شهد اليوم الأول لتولي المشير عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية توافدا شعبيا كبيرا من قبل المواطنين علي ميدان التحرير وازدحمت كافة الطرق المؤدية إلى الميدان الذي تحيط الأسلاك الشائكة ومدرعات الجيش بجميع مداخله الرئيسية، فضلا عن وجود البوابات الإلكترونية وعساكر تفتيش المواطنين وحقائبهم، حتى تحول الميدان إلى ما يشبه "الثكنة العسكرية" من كثرة التواجد الأمني فيه لقوات الجيش والشرطة، من أجل تأمين المواطنين المتوافدين عليه ضد أي أعمال عنف أو شغب وفوضى تصاحب ذلك الاحتفال الشعبي بالرئيس السابع للبلاد ورغم ذلك لم يمنع البلطجية من التحرش الجنسي ببعض الفتيات أمس الأحد، وسط الأجواء الإحتفالية بالسيسي . وعلى أنغام بشرة خير وتسلم الأيادي وعدد من الأغاني الوطنية والشعبية وعلى وقع الألعاب النارية وأصوات الفوفوزيلا الصاخبة، تلك الآلة الإفريقية التي تشبه المزمار البلدي وإن كانت أكثر ضجيجا احتفى المصريون أمس أفرادا وأطفالا ونساءا وجماعات بتتويج المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا للجمهورية في حفل شعبي عريض بميدان التحرير منذ الساعات الأولى من صباح الأحد عقب أداءه اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة الدستورية العليا بالحفاظ على أمن وسلامة مصر وشعبها وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأثنين الذي شهد إغلاق الميدان تماما بالأسلاك الشائكة أمام السيارات . كانت البسمة تعلو وجوههم البريئة وهم يرسمون أعلام مصر ويطبعون حرفي رئيسهم بالألوان "C.C" فوق جباههم، ليكشف أطفال مصر عن عمق فرحتهم بذلك الشخص الذي لا يعرف غالبيتهم رتبته العسكرية باستثناء ترديدهم ذاك الهتاف الشهير الذي يسمعونه من أبائهم "السيسي رئيسي" ويردد البعض الأخر أنه خرج إلي الميدان من أجل أن يحتفل "بالسيسي وبس". في المقابل تواجدت النساء بشكل كبير في الميدان وحرصن علي رفع أعلام مصر وبوسترات السيسي رئيسي، فضلا عن ترديدهن الأغاني الوطنية والشعبية خلف ذاك الصوت القادم من ناحية المنصة الصغيرة الوحيدة التي تم نصبها بالميدان في مواجهة "صينية التحرير" من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض وهن يرقصن تعبيرا عن بالغ فرحتهن بوصول السيسي الي كرسي الحكم حتي رفعت العديد منهن لافتات "السيسي رئيس كل المصريين مش رئيس الأهل والعشيرة"، "صوتي يا أم مرسي السيسي أخد الكرسي". وخلال جولتنا بالميدان توقفنا أمام إحدى اليافطات العريضة التي كان يرفعها الشيخ عبدالرحمن محمد حسن، مسئول الدعوة السلفية بأبي حماد والذي يوجه من خلالها الشكر والتقدير لكلا من "السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين" علي دعمهم للمشير السيسي لوقوفه إلي جوار شعبه وعزله للجماعة الإرهابية ورئيسهم والجماعات التكفيرية، هؤلاء الجاهلون بصحيح الدين الإسلامي وبتاريخ الشعب المصري الذي علم العالم معني الحرية. وأعلن الشيخ عبدالرحمن حسن عن دعمه الكامل للرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا: إيمانا منا بدور الدولة الوطنية وفشل المشروع الإسلامي السياسي والوقوف بجانب جيش مصر، فإن جماعة أنصار السنة المحمدية بالشرقية تقف بجانب المشروع الاسلامي الوطني الذي يرعاه المشير ويسعي لتحقيقه ويستنكرون مشروع الجماعة الإرهابية المزيف، مؤكدا أن ما يهم الدعوة السلفية هو الإستقرار والأمان وتحقيق الرخاء والإصلاح الإقتصادي للبلاد . واختتم حديثه ل"الوادي" بطلب من الرئيس السيسي قائلا: أتمنى لو أبوس رأسك ياريس.. ممكن" ! يافطة أخرى طويلة رفعها أحد المواطنين عند مدخل شارع محمد محمود الذي تسد مداخله دبابات القوات المسلحة والاسلاك الشائكة، مكتوبا عليها "انتخابات 2014 يشهد عليها الله قبل العالم، أما انتهاكات 2012 فجاءت بالتهديد والوعيد والدكتور ضحي بالجنين من أجل أن تعيش الأم وعاشت الأم بالتنفس الإلهي وأنجبت رجل من خير أجناد الأرض، المشير السيسي ناصر الشعب.. شكرا عدلي منصور، احترمت الشعب فاحترمك". وبملامح وجهه الحزينة وشيبة شاربه البيضاء وعباءته السوداء التي يضعها فوق رأسه ويافطة يده التي دوما ما يحملها ذهابا وإيابا ولا تفارق كلتا يديه في أي مسيرة كان أو تظاهرة واحتفالية كان يطوف عم محمد عطيان الشهير بأبي الثوار دروب الميدان وكأنه يتذكر كل ذكريات الثورة وهو يحمل لافتة علي إحدي جانبيها "مصر عروسة في الزفة، جيشها حاميها ربنا يحميه، يلا نفرد شراعها ونعدل الدفة" وعلي الجانب الأخر "سد أبواب الريح عشان مصر تستريح"، للإعلان عن دعمه الكامل للمشير السيسي وجيش مصر العظيم. اقتربنا منه وكل شبر في الميدان يحمل ذكري معه حزينة كانت أم سعيدة، فأكد أنه مع مصر وشبابها ويدعو الله أن يوفق الرئيس الجديد في المرحلة المقبلة، وإذا أخطأ السيسي في إدارة أمور البلاد فلن ينفعه منصب أو كرسي وسيلحق بسابقه المعزول محمد مرسي، علي حد قوله. كما ردد عدد من المواطنين الهتافات والشعارات المؤيدة للسيسي والتي تعبر عن مدي سعادتهم بالرئيس الجديد القادم من مؤسسة الجيش، معلنين عن رفضهم الشديد للإخوان المسلمين ومرشدهم المحكوم عليه بالإعدام، عقب نشرهم الفوضي في أرجاء البلاد بعد عزل الرئيس السابق . وعلى صعيد آخر ووسط جو الإحتفالات والفرحة الشعبية العريضة بتنصيب السيسي رئيسا، وقعت العديد من حالات التحرش للفتيات داخل ساحة الميدان، وهو ما دفع قوات الشرطة والجيش لسرعة التدخل من أجل السيطرة على الأوضاع الأمنية وحماية الفتيات من هجوم المتحرشين بالميدان، خاصة بعد قيام بعض البلطجية بتجريد فتاة من ملابسها بجوار المتحف المصري للتحرش بها ومحاولات الاعتداء الجنسي عليها، الأمر الذي دفع بعض الشباب للتدخل لتخليصها من أيديهم حتي وقعت اشتباكات حادة بالاسلحة البيضاء بين الطرفين قبل أن تأتي عربة إسعاف لتنقلها إلي مستشفي الهلال في حالة نفسية وجسدية صعبة للغاية . وفي ختام الاحتفال الشعبي شهدت جميع الشوارع المحيطة بالميدان تكدسا مروريا كبيرا ومسيرات احتفالية بأعلام مصر والسيسي علي وقع "كلاكسات" السيارات وأصوات "الفوفوزيلا"، وسط إطلاق الشماريخ والألعاب النارية بكثافة داخل الميدان وخارجه، لإعلان انتهاء عهد قديم وبداية عهد جديد .