في ذكرى «اليوم الأسود».. ألتراس أهلاوي يطالب بالقصاص للشهداء.. والنادي يمنح أسر الشهداء مجسمات صغيرة للنصب وتي شيرتات الأولتراس يحيي الذكرى بمسيرات من أمام النادي وبانوراما أكتوبر تنتهي في التحرير.. ويعد بمفاجآت كان يوماً رياضياً عادياً.. تنتظره الجماهير المحبة للنادي الأهلي.. وكعادة "التراس أهلاوي" يسير مع فريقه حيثما يذهب، وكأنما القدر رسم خطوات المصير على أبواب استاد بورسعيد، لتسيل الدماء، ويتحول الأول من فبراير إلى اليوم الأسود بالكرة المصرية، ليحمل مسمى "مجزرة بورسعيد"، ب 74 ضحية، ماتوا في مباراة كرة قدم بين النادي الأهلى والمصري، لأنهم أرادوا فقط أن يشجعوا. الأحداث السابقة للمباراة: لم تكن المباراة تحمل نشاطاً وحماساً عادياً من قبل الجماهير، ولكن كان هناك شحن للأجواء، ساعد في تفاقم الأزمة، حيث حمل الإعلام الرياضى المسؤولية الكبرى بسبب إثارة الجماهير بصفة عامة، فتحولت المباريات إلى ما يشبه المعارك، كما شهدت شبكات التواصل الاجتماعى مثل "الفيسبوك" وبعض مواقع الإنترنت، حروباً بين مشجعى ألتراس الناديين الأهلى والمصرى، حيث ظهرت نبرات تحريضية وعدائية بين مشجعى الطرفين، بما فى ذلك عبارات التهديد والوعيد مثل عبارة "موتك سيكون هنا" وهى صادرة عن بعض مشجعى ألتراس النادى المصرى. وسرب أحد المواقع الرياضية على الإنترنت خبراً عن اجتماع إحدى روابط ألتراس الأهلى قبل المباراة، أكد فيه أهمية الاستعداد لما سموه "موقعة بورسعيد"، والمقصود بها مباراة الأهلى والمصرى المذكورة. الأحداث قبل المباراة من جانب التراس مصراوي: دخل جماهير الأهلى لمحطة الإسماعيلية، وقابلهم جمهور الإسماعيلي بإلقاء الطوب على القطار، وقبل بورسعيد بحوالي 40 كم نزل الجمهور من القطار، ووجدوا بعض رجال الجيش، قادمين لتأمينهم، وتوفير الحافلات، لتوصيلهم لملعب بورسعيد، وعند الوصول لمدخل الإستاد وجدوا بعضاً من جماهير المصري التي ألقت عليهم الطوب، مما أدى إلى تحطم الحافلة تماماً، وعندما دخلوا الملعب، لم يجدوا المحافظ أو مدير الأمن. أحداث الشغب أثناء وبعد المباراة: بدأ أول إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثم اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة. وتكرر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف، بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري (الفائز 3-1) بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، مما أدى إلى وقوع العدد الكبير من القتلى والجرحى. وأرجع بعضهم سبب الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة "بلد البالة مجبتش رجالة" والتي اعتبرها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم. وداخل الاستاد، غابت كل الإجراءات الأمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلا عن قيام قوات الأمن بفتح البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم. واخترق جمهور المصرى من الألتراس والجرين إيجلز وبعض البلطجية وما انضم إليهم من بعض المدرجات، حاجز الأمن المركزى المكلف بمنع جمهور النادى المصرى والموجود فى المدرج الغربى، من النزول إلى أرض الملعب، متجهاً ناحية المدرج الشرقى، ثم أفسحت قوات الأمن المركزى، الطريق أمام هذه الجماهير لصعود مدرجات النادى الأهلى، وتم فتح الأبواب التى تفصل بين أرض الملعب والمدرجات، وصعدت الجماهير إلى أعلى المدرج وهى تحمل العصى المضيئة وبعضهم يحمل الشوم والأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها، والجنازير والشماريخ والصواريخ، وتم الاعتداء على الجماهير. وخرج الأهلي وجماهيره من بورسعيد داخل عربات مدرعة وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية، ودخلت وحدات من القوات المسلحة المصرية المدينة، وانتشرت على طريق الإسماعيلية – بورسعيد، لمنع الاحتكاكات بين جماهير النادي الأهلي والمصري، كما أمنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة الذي وصل إلى محطة مصر، وكان آلاف من الأهالي والشباب المنتمين لروابط تشجيع الأهلي والزمالك في انتظارهم، حيث رددوا هتافات غاضبة، تندد بالمجزرة وتطالب بالقصاص والثأر للقتلى وإنهاء الحكم العسكري في البلاد. تطور الأحداث: ترك هذه الحدث وراءه دماء 74 شخصاً، يطالب ذويهم بالقصاص لهم، فضلاً عن العدد الهائل من المصابين، وفي وقتها أكد المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع السابق، أنهم لن يتركوا أولئك الذين كانوا وراء هذه الأعمال، إذا كان هناك أي أحد يخطط لعدم الاستقرار في مصر فلن ينجح، كل واحد سينال جزاءه، ووعد بمعالجة المصابين في مستشفيات القوات المسلحة. ومن جانبه، أعلن رئيس مجلس الشعب السابق، سعد الكتاتني، عقد جلسة عاجلة لمجلس الشعب يوم الخميس الموافق 2 فبراير 2012، لمناقشة أحداث الشغب في بورسعيد، وأصدر النائب العام، عبد المجيد محمود، قراراً بفتح تحقيق فوري في الأحداث. وعن دور الحزب الحاكم في هذه الكارثة، قال الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة، إن فلول حسني مبارك وراء تدبير الحادثة، وعدتها تخريبا متعمدا للبلاد في ذكرى الثورة. وقال عصام العريان، المتحدث باسم الجماعة في وقتها، إن أحداث بورسعيد مدبرة ورسالة من فلول النظام البائد، هذه المأساة سببها إهمال وغياب متعمد من الجيش والشرطة لإيصال إشارات ورسائل محددة يتحمل مسؤوليتها المسؤولون حاليا عن إدارة البلاد. القرارات بعد المذبحة: وقف الدوري منذ المذبحة وإعادته في 7 سبتمبر 2012: أعلن اتحاد كرة القدم المصري بدء موسم الدوري الممتاز في السابع من سبتمبر 2012، وذلك منذ وقفه من أحداث "مجزرة بورسعيد" في 1 فبراير، على أن تقام المباريات على ملاعب القوات المسلحة وبدون جمهور، وقرر الاتحاد تخصيص نسبة من إيرادات المباريات لأهالي ضحايا أحداث استاد بورسعيد. دعوات لاقتحام الاستادات للتنديد ببدء الدوري: دعا ألتراس أهلاوي إلى اقتحام ملعب برج العرب بمدينة الإسكندرية، الذي يستضيف مباراة فريقهم مع إنبي ببطولة كأس السوبر، وذلك لرفض استئناف أي نشاط رياضي رسمي بمصر قبل القصاص لقتلى مذبحة بورسعيد. تأجيل الدوري للمرة الثانية ل 17 أكتوبر 2012: قرر العامري فاروق، وزير الرياضة المصري السابق، تأجيل إقامة مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم لمدة شهر، لتقام يوم 17 من أكتوبر بدلا من 17 سبتمبر. إقامة الدوري في فبراير 2013: وبعد مرور أكثر من عام، قرر أخيراً إقامة الاتحاد المصري لكرة القدم إقامة الدوري بدون جمهور في الثاني من فبراير 2013، وذلك بعد توقف الدوري منذ المجزرة في الأول من فبراير 2012. الذكرى الأولى: المجزرة الثانية أثناء محاكمة المتهمين في "مجزرة بورسعيد": مر عام كامل على أحداث "مجزرة بورسعيد"، ووسط دعوات إحياء الذكرى الأولى والمطالبة بالقصاص للشهداء، أعلنت محكمة جنايات بورسعيد في يوم 26 يناير 2013 الحكم بإعدام 21 متهما في قضايا قتل المشجعين، وكان هذا القرار بمثابة انطلاق الشرارة لوقوع مجزرة جديدة. واندلعت أحداث العنف في أنحاء المدينة، حيث كانت ردة الفعل الأولى عدونياً نحو الحواجز الفاصلة بين المتظاهرين ومحيط السجن المحتجز فيه المتهمين، وإطلاق الرصاص من بنادق آلية بحوزة المتظاهرين، وأحرقوا سيارات، وواجهة كلية التربية القريبة من السجن، وقسم الشرطة الذي يبعد شارعا واحدا عن الأحداث، وتحطيم عدد من السيارات وواجهات المحلات. واتهم العديد من أهل المدينة، الدكتور محمد مرسي، الرئيس المعزول، أنه سلم المدينة كبش فداء، واستصدر حكما قضائيا مُسيّسا، لاستيعاب غضب ألتراس النادي الأهلي، الذي كان قد هدد بالتصعيد العنيف إذا لم يقتص القضاء لمن قتل من رفاقهم. وقتل أكثر من 36 مواطنا في الأحداث، منهم ضابط شرطة ومجند ولاعب بنادي المريخ، واجتاحت حالة من الغضب العارم شوارع المدينة ضد كل ما هو إخواني، وأجمع المتظاهرين على أن نصف المتهمين على الأقل أبرياء مما حدث، ولا علاقة لهم بالحادث من قريب أو من بعيد. وتطور الأمر إلى إعلان الدكتور محمد مرسي، حالة الطوارئ بمدن القناة لمدة 30 يوماً، وعلى الرغم من ذلك، استمرت الفوضى عدة أيام ولم يلتزم أحد بحالة الطوارئ. دفن الجثامين: قتل 7 أشخاص وأصيب 460 آخرون في مدينة بورسعيد المصرية، في 27 يناير 2013، في اشتباكات بين قوات الأمن المصرية وآلاف المحتجين، وذلك خلال تشييع جثامين أكثر من 36 شخصا، قتلوا بالمدينة يوم 26 يناير 2013، على خلفية أحداث محاكمة المتهمين في قضية "مجزرة بورسعيد". إحياء الذكرى الثانية لمذبحة بورسعيد في 2014: إحياء ألتراس أهلاوي للذكرى: قال أحمد محمد، أحد أعضاء ألتراس أهلاوي، إن خطة تحركات وفاعليات الرابطة لإحياء ذكرى مذبحة بورسعيد، فى الأول من فبراير، ستبدأ بمسيرة أمام النادي الأهلي، وأخرى ستكون أمام بانورما حرب اكتوبر، وسيتم اختتام اليوم بدخول ميدان التحرير، وسنقدم مفاجآت في هذا اليوم، قصاصًا لمقتل أصدقائنا في بورسعيد. وأضاف أن المسيرات ستطالب بالقصاص من مرتكبي مذبحة الاستاد، التي لم تصدر أحكام نهائية ضدهم حتى الآن، واستقالة وزير الداخلية، كما سترفع صورًا وأعلامًا لمشجعي الأهلي للشهداء جميعهم والذي يقدر عددهم ب74. إحياء مجلس إدارة النادي الأهلى للذكرى: أعدت اللجنة المكلفة من قبل مجلس إدارة النادي الأهلي، برئاسة المهندس هشام سعيد، برنامجاً لإحياء ذكرى شهداء النادي الثانية، في الأول من فبراير. واستقرت اللجنة على إقامته في صالة الشهداء المطلة على النصب التذكاري، الذي أقامه النادي، تخليدا لذكرى الشهداء. ويبدأ الحفل في الساعة الواحدة ظهراً، بتلاوة قرآنية من القارئ الشيخ محمد جبريل، وبعض الأدعية للشهداء، على أن يتبعها كلمة من حسن حمدي، رئيس النادي، أو من ينوبه، وكلمة أيضا من كبار الحضور وبعض أسر الشهداء. بعدها يتوجه الموجودون لإزاحة الستار عن النصب التذكاري، الذي أقامه النادي، وقيام رئيس النادي وقائد فريق الكرة وممثل من أهالي الشهداء بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري، على أن تقوم باقي الأسر بوضع وردة على النصب. وسيقوم النادي أيضا بتوزيع مجسم صغير للنصب التذكاري على الأسر وتي شيرت الفريق، مكتوب عليه رقم 74 بالخلف في إشارة لعدد الشهداء الذين سقطوا في مباراة المذبحة، وكلمة "لن ننساكم".