية أيضا، إضافة إلى قيام الحفلات التشجيعية للطلاب، وفيها يكرم الطالب الأكثر التزاما بنظافته الشخصية وحضوره في المدرسة، كما تمتد أنشطة المدرسة لتشمل الأمهات وبناتهن حيث تقوم المدرسة بتوعية أمهات الأطفال وأخواتهن البنات لمدة يومين أسبوعيا، وتعليمهن القراءة والكتابة، وتقام لهن احتفالات شهرية في محاولة من المدرسة لربط التعليم بزيادة الدخل، حيث أجرت المدرسة تعاقدا بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية، بحيث تكون المدرسة مجرد وسيط بين الأطفال الذين يجمعون القمامة ويعيدون تدويرها، والشركة التي تشتري ما ينتجه الأطفال.