طالب ناشطون خليجيون على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بإقالة القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، المعروف بمواقفه المناهضة لتيارات الإسلام السياسي. جاء هذا الهجوم الإلكتروني الضاري علي "خلفان" بعد تصريحاته المسيئة ضد الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي من خلال هاشتاج (إقالة ضاحي) علي الإنترنت التي قال فيها عبر حسابه الخاص على موقع (تويتر) "سيأتى مرسي إلى الخليج حبواً، ولن نفرش له الأرض بالسجاد الأحمر، سيُقبّل يد خادم الحرمين، كما فعل حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين". وأكد "خلفان" أن اختيار المصريين لرئيس جمهورية من تيار الإسلام السياسي اختيارغير موفق ومغبة هذا الاختيار ليست بسيطة على الناس الغلابة، مشيرا أنه لن يتقاعد إلا إذا سار إلي القدس محررا". وهذا ما دفع وزارة الخارجية المصرية أمس الخميس لإستدعاء سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة التصريحات التصادمية التي لا تتناسب وطبيعة العلاقات المتميزة بين البلدين، ولا تتفق مع المواقف الصادرة عن أرفع مستويات الدولة الإماراتية. الأمر الذي دفع نشطاء الانترنت في دول الخليج إلي انتقاد "خلفان" في أكثر من تويته، فمثلا نري عبدالعزيز الغانمي، مشرف تدريب تربوي، يقول إن الامارات ستكون من أوائل الدول الربيع الخليجي,وذلك لوجود أمثال خلفان وغيره من المسؤولين اللامسؤلين ,وهم لايدركون ما يقومون به من حماقات, الا عندما ينقلب الوضع ويثور الشعب ضدهم, لذا على العقلاء في الخليج عموما الانفتاح بوجه الاسلاميين, والناس في أغلبها مسلم ولا يحتاج الى عبارة الاسلاميين,ولكن عند التغيرات لابد من واجهة لتلك التغيرات وهي الاحزاب الاسلامية, وليأخذوا الدرس من التجربة المصرية, والتي صرفوا على حملة الفريق أحمد شفيق ملاين الدولارات لكي يمنعوا فوز الاسلاميين فيها, ولكن الشعب المصري كان واعيا ولم يقع في الشراك, وخسر الامارات ملايينه وسوف يذهب "شفيق" وأشباهه للعيش هناك, حتى يأتي اليوم الذي يطردون فيه. واختتم "الغانمي" تعليقه قائلا "شكرا لكل أستاذ وطبيب وعامل وموظف وصديق من شعب مصر العظيم وتبقي محبتنا اكبر من هذيان البعض وكفاك استهزاءا بإرادة الشعوب الحرة يا رجل الأمن ...ضاحي خلفان". فيما قال أخر موجها اللوم إلى قائد شرطة دبي "خلفان تدري أن اول دولة ستدافع مع الإمارات هي مصر العروبة عن جزر الإمارات ليست ايران ومن ثم فما هو هدفك الخفي من وراء تصريحاتك ...انتبهوا يأهلنا". ومن جهته تسائل عبدالرحمن المطيري عبر حسابه الخاص قائلا "ليش زعلان ضاحي من نجاح مرسي وهذا دليل انه انسان لايحترم ارادة ورغبة الشعب المصري ومن ثم فقد أصبحت تصريحاته تسيئ للقيادة الاماراتية بشكل كبير. الجدير بالذكر أن تلك السقطة لم تكن الأولي من قبل قائد شرطة دبي تجاه المصريين، خاصة أنه قد هاجم من قبل وبشدة الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير وزعم أنها مؤامرة صهيونية على زعيم عربي أخلص لوطنه وأمته العربية لسنوات طويلة. وربط "خلفان" بين محاكمة مبارك خلال شهر رمضان الكريم وبين الضربة الجوية التي جاءت في العاشر من رمضان وأثارت هذه الآراء العديد من المصريين الذين حضروا الجلسة، مشيرا أنه خلال أمسية رمضانية نظمها نادي دبي للصحافة إن إسرائيل تقف وراء الثورة المصرية وعلى الرئيس السابق مبارك ومحاكمته انتقاما منه لأنه قاد الضربة الجوية في حرب العاشر من رمضان وكان سببا رئيسيا في حسم هذه الحرب لصالح مصر. وأضاف "أعتقد أن إسرائيل لم تنس ما فعله مبارك في حرب أكتوبر وأنه أهال التراب على رؤوس الآلاف من جنودها وحقق إنجازا كبيرا لبلاده". وواصل "خلفان" دس أنفه في الشئون المصرية مؤكدا أن إسرائيل ظلت تقترب من الرئيس السابق وتكيد له طوال سنوات حكمه من خلال الاتفاقات المختلفة مثل اتفاقية تصدير الغاز حتى اختارت اللحظة المناسبة للانتقام منه، لافتا إلى أنها لعبت دورا متعمدا في إجراء المحاكمة خلال شهر رمضان وهو نفس الشهر الذي نفذ فيه ضربته الجوية وغالبا سيصدر الحكم ضده في 6 أكتوبر حتى تنسف إنجاز الرجل الذي لعب دورا رئيسيا في الحرب. كما وصف قائد شرطة دبي العام الشيخ القرضاوي بالسفيه والبلطجي وأمر بملاحقته وجلبه للعدالة بسبب اساءته الى دولة الامارات جراء ترحيلها مناهضين للنظام السوري، واتهمه بأنه يحزب الناس ويؤسس لمشروع يهدف إلى إحداث بلبلة بين صفوف الشعب الإماراتي،فضلاً عن هجومه الدائم علي تنظيم الإخوان المسلمين، وقوله إنه قبض على عناصر من التنظيم في حالة تلبس. وفي المقابل انتقد الداعية السعودي الدكتور عوض القرني كلمات القائد العام لشرطة دبي واتهم فيها إسلاميي الخليج بالرغبة في السيطرة على مقاليد الحكم، وارجعها إلى ثلاثة احتمالات تنصب كلها بارتباط الرجل بقوى خارجية، سواء الموساد أو فلول النظام المصري أو إيران. ورغم تأكيد "القرني" على خلفان بإعتباره "رجل أمن وحراسات للمؤسسات السياحية" بإمارة دبي يجب ألا يعطى أكبر من حجمه، حسب قوله، مشددا عبر صفحته الإلكترونية عبر "الفيس بوك" على أنه يجب البحث فيما يحرك الرجل المدفوع من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي وبعض أجهزة الاستخبارات الغربية الساعية لتأجيج الأوضاع في الخليج، من أجل ارتهان حكوماته للغرب ومنعها من أن تقوم بدور إيجابي لدعم دول الربيع العربي. أما الاحتمال الثاني حسبما يري فيعود إلي بقايا فلول الأجهزة الأمنية للأنظمة العربية التي سقطت هي التي تحرك قائد شرطة دبي ، خاصة أجهزة الأمن والاستخبارات المصرية المحسوبة على الرئيس السابق "مبارك". وعلي صعيد أخر استنكر اللواء فؤاد علام، وكيل مباحث امن الدولة الأسبق ما ورد علي لسان "خلفان" أو غيره، رغم أنه يشك في خروج مثل هذا الكلام من فم صديقه الإماراتي ولا يتصور أن يصدر منه مثل هذه الألفاظ مهما كانت درجة اختلافه مع جماعة الإخوان المسلمين أو عداءه الشخصي لهم، ولكن في حالة حدوث ذلك فلاشك أنه لا أحد يقبل الإساءة إلي رئيسه بأي حال من الأحوال مهما كانت درجة اختلافنا السياسي أو الحزبي أو الديني معه. وأضاف "علام" أنه يعرف الفريق "خلفان" معرفة شخصية ولم يعتد منه هذا الكلام من قبل حتي حينما اختلف مع الدكتور يوسف القرضاوي، عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين لم يستخدم مثل هذا الوصف القبيح ومن ثم فإنه لا يستبعد أن يكون هناك من قام بتوريطه في تلك التصريحات .