دعا مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، الشباب المسلم إلى نبذ العنف والقتل الذي باتت المنطقة حافلة بهما، وذلك بسبب انتشار الفتاوى الشاذة المضللة البعيدة عن تعاليم الدين الحنيف وسماحة الإسلام، حتى باتت ظاهرة يطالعها المسلمون والعرب على الفضائيات ومواقع الإنترنت. وقال علام - في حوار ببرنامج «حديث النيل» منشور في صحيفة «الوطن» الكويتية بعددها الصادر، صباح اليوم الثلاثاء - إن "كل من قتل في غزوات الرسول الكريم لم يبلغ ما يسفك الآن من الدماء في يوم واحد". وحذر مفتي الجمهورية، من وجود خلل في مفهوم الجهاد لدى الشباب المسلمين، لابد من تمريره وفق الفهم الصحيح الدقيق للدين الإسلامي بعيدًا عن الفتاوى الشاذة التي تدعو للقتل والعنف والتكفير. ووجه علام، رسالة للشباب أن "الجهاد الحقيقي في ميدان البناء والتعمير وليس إباحة قتل النفس بلا مبررات شرعية"، مشددًا على أن "الدولة لابد أن تكون هي المهيمنة على قضية الجهاد فلا تسمح بذهاب مواطنيها تحت دعاوى الجهاد لمواجهة العدو الذي تحدده هي وتكون محاربته تحت مظلتها لا هوى فرد". وأشار إلى جهود دار الإفتاء المصرية لمحاربة الغلو والتطرف بإنشاء مرصد خاص لرصد تلك الفتاوى الشاذة، وجمعها ثم عرضها على لجان علمية متخصصة لتنفيذها وإرسال الفتاوى الصحيحة السليمة التي تؤدي لتعزيز السلم إلى وزارة الخارجية التي تقوم بدورها بتوزيعها على جميع السفارات المصرية بدول العالم في صورة نشرات. وذكر المفتي، أن التنسيق جارٍ مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الدينى وتطويره، وإلزام الخطباء على المنابر بمعالجة القضايا بصورة متزنة بعيدًا عن المؤثرات الخارجية الهدامة. كما أعرب الدكتور علام، عن رفضه الفتوى التى صدرت عن أحد الباحثين الدارسين وهو ليس متخصصًا في علوم الشريعة "بجواز الاعتداء على قوات الشرطة والجيش وقتلهم"، لافتًا أن "هذا بعيد تمامًا عن الدين الإسلامي ويؤدي إلى تقويض الدولة وهدم مؤسساتها".