رحل عن عالمنا ،أمس الثلاثاء ،عميد الدبلوماسية المصرية بطرس بطرس غالى عن عمر يناهز 93 عاما، وكانت وفاته لها صدي واسع على الصعيد العربى والعالمى فكان "غالى" قيمة وقامة دولية، فحين علم مجلس الأمن بوفاته وقف أعضاء المجلس صمتاً دقيقة حداد على روح الفقيد . وقال عنه الأمين العام بان كى مون، أنه "كان شجاع فى تعامله مع العديد من القضايا.. كما أن تعهداته وخطواته بالأممالمتحدة كانت لا تخطئ وكانت فى مصحلة الامم". وأضاف خلال كلمته من نيويورك، قائلاً:" اعبر عن تعازيا الحارة لفقدان بطرس غالى للأمم المتحدة والشعب المصرى.. وأنه لعب دوراً فى تقديم الحلول وتذليل العقبات ما بعد الحرب الباردة وكان له دور مهم فى وضع أجندة فى السلم والسلام والديمقراطية" . وقال فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا: "فقدنا بوفاة بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة دبلوماسيا وسياسياً ذا قدر كبير عالميا، عمل على نحو غير مسبوق وقت رئاسته لمنظمة الأممالمتحدة على إقرار نظام للمنظمة وتهيئتها لمهام ومتطلبات جديدة، سوف يظل اسمه مرتبطا "بأجندة السلام" التى قام بتقريرها لوضع أسس نظام عالمى جديد عام 1992 بعد انتهاء الحرب الباردة." وتابع قائلا "لم يقيد بطرس بطرس غالى نفسه بالفكر النظرى، فقد حارب من أجل آرائه فى مواجهة المعترضين وحتى فى اللحظات الحرجة"، موضحا أنه بإنشائه " إدارة الشئون السياسية" فى الأمانة العامة للأمم المتحدة فى نيويورك وضع غالى عمل الأممالمتحدة من أجل السلام والأمن على أساس مؤسسى جديد. فيما أعرب جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية، عن حزنه لوفاة الدكتور بطرس غالى موجهاً تعازيه الحارة لأسرته. ونشر الحساب الرسمى لوزير الخارجية الأمريكية جون كيرى، عبر تويتر بيان الوزارة لنعى غالى وجاء فيه: "كان بطرس بطرس غالى دبلوماسيا استثنائيا، ورجل دولة ماهر، ومدافعا بلا كلل من أجل السلام". وتابع البيان: "عدد قليل من الوظائف فى العالم أكثر صعوبة، أو أكثر تبعية، من الأمين العام للأمم المتحدة، وبطرس غالى شغل المنصب بامتياز وشرف"، مضيفاً: "أضم صوتى إلى كثيرين اليوم متمنين الأفضل لأسرته وتذكر حياته المميزة". فيما شاركت السفارة الأمريكية بالقاهرة فى النعى، مغردة عبر تويتر "تنضم السفارة مع وزير الخارجية كيرى فى التعبير عن تعازيها فى وفاة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالى". وقال جون مارك إيرو، رئيس وزراء فرنسا "علمت بعميق الأسى نبأ وفاة بطرس بطرس غالى وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية للفرانكوفونية". وشدد على أن المجتمع الدولى وخاصة مصر التى شهدت مولد بطرس غالى وتشرفت به، فقدا برحيله رجل دولة يتسم بالشجاعة والإصرار. وقدم الوزير الفرنسى تحية إجلال لبطرس غالى، مشدداً على جهوده الدؤوبة فى خدمة السلام على الصعيد الوطنى والدولى، فضلا عن جهوده لإصلاح الأممالمتحدة. فيما قال وزير خارجية بريطانيا "أتوجه بالتعازى والمواساة لعائلة بطرس بطرس غالى ولشعب مصر فى وفاته كدبلوماسى محنك، ورجل دولة بارز على مدى عقود، وكأمين عام للأمم المتحدة خلال واحدة من فتراتها الأكثر صعوبة، سنتذكر دومًا مساهمة بطرس غالى فى الشؤون الدولية". كما نعت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفاة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالى وعنونت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى فى تقرير لها " وفاة أبو السلام بين مصر وإسرائيل ". وقالت القناة، أن غالى يعد من أهم الرجال فى مصر لكونه الشخص الذى استطاع أن يدفع مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل إلى الأمام، ولقبت القناة "غالى" ب"كسينجر المصرى". كما جاء أيضا، فى رسالة مقدمة من وزارة الخارجية الجزائرية، قالت فيها "حياة غالى كانت زاخرة بالعطاء والتضحيات والانجازات لشعبه وللبشرية جمعاء، حيث اقترن اسم الفقيد بتاريخ الدبلوماسية المصرية والدولية إذ كرس جهده ووقته لإحلال السلام خدمة لوطنه وشعبه وقارته". وقال الوزير الجزائرى، أن الجميع يذكر بعظيم التقدير حكمة غالى وأخلاقه الرفيعة التى جعلت منه قامة فى الدبلوماسية ومثالا يحتذى به فى التفان والبذل، لافتا إلى أنه كان شاهدا على قدرته الدبلوماسية حيث كان ممثلا بنيويورك، شاهدا خلال تولية الأمانه العامة بالأممالمتحدة. فيما وصف عاهل البحرين، حمد بن عيسى، أن الراحل يعد مفخرة لمصر وللأمة العربية لما كان يتمتع به من خصال وقدرات ورؤية ثاقبة تجسدت فى النجاح الفاعل للدبلوماسية المصرية والأداء المقتدر فى الأممالمتحدة فى الفترة التى تحمل مسئولية أمانتها العامة، وبرحيله تفقد الأمة العربية دبلوماسيًا مصريًا عظيمًا.