البدايات دائما شاقة ..ولكن من يمتلك الموهبة سيرسم على منحيات المشوار حلمه لينجح.. هكذا كانت بداية المسرحي الكبير سعد أدرش ، والذى نحيي ذكري وفاته السابعة اليوم السبت 13 يونيو 2015. قبل خمسينيات القرن الماضي كان يجلس موهوب المسرح المصري موظفا بالسكك الحديدية وعينه على حركة وتطور المسرح العالمى والمصرى، ولشدة حبه لفنه بدأ فى استخدم مخازن السكك الحديدية في تقديم عروض مسرحية للهواة، وذلك قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد التمثيل ويحصل على دبلوم المعهد عام 1950 بالقاهرة. وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1955 . وبعد تخرجه فى المعهد ذهب ومجموعة من زملائه لزكي طليمات والذي كان وقتها عميد للمعهد ومديرا للفرقة القومية للتمثيل وطلبوا منه الالتحاق بالفرقة لكنه اعتذر بضئالة ميزانية الفرقة وقتها والتي كانت لا تزيد عن 7000 جنيها ولن تكفى لدفع رواتب للمعينين الجدد ، لم ييأس أردش بل ذهب ليجرب مع نعمان عاشور المؤلف المسرحي المغمور فى تلك الفترة من خلال فرقة حرة ، وقدما من خلال هذه الفرقة عرضهما الأشهر "الناس اللى تحت" ولم تدم هذه الفرقة طويلا إذ أن أردش أوفد أواخر الخمسينات لبعثة دراسية بإيطالية وتفرقت السبل بأبناء هذه الفرقة أمثال سناء جميل وإبراهيم سكر وعبد المنعم مدبولي. فى اوائل الستينيات عاد أردش من بعثته بعد أن حصل على الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح بروما عام 1961 محملا بافكار المسرحي الألماني برتولت بريخت ونظريته في كسر الايهام ليقرر تقديم عدد من مسرحياته أولها "دائرة الطباشير القوقازية"، وقد ظل أردش مخلصا لبريخت طيلة حياته حتى أن آخر مسرحية قدمها للمسرح القومى كانت "الشبكة" عام 2007 وهي عن نص بريخت "قيام وسقوط مدينة ماهوجنى". كما أسس أردش في الستينات مسرح الجيب والذي اضطلع بمسؤلية تقديم العروض التجريبية والطليعية وعمل مديرا له، كما عمل الفنان الراحل استاذا ورئيسا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية. فى عام 1986 جرب أردش ان يخوض اعمالا تجارية بإخراجه لمسرحية "هالو شلبي" للقطاع الخاص وهى المرة الوحيدة التى لم يكررها سعد أردش ثانية. وفي عام 1986 كأول مدير لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ونال الفنان الراحل العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة وشملت رحلته الفنية التي استمرت لقرابة 40 عاما أعمالا متميزة سواء في التمثيل أو الإخراج ومن أشهر أعماله "سكة السلامة"، "المال والبنون" ،"عطوة أبو مطوه"، "الأسطي حسن"، "شباب امراة" وغيرها من الأعمال التي تعد علامات في مسيرة المسرح والسينما المصرية . للراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث والترجمات أهمها "المخرج في المسرح المعاصر"، "خادم سيد درويش"، "ثلاثية المصيف"، "جريمة في جزيرة الماعز"، " انحراف في مقر العدالة"، "أجوينى"، "بياتريس"، و"كارلو جولدوني" وهي سلسلة مسرحيات عالمية. كما قدم الفنان الراحل العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربي مثل "مجلة المسرح"، "فصول الإبداع الفنى"، و"أعلام العراق". ولد سعد أردش فى مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، فى 16 يونيو عام 1924، توفى مساء "الجمعة" فى 13 يونيو عام 2008 في الولاياتالمتحدةالأمريكية الكاتب والمخرج والممثل سعد أردش بعد صراع طويل مع المرض.