افتتاح مركز لزوار بانورما التراث بشارع المعز قريباً. موقع المركز بالقرية الذكية بأكتوبر لا يمثل عائقا أمام الزوار. المركز هو الوحيد من نوعه الذي يقوم بعمل التوثيق المعني بالتراث في كل المجالات عالميا. رسوم دخول المصريين عشر جنيهات.. أما الأماكن السياحية مثل الأقصروشرم الشيخ تبلغ الرسوم للسياح 5 يورو. تم توثيق ثورة يناير لكن 30 يونيو قمنا بتجميع المادة الموثقة لكن لم يتم إخراج المنتج النهائي حاليا. لتكنولوجيا المعلومات أكبر الآثر في حياتنا، فكان حتما على الدولة مواكبة التطور التكنولوجي الكبير الذي يحدث يوميا واستخدامه في الكثير من الخدمات المقدمة للمواطن المصري، وبخاصة الخدمات التي تتعلق بثقافة وتراث الدولة، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مركزا لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي بشكل رقمي كجزء من الخطة القومية التي تبنتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، لرفع الوعي الجماهيري بتراث مصر باستخدام أحدث وسائل تكنولوجيا المعلومات. التقت "الوادي" مع المهندس محمد فاروق، القائم بأعمال مدير المركز، عن أبرز المشروعات التي قام بها المركز حتى الآن، وأهم المعوقات والمشاكل التي تواجههم، والمشروعات المستقبلية للمركز، وجاء الحوار كالتالي: كيف بدأت فكرة إنشاء المركز؟ ومتي تم تأسيسه؟ أنشئ المركز في عام 2000، وكانت فكرة الدكتور فتحي صالح أستاذ علوم الحاسب بجامعة القاهرة، والمستشار الثقافي بفرنسا، فكان له مجهودات في توثيق التراث بشكل رقمي وإلكتروني، ومع بداية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عملها كان من مسئولياتها إنشاء قواعد وبيانات قومية، وعلى هذا الأساس تم إنشاء المركز لتوثيق التراث المصري بكل جوانبه بشقيه الحضاري والطبيعي، حيث ينقسم التوثيق إلى توثيق التراث الحضاري سواء مادي أو معنوي، فالمادي كل ما هو ملموس كتوثيق "الآثار، المخطوطات، العمارة"، أما المعنوي مثل "الفنون الشعبية، الفلكلور، العادات والتقاليد التي تتميز بها محافظات مصر، الموسيقى"، لكن الطبيعي هو توثيق كل ما يرتبط بالمحميات الطبيعية وما يوجد بها من نباتات وحيوانات. هل كانت بداية إنشاء المركز بالقرية الذكية أم بمكان آخر؟ كانت بدايات تأسيسه في مكتب بمبنى الشركة المصرية للاتصالات برمسيس، عندما كانت وزارة الاتصالات موجودة مؤقتاً برمسيس، ثم تم نقله للزمالك، وبعد إنشاء القرية الذكية تم نقل المركز إلى القرية. هل الموقع الحالي يمثل عائقاً في اتجاه أعمال المركز لبعده وصعوبة مواصلاته؟ إلى حد ما يوجد صعوبة، لكن هذا العائق بدأ يقل مع وجود الزحف العمراني والمناطق الجديدة، فبدأ يأتي الجمهور إلى المركز، كما أننا نضع تسهيلات، حيث بدأنا نذهب إلى الناس كافة في أماكن تواجدها. ما هي التسهيلات التي قام بها المركز لنشر أنشطته؟ والوصول لأكبر عدد من الجماهير؟ من خلال فكرة بانورما التراث، والتي تتكون من سبع شاشات، وتوجد في سبعة أماكن منتشرة بمصر، هي "المركز، جامعة القاهرة، الغردقة، مكتبة الإسكندرية، الأقصر، شرم الشيخ، والأزهر" ويقوم بزيارتها الجمهور العادي والسياح، كما نقوم بإصدار مطبوعات وأقراص مدمجة يتم توزيعها بالتعاون مع الوزارات المعنية كوزارة الثقافة والآثار اللتان تقومان بالتعاون معنا من خلال التوثيق، ونشر تلك الإصدرات، كما أن هناك تعاون مع دور النشر الخاصة مثل "دار الشروق"، و"ديوان" في طرح إصدارتنا بها وبمعارض الكتاب، كما يقوم المركز بدعوة المدارس وعمل رحلات مدرسية أسبوعية للطلبة ليعرفوا من خلالها تاريخ بلدهم وآثارها. هل هناك رسوم للزيارات؟ وكم تبلغ تلك الرسوم؟ نعم هناك رسوم للمصريين في حدود عشر جنيهات، أما الأماكن السياحية مثل الأقصروشرم الشيخ تبلغ الرسوم للسياح 5 يورو. هل هذه الرسوم تدخل ضمن تمويل المركز؟ هذه الرسوم لا تعتبر مصدر تمويل، بل تعد كصيانة للأماكن في تلك المحافظات. تبعية المركز ترجع لمن "مكتبة الإسكندرية أم وزارة الاتصالات"؟ التبعية الإدارية للمركز تتبع مكتبة الإسكندرية، فعندما تم إنشائها كان من ضمن مهامها توثيق التراث لذا تم دمجها تحت تبعيتها لأننا الجهة التي توثق، لكن وزارة الاتصالات تقوم بدعم المركز، حيث تضع موازنة للمشروعات القومية التي تريد توثيقها رقمياً وتكلفنا بها. هل هناك تعارض بين تبعية المركز لجهتين في ذات الوقت؟ لا يوجد تعارض بين الجهتين بل بالعكس هذا مثال يدل على أن الجهات الحكومية تعمل معاً في فريق عمل واحد. ما هي الجهات الممولة للمركز؟ التمويل الأساسي للمركز من مكتبة الإسكندرية، لكن وزارة الاتصالات تمول المشروعات التي تكلفنا بعمل توثيق رقمي لها، ويوجد مشروع واحد تموله اليونسكو، كما يوجد مشروعات أخرى يساهم فيها الاتحاد الأوروبي لكن بنسبة ضئيلة. ما هي المجالات التي يقوم بتوثيها المركز في التراث المصري؟ هناك برامج كثيرة لتوثيق جميع المواقع التراثية عن طريق الخريطة الإلكترونية، وتراث مصر المعماري، تراث مصر الطبيعي، والتراث الشعبي المصري، وتراث مصر الموسيقي، وذاكرة مصر الفوتوغرافية، والتراث العلمي الإسلامي للمخطوطات، وموقع "مصر الخالدة" على شبكة الانترنت، وبانوراما التراث. من هم أبرز الشخصيات الذين قاموا بزيارة المركز؟ بيل جيتس رئيس شركة مايكروسوفت، وسفراء الدول العربية، وجميع رؤساء الوزراء منذ إنشاء المركز، الشيخ سلمان بن حمد الخليفة أمير البحرين، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، ومرشحين الرئاسة السابقين مثل عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح. هل قام المركز بتوثيق ثورتي 25 يناير، و30 يونيو؟ تم توثيق ثورة يناير، ضمن المشروع الخاص بمكتبة الإسكندرية، وقمنا بعمل بانورما تراث ل 18 يوم لثورة 25 يناير، لكن 30 يونيو قمنا بتجميع المادة الموثقة لها لكن ليس لدينا رؤية الآن لإخراج المنتج النهائي لها، حيث كانت أحداثها قليلة، بعكس ثورة يناير التي تميزت بأحداث كثيرة، كما أن التوثيق لا يتم على أساس سياسي، بل يتم على أساس توثيق تاريخي فقط. ما دور المركز لحماية تراث مصر المعروض في معارض الدول الأخرى؟ المركز دوره التوثيق والحصر لتراث مصر وليس حماية التراث الذي يتم عرضه في الخارج، بل هذا التوثيق والحصر يدفع الجهة المسئولة عنها كي تقوم بحمايتها والدفاع عنها، فالآن نتعاون مع محافظة القاهرة في عمل حصر لحماية المباني المعمارية التي لا تدخل تحت وزارة الآثار. ما هي القيمة التي قدمها المركز لمصر في مجال توثيق التراث؟ المركز هو الوحيد من نوعه الذي يقوم بعمل التوثيق المعني بالتراث في كل المجالات، فلا يوجد مركز آخر في كل دول العالم. ما هي الأنشطة المستقبلية التي سيقوم المركز بها؟ من المقرر افتتاح مركز زوار وبانورما تراث بشارع المعز بوكالة الربع قريباً، ومن خلاله سيتم عرض تاريخ شارع المعز وما به من شوارع تاريخية ومعالم إسلامية أثرية. ما أوجه التعاون بين المركز ووسائل الإعلام؟ لا يوجد لنا حظ مع وسائل الإعلام، فهناك تجربة واحدة لنا مع إحدي القنوات من خلال عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية الخاصة بتراث مصر، وتم عرضها لفترة وبعدها توقفت، فالإعلام لا يهتم بالثقافة والعلم، ولكننا بصدد إطلاق قناة خاصة بالمركز لعرض مشروعاته وأنشطته من خلالها. ما هي أهم التطبيقات المزمع طرحها الفترة القادمة؟ قمنا بطرح تطبيق على الهواتف المحمولة للأماكن السياحية والمواقع الأثرية بمصر وتزويدها بصور هذه الأماكن، وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة، ونحن الآن بصدد إطلاق تطبيقات الصور المركبة على المناظر الحقيقية، وهذه نستخدمها للمتاحف، حيث يمكن عند الضغط على أي قطعة أثرية بالتطبيق يظهر لنا معلومات عن هذه القطعة. ما أهم المشكلات والمعوقات التي تواجه المركز؟ الآن لدينا مشكلات في التمويل خاصة بعد الثورة، فعمليات التمويل قلت، والمشكلة الأخرى التي تواجهنا التصريحات بتصوير الأماكن فلدينا بعض الشباب تم القبض عليهم أثناء قيامهم بتصوير الكثير من الأماكن، أما المشكلة الكبرى لدينا هي قلة اهتمام الشعب المصري بمعرفة التراث. هل التطبيقات التي تبرز معظم القطع الآثرية والمعلومات الخاصة بها، يؤثر على نسبة السياحة بمصر؟ نعم تؤثر بشكل إيجابي، فعند عرض مشروعاتنا بالدول الخارجية، نواجه أسئلة كثيرة من الزوار عن أماكن هذه القطع وكيفية الوصول إليها لرؤيتها على الطبيعة.