وقع اختيار الهيئة المصرية العامة للكتاب، على شخصية "الإمام محمد عبده" كشخصية هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 46 التي ستبدأ غداً الأربعاء وتستمر حتى 12 فبراير المقبل، ومن أسباب اختيار الإمام محمد عبده قال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة في تصريحات صحفية أن "عبده" كان إماماً تنويرياً وأحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي والثقافة، وأن محور المعرض قائم على الثقافة والتجديد وخاصة تجديد الخطاب الديني، ولذلك تم اختياره كشخصية لمعرض هذا العام. ولد محمد بن عبده بن حسن خير الله عام 1849م في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة. لأب تركمانى وأم مصرية تنتمي إلي قبيلة "بني عدي"، في عام 1866 التحق بالجامع الأزهر، وحصل على الشهادة العالمية عام 1877. اشترك في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز رغم أنه كان متشككاً منها في البداية لأنه كان صاحب توجه إصلاحى يرفض التصادم إلا أنه شارك فيها في نهاية الأمر، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي سنة 1885م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الاسم، العروة الوثقى. يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد تأثر به العديد من رواد النهضة مثل عبد الحميد بن باديس ورشيد رضا وعبدالرحمن الكواكبي. ظل الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته عام 1905م، وكان عضواً في مجلس الأوقاف الأعلى. من أهم مؤلفاته "رسالة التوحيد، تحقيق وشرح البصائر القصيرية للطوسي، الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية، شرح نهج البلاغة للإمام على بن أبي طالب، العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغاني، شرح نهج البلاغة للإمام على بن أبي طالب".