سيطر المئات من مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" على مدينة الموصل، في محافظة نينوي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن والجيش العراقية، بدأت في ساعة متأخرة من ليلة أمس، الاثنين، واستمرت حتى صباح اليوم، الثلاثاء. من جهته طلب رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، من البرلمان إعلان حالة الطواريء في البلاد – حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" – بعد قتال عنيف دار لمدة خمسة أيام في المدينة الواقعة شمالي العراق، والتي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وصرح مصدر أمني ل"بي بي سي" إن وحدته كانت آخر الوحدات العسكرية التي انسحبت من مدينة الموصل، مشيراً إلى أن كافة القوات الأمنية من جيش وشرطة انسحبت تماما من الموصل بناء على أوامر من القيادات العليا في بغداد. وقال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إن محافظة نينوى سقطت في أيدي مسلحي داعش بسبب انهيار معنويات القوات العراقية، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لانقاذ البلاد من التفكك. واقتحم المسلحون مقر محافظة نينوى وسيطروا على مصارف حكومية وأهلية، وسيطروا على الجانب الغربي من مدينة الموصل. كما واصلوا تقدمهم جنوبا نحو معسكر "الغزلاني" الذي يشتمل على مطار عسكري وسجن رئيسي، بحسب وكالة أنباء "رويترز". وحذر مسؤول أمني بارز، من مركز عمليات نينوى، من أن الموصل ستسقط بكاملها في أيدي "داعش" خلال أيام، إذا ما لم تعزز القوات الموجودة فيها"، وخاصة أن ثلاثة كيلومترات فقط تفصل بين مسلحي داعش ومعسكر الغزلاني. وقال مسؤولون محليون إن المسلحين يستخدمون الرافعات لاغلاق الطرق بالالواح الكونكريتية لمنع الجيش من استعادة السيطرة على المدينة. وأفاد مراسل "بي بي سي" أن المسلحين تمكنوا من إطلاق سراح نزلاء أحد السجون، وأنهم هاجموا العديد من الأحياء في الموصل، مما أجبر أكثر من 4800 أسرة على النزوح من مساكنها إلى مناطق آخرى من محافظة الموصل وإلى محافظات آخرى.