كفاني أموت عليها وأدفن فيها.. وتحت ثراها أذوب وأفنى.. وأبعث عشباً على أرضها. وابعث زهرة إليها.. تعبث به كف طفل نمته بلادي..كفاني أظل بحضن بلادي.. تراباً، وعشباً، وزهرة.. قصيدة أوصت فدوى طوقان بكتابتها على قبرها فى فلسطين لعلها تكون رسالة لكل مار بجوار قبرها أن لاتهاجروا أو تتركوا هذه الأرض وأن تناضلوا فى سبيل الحرية.. كلمات غزلتها فدوى عن عمر يناهز 86 عاما قضتها أيقونة الشعر النسوى قبل أن ترحل فى 12 ديسمبر 2013. ولدت فدوى طوقان عام 1917 فى مدينة نابلس الفلسطينية، ومنذ أن بدأت فى وعى التحولات التاريخية والمجتمعية لوطنها وموقع المرأة فيه ومدى المعاناة التي وقعت على بنات جيلها ومن سبقوها ولأنها كالحمامة التي تتطوق للحرية وهبت شعرها فقط لقضيتين تحرير الوطن و المرأة ولن يشغلها شيئاً آخر. لعب الشاعر الكبير إبراهيم طوقان دوراً هاماً فى حياة رضوى عندما منعت من التعليم ومن العمل، وهو تمثل فى تنمية مواهبها وتوجيها نحو كتابة الشعر، كما شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية، وأسماها "أم تمام". ثم أسماها محمود درويش لاحقاً "أم الشعر الفلسطيني"، وبالرغم من أن أولى قصائدها وقّعتها باسم "دنانير"، وهو اسم جارية، إلا ان أحب أسمائها المستعارة إلى قلبها كان "المطوّقة" لأنه يتضمن إشارة مزدوجة، بل تورية فصيحة إلى حال الشاعرة بالتحديد. فالمطوقة تعني انتسابها إلى عائلة طوقان المعروفة، وترمز، في الوقت نفسه، إلى أحوالها في مجتمع تقليدي غير رحيم. ظلت فدوى الطوقان تدافع عن القضية الفلسطينية حتى أخر أنفاسها، وظلت أيضاً تقف فى الصفوف الأولى مع بنات جيلها فى الوطن وفى العالم من المقهورات ، تستدعى قصائدها كأيقونة للشعر النسوى فى لحظات القهر. صدرت للشاعرة عدة مجموعات شعرية نذكر منها: وحدي مع الأيام، وجدتها، أمام الباب المغلق، الليل والفرسان، على قمة الدنيا وحيداً،تموز والشئ الآخر،اللحن الأخير، ومن أعمالها النثرية "آخى إبراهيم"، وصدرت سيرتها الذاتية عن دار الشروق بعنوان "رحلة جبلية رحلة صعبة".