كتب - أمين أبوعقيل ومرفت الشيخ ومنار سالم تحول معتقل اللواء محمد نجيب اول رئيس جمهورية لمصر الذي يقع في منطقة المرج او عزبة زينب الوكيل كما يسميها البعض الي اطلال لا تحمل الا الذكريات السوداء التي مر بها اسماء نقش اسمها بالتاريخ ، فمعتقل نجيب لم يكن مجرد منزل عادي بل قصرا من العصر الملكي بني بطراز خاص عام 1947 حيث كانت تملكه زينب الوكيل زوجة رئيس وزراء مصر الاسبق مصطفي باشا النحاس، حيث كانوا يرتادون القصر لقضاء فترات راحة ونقاهة لايام معدودة في تلك المنطقة في ذلك الوقت منطقة ريفية. "الوادي" استطاعت الدخول لذلك القصر الذي احتوى بين جدارنه مأسان اول رئيس مصري قضى فيه ثلاثون عاما منذ اعتقاله في عام 1954 وحتى وفاته في عام 1984. فعلي عربة ربع نقل تقع علي بعد خطوات من مترو المرج انتقلنا الي منطقة تدعي العزبة، لنستقل توك توك الي جوار قصر زينب الوكيل او كما يشتهر محمد نجيب الذي يقع وسط العديد من المباني يتقدمة "خرابة"مليئة بالقش والحشائش التي تم حرق العديد منها بجوار القصر حيث كان عبورنا الي ذلك القصر وعلي تلك الحشائش من خلال سور متهدم يحتل مساحة صغيرة اومكان لبوابة فلم تتضح المعالم الحقيقية المحيطة بالقصر نظرا لتلك المباني المجاورة وشدة الاهمال . اجتذبنا الي القصر أعمدة مبنية بطراز معماري مميز واثناء عبورنا الي القصر وجدنا مكان حمام سباحة ذات مساحة صغيرة مليء بالقش والخوص ، يعلو واجهة القصر لافتة كتب عليها "الاستاذ الدكتور الارض مسجلة ملك وجيه الحمامي والتعامل معه مباشرة وخلاف ذلك باطل وذلك باللون الازرق"ثم كتب اسفل الافته بللون الاحمر رقم موبايل يجاورة "للاستعلام المستشار شوقي نصار بالنقض". القصر يبدا بسلالم تليها اعمدة تتقدم القصر يتضح مما تبقي من زخارف علي عشرة الاعمدة عليها انها مزخرفة بقطع مربع صغيرة من السيراميك اربعة مزدجين علي اليمين ومثلهم علي الجانب الايسر وفي المنتصف عمودين يحملان بلكونة بالطابق الثالث . يتكون القصر من أربعة طوابق بالاضافة الي بدروم ا، ورغم ما يبدو ان حديقة القصر كانت متسعة الا ان القصر ذات مساحة ضيقة به سلالم رئيسيه للصعود الي الادوار العليا بالقصر وسلالم جانبية، وكذلك مصعد كهربائي يتصل بالاربعة ,كتب علي جدران الاربعة طوابق "حبيس العسكري" التي نسبت انها كتبت علي يد محمد نجيب واولاده حيث تداخلت تلك الكلمات بكلمات حديثة لاسماء بعض الشباب من رواد القصر حتي ان كلمة حبيس العسكري تم طمس بعضا منها في بعض الجدران بسبب تلك الرسومات والشخبطات. يوجد مدفأة من الحجر مثبتة بالحائط باحد غرف الطابق الاول الموجودة بالجانب الايمن ثم صعدنا الي الطابق الثاني من خلال سلالم أدت بنا الي صالة جانبية بها فتحة علي احد جدرن الحائظ بشكل دائري توحي انها كانت اشبه ببلكونة مسقوفة اما الحائط الاخر المجاور للسلالم التي تؤدي للطابق الثالث بها فتحة من اعلي حيث يستطيع من يقف علي ذلك الدرج رؤية ما بداخل الصالة كذلك السلم الجانبي يبدو انه كان للخدم ، أما الدور الثالث به صالة يتفرع منها مطبخ وحمام به بقايا السيراميك المخصص للحمامات في ذلك الوقت علي الجانب الايسر وبابان واحدا من علي اليمين يؤدي الي السلالم الجانبية والاخر من امامها يؤدي الي غرفة علي جانبها الايمن غرفة صغيرة بها بلكونة تطل علي جنينة القصر وبتلك الغرفة دولاب بالحائط دون ابواب، كذلك فتحة اخري بباب تلك الغرفة تؤدي الي السلالم الجانبية وتتصل بباب اخر الي يؤدي للصالة الرئيسية حيث يبدو ان الغرف كلها تتصل ببعضها البعض ، أما الدور الرابع فلا يمكن الوصول اليه الا من خلال السلم الجانبي وهو عباره عن غرفتين وحمامان ومطبخ وروف بعرض القصر . وبجوار القصر يقطن جيران عاصروا نجيب منهم صلاح عبد الفتاح الذي كان غفيرا لقصر زينب الوكيل عند تأميمه حيث قال أنه فى ليلة 14 نوفمبر عام 1954 كان في بيته بعدما انهي عمله بالقصر وكان عمره وقتئذ 20 عاما ، وفجأة وجد البوليس الحربى وقوات من الشرطة ملأت العزبة فى المساء وكان معهم البكباشى عبدالستار مشعل "رئيس الحراسات المصرية فى هذا الوقت " وقام بفتح القصر وفرضوا حظر تجوال بالمنطقة إلى ان جاء اللواء محمد نجيب ، وعندما وصل إلي القصر بدأ يذوق من ألوان العذاب مما لا يستطيع أن يتحمل أحد ، فقد قام الضباط والعساكر بدك المزروعات الموجودة بحديقة القصر .. وحملوا من داخل القصر كل ما به من مقتنيات وتركوه عاري الأرض والجدران، وتم منع اللواء نجيب تماماً من الخروج أو من مقابلة أياً من كان حتى عائلته بل ووصل الأمر إلى قيام الحكومة بحرق كتبه التى ألفها عن ايام عبدالناصر والسادات ، ولم يخرج نجيب من القصر الا عام 1984 وبعدها ظل على قيد الحياة لمدة 15 يوما وبعدها فاضت روحه إلى بارئها. وأكد عبدالفتاح أن اللواء محمد نجيب كان له أخان وهما على وكان سفير مصر بسوريا و محمود طبيب بيطرى . وأشار عبدالفتاح إلى أن نجيب جاء إلى منفاه بقصر زينب الوكيل هو وزوجته عائشة العباسى وابنائه الثلاثة فاروق قتل فى العتبة وعلى الذى قتل فى المانيا ويوسف تزوج من العزبة . وعن حياة نجيب داخل القصر قال عبدالفتاح أنها كانت مأساوية فقد كانت عليه حراسه مشددة مكونة من 1700 عسكرى من البوليس الحربى و الفرقة "ك 13 " بداية أعتقاله أيام الرئيس عبدالناصر ولم يستطع أحد دخول المنطقة المجاورة للقصر الا بالبطاقة الشخصية ، وبعد وفاة عبدالناصر رفع عنه السادات الحراسة. وأضاف عبدالفتاح ان اللواء محمد نجيب كان يحكى عن كواليس ثورة 23 يوليو وذلك بعد تقليل الحراسة عليه عقب تولى الرئيس السادات، حيث قال أنه عندما بدأ عبدالناصر فى التخطيط للقيام بالثورة ذهب إلى اللواء عزيز المصرى فى عزبة النخل للاشتراك فى الثورة الا أنه رفض وقال لهم انتم خونة ..وفى 80 الف عسكرى هيحرقوكم " فأتوا للواء نجيب ووافق على الانضمام لصفوف الضباط الاحرار . وعن خلاف عبدالناصر ونجيب قال عبدالفتاح أن اللواء نجيب تحدث معى عن خلافه مع الرئيس عبدالناصر فقال عندما كنا متواجدين فى طوخ عند شمس بدران مدير المصنع الحربى بانشاص كنت أنوى أن أعطى مناصب لرجال السياسة الا أن عبدالناصر رفض ذلك فغضبت وقدمت استقالتى الا أن الشعب طالب بعودتى إلى الحكم وبعد ذلك حدثت خلافات بينه وبين الضباط الاحرار وفى ليلة 14 نوفمبر تم أقصائه عن الحكم وحددت اقامته بقصر زينب هانم الوكيل زوجة مصطفى باشا النحاس رئيس وزراء مصر . وعن وفاة على ابن اللواء محمد نجيب قال عبدالفتاح انه قتل فى المانيا وبعدها جاءت السيدة التى كان يسكن بمنزلها لنجيب واعطته ملابسه وروت لنا ما حدث له حيث قالت أنه اثناء تصفحه فى أحد الكتب قامت مجموعة من الرجال بضربه على رأسه بعصا من الحديد حتى الموت . وأضاف بعد تلقينا خبر وفاة على ذهبنا إلى المطار وكان وقتها نجيب لم يملك ثمن نقل جثمان ابنه إلى مصر ، وبعد وصول الجثمان قمنا بنصب سرداق عزاء له فى منيل الروضة ولم يستطع اللواء نجيب حضور العزاء لمنعه من قبل الجيش ، الا أننا فوجئنا أثناء وجودنا بالعزاء بقوات من المخابرات بفض العزاء وتكسير السرادق.