اثارت الوفاة المفاجئة للواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، ونائب الرئيس السابق محمد حسني مبارك، حالة من الارتباك والجدل، خاصة فيما يتعلق بأحقيته في جنازة عسكرية، نظراً لتطبيق قانون العزل السياسي عليه، حيث انقسم الخبراء العسكريين حول احقية سليمان في جنازة عسكرية، فمنهم من يستبعد اقدام المجلس العسكري علي ذلك، لعدم إثارة غضب الشعب، واخرون يرون بأحقيته في جنازة عسكرية لما قدمه للبلاد من خدمات. من جانبه، أكد اللواء عبد المعين حسن مساعد وزير الدفاع الاسبق على اقامة جنازة عسكرية للواء سليمان، طبقا لقوانين ومراسم القوات المسلحة، مشدداً علي أن سليمان تقلد مناصب ونال اوسمة عسكرية تسمح باقامة جنازة عسكرية له، بالإضافة إلى ما قدمه للبلاد خلال تدرجه فى الوظائف المختلفة بالقوات المسلحة. ونوه حسن إلى أن الشعب المصرى مسامح بطبعه، وليس له موقف مع سليمان كشخص، ولكن مواقفه مع النظام السابق الفاسد. وأوضح حسن ان سليمان لم تشوبه شائبة قانونية تمنع اقامة جنازة عسكرية له، وبالتالى فان القوات المسلحة المصرية ستقيم جنازة عسكرية له فور وصول جثمانه من الولاياتالمتحدةالامريكية. وذكر حسن أنه عمل مع اللواء سليمان لفتره طويلة، ومن خلالها عرف الرجل عن قرب. واستطرد حسن قائلا "سليمان رجل عسكرى قدير امتاز بالذكاء والالتزام والشرف، وحقق نجاحات متوالية، أوصلته لمنصب رئيس المخابرات العامة لمدة لم يسبقه فيها أحد، وأوضح حسن بأن جهاز المخابرات العامة يتبع الدولة، ولا يتبع النظام، وبالتالى فان عمر سليمان لم يكن رئيس مخابرات مبارك، ولكن رئيس المخابرات العامة المصرية ورحمه الله عليه ونحسبه من الشهداء. ورفض اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى التعليق على امكانية اقامة جنازة عسكرية للواء عمر سليمان، واكتفى بقوله أن سليمان رجل كفء يستحق التقدير فى ظل ما قدمه لمصر اثناء تدرجه فى مناصبه بالقوات المسلحة المصرية، قائلا أن ما قدمه سليمان وخدمته لمصر سنوات تقضى باقامة جنازة عسكرية للرجل. واتفق معه في ذلك، اللواء طلعت ابو مسلم الخبير العسكرى، قائلا أن سليمان يستحق اقامة جنازة عسكرية، متوقعا ان تقيم القوات المسلحة جنازة عسكرية لسليمان بدون مشاركة شعبية بسبب تقلده منصب نائب الرئيس السابق، كما أن مؤيديه لن يغامروه باقامة جنازة شعبية له فى ظل توتر الأوضاع فى البلاد الآن. واضاف أبو مسلم أن هناك قوى سياسية ترفض تقبل الرأى الاخر، وتقابل الآراء المخالفة لهم بكل هجوم وعنف، ونوه ابو مسلم إلى أن سليمان كان رجل عسكرى كفء تقلد مناصب عده، وخدم البلاد من خلاله تدرجه فى مناصبه بالقوات المسلحة، كما انه تولى منصب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لفترة لم يسبقه فيها أحد. وأوضح أبو مسلم بان سليمان قد نال ثقة الرئيس السابق مبارك، وكلفه بعده ملفات، ولكن سليمان قد فشل فى ادارة معظمها، وعلى رأسها ملف المصالحة الفلسطينية وملف دول حوض النيل. ومن جانبه استبعد اللواء جمال مظلوم الخبير العسكرى اقامة جنازة عسكرية للواء عمر سليمان نتيجة تولية منصب نائب رئيس الجمهورية فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، وبذلك يطبق عليه قانون العزل السياسى، مضيفاً بأن الرأى العام المصرى لن يقبل اقامة جنازة عسكرية لعمر سليمان، وبالتالى لن يلجأ المجلس العسكرى لمثل هذا الاجراء لتجنب الصدام مع الشارع المصرى، خاصة فى ظل توتر العلاقة بين السلطات المختلفة فى مصر الآن. وأشار مظلوم إلى أن رئيس الجمهورية هو صاحب القرار الأول والأخير فى اقامة جنازة عسكرية للواء عمر سليمان، وقد يكون هناك تفاهمات بينه وبين المؤسسة العسكرية لعدم اقامة الجنازة لتجنب غضب شعبى متوقع فى حالة الاقدام على ذلك. وتحدث مظلوم عن سليمان قائلا "كان رجل عسكرى كفء ونشيط، كما انه لم يقوم باى تجاوزات فى عهده كرئيس لجهاز المخابرات العامة المصرية، وأى تجاوز حدث أثناء توليه رئاسه الجهاز جاء من قبل الرئيس السابق مبارك"، وختم حديثه عن سليمان قائلا "نعم الرجل رحمه الله".