يأتي شهر رمضان هذا العام في السويس مفعما بالآمال ومحاطا بالمخاوف فهو اول شهر يأتي في ظل رئيس منتخب بعد قيام ثورة 25 يناير حيث تبث موائد الرحمن وشنط رمضان الأمل في تكاتف المواطنين في اصلاح البلاد بينما يأتي التجار بجشعهم في الغش والغلاء وعدم وجود رقابة ما يثبت فكرة الانفلات والتلاعب بالمواطنين ويظل حبس المعتقلين من شباب السويس في السجون العسكرية هو ما يمنع اهالي السويس من الاستمتاع بليالي رمضان. المساجد بدورها تستقبل عمار بيوت الله وتكتظ بالمصلين والمعتكفين، بينما تبدأ سهرات المقاهي والمخيمات الرمضانية على البحر وفي شوارع السويس وتبدأ عملها منذ آذان المغرب حتى الفجر والبعض منهم يقدم وجبات افطار وسحور ويقيم الآخر "تخت شرقي" من الاغاني التراثية السويسية لتعيد للأذهان ليالي رمضان القديمة بالسويس مازالت شوارع السويس تحتفل في رمضان بتعلق الزينات والفوانيس واللمبات الملونة المضيئة في شوارع السويس وتتركز في الاحياء الشعبية بالمحافظة ابتهاجا بقدوم هذا الشهر الفضيل وبدات بعض المقاهي والكافيهات في العودة لروح رمضان من خلال "التخت الشرقي في الليل وتشغيل حلقات مسجلة من فوازير رمضان وبكار وفطوطة وبوجي وطمطم وحلقات الف ليلة وليلة " بعد ان اختفت من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي اكتفت بالتركيز على المسلسلات والبرامج السياسية. كما سادت حالة من التوتر والخوف والقلق بين المواطنين بسبب التطورات السياسية المتلاحقة والأعباء الاقتصادية التي تقع على كاهلهم وأثرت بدورها على روحانيات وإيمانيات هذا الشهر الكريم أهمها حالة الجشع التي سيطرت على بعض التجار مستغلين عدم وجود الرقابة في رفع أسعار السلع التي والبعض منهم يبيع سلع فاسدة منتهية الصلاحية إلى جانب الزحام الشديد في المواصلات بسبب عدم تواجد رجال المرور بشكل كبير وواضح وعدم تعاملهم بجدية في المخالفات التي يرتكبها سائقي السيارات. تعتبر موائد الرحمن من التقاليد الشائعة في السويس خاصة ومصر والدول العربية بصفة عامة وتاريخيا يعود الى عهد الدولة الطولونية حيث يعتبر الأمير احمد بن طولون هو أول من أقام مائدة الرحمن في مصر وذلك في السنة الرابعة لولايته وفي العصر الحديث منذ عام 1967 تولي بنك ناصر الاجتماعي الإشراف على موائد الرحمن والإنفاق عليها من أموال الزكاة وقد انتشرت موائد الرحمن على الطرق السريعة وفي المواقف والشوارع الرئيسية حيث تجبر على الجلوس والافطار بالقوة اياً كانت اهتماماتك فان افلت من المائدة الاولى فلن تفلت من الثانية وهكذا ويصل تعداد الموائد الرئيسية بالمحافظة الى 130 مائدة منهم 7 موائد تابعة لقوات الجيش الثالث الميدامي حيث تعد موائد الجيش من أشهر الموائد التي تقام في السويس منذ الحرب العالمية الاولى لعلاقة الجيش القوية بين اهالي السويس وافراد الجيش منذ القدم وتزايد الاهتمام بها عقب قيام الجيش الثالث الميداني بتولي مهام تجهيز افخر موائد الرحمن بالمحافظة في اطار الدور الاجتماعي الذي بدأ منذ القدم حيث يقوم افراد الجيش بتجهيز 7 موائد إفطار تستقبل ما يقرب من 1500 مواطن يوميا بمعدل متوسط 200 شخص لكل مائدة وذلك طوال شهر رمضان الكريم حيث تقام الموائد في "المثلث – عتاقة – الأتكة – فيصل – كسبريد – الأدبية – الأربعين"، ويشرف على تقديم الطعام وإحضاره للمواطنين مجندو الجيش وهو تقليد اعتادت عليه وقوات الجيش في رمضان منذ سنوات طويلة ودائما ما تشهد هذه الموائد وجود مكثف للمواطنين. وشهد رمضان هذا العام اختفاء موائد شهيرة من شوارع السويس مثل موائد قيادات الحزب الوطني المنحل ومائدة بعض رجل الأعمال بالمحافظة. فكرة دعا إليها عدد من الجمعيات الخيرية مؤخراً ولاقت قبولاً كبيراً من رجال الأعمال والجهات الرسمية التي ارتأت فيها بديلاً عصرياً مناسباً لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة وشاعت ظاهرة "شنطة رمضان" وهي عبارة عن حقيبة فيها نحو 10 كيلو جرامات من الأغذية المعلبة والجافة واللحوم والدقيق والزيت يتم توزيعها مجاناً على الفقراء في بيوتهم أو توصيل الإفطار لفئات معينة مثل الأسر الفقيرة غير القادرة علي الانتقال للموائد أو حتى موظفي الحراسات أو مجندي الشرطة العاملين في المرور وتتسابق فية عدد من الجمعيات والحركات منها رساله وصناع الحياة وحركة تكتل شباب السويس وشباب 6 ابريل وعدد من المساجد على رأسهم مسجد الشرعية بالاربعين ويتطوع للقيام بهذا العمل عدد من الشباب الذين يتولون الإشراف عليها من حيث إعداد الطعام ومنهم من يشارك أسرته في الإعداد والإشراف. تعتبر ظاهرة ختم القرآن والاعتكاف بالمساجد من اهم المظاهر التي تشهدها مساجد السويس حيث خصصت وزارة الاوقاف هذا العام 100 مسجد بالمحافظة منهم 20 مسجد للسيدات للاعتكاف وختم القرآن وإلقاء الدروس الدينية وتعاليم القرآن عقب صلاة العصر حتى المغرب على راسها مساجد "الأربعين - الغريب - السيد البدوي – الشرعية – العمدة – القرية – صلاح نسيم – صلاح الدين – انس بن مالك – حمزة – مسجد شركة النصر للبترول – جليدان – الحسين – أسامة بن زين – رياض الصالحين – ابو العزايم – الشهداء – السماد"، ويشرف عليها وزارة الأوقاف بالمحافظة وقد استعانت بعدد من المشايخ والعلماء من خارج الأوقاف لسد العجز في المساجد بالمحافظة.