«كفانى أموت عليها وأدفن فيها.. وتحت ثراها أذوب وأفنى.. وأُبعث عشباً على أرضها.. وأُبعث زهرة.. كفانى أظل بحضن بلادى.. تراباً، وعشباً وزهرة» هذا قبس شعرى من إحدى قصائد الشاعرة الفلسطينية الرائدة فدوى طوقان، وتم اختيار هذا المقطع من إحدى قصائدها، ليتم حفره على شاهد قبرها بعد وفاتها «زى النهارده» من عام 2003م وفدوى من مواليد نابلس الفلسطينية فى عام 1917م لأسرة مثقفة وثرية وذات مكانة رفيعة فى المجتمع الفلسطينى، وبعدما أتمت تعليمها الابتدائى، أخرجها أهلها من المدرسة.. حيث كان إتمام التعليم للأنثى آنذاك أمراً معيباً، فتركت فدوى مقاعد الدراسة، لتبدأ رحلة تثقيف نفسها عصامياً، وتلقت قسطاً عظيماً من الثقافة على يد شقيقها الشاعر المعروف إبراهيم طوقان.. ولفت انتباهها لاتجاه موهبتها للشعر، وهناك قصة تقول إن فدوى تعرفت على شاعر مصرى، اسمه «إبراهيم نجا» قد زار إلى فلسطين كمراسل صحفى فى حرب 1948م، وقررت الزواج به لكن تقاليد أسرتها كان تتعارض مع الزواج من غير العائلة، وقد ظلت فدوى أسيرة هذه التقاليد طيلة حياتها حتى إنها لم تتزوج أبداً.
