انتخب المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان المؤقت) في جمهورية أفريقيا الوسطى اليوم الإثنين عمدة العاصمة بانغي كاترين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد خلفا للرئيس جوتوديا في محاولة لاستعادة الاستقرار والسلام للبلاد التي مزقتها الحرب الطائفية. وحصلت رئيسة بلدية بانغي السابقة في جولة الإعادة من الانتخابات على 75 صوتا مقابل 53 لمنافسها المباشر ديزيريه كولينغبا، ابن الرئيس الأسبق كولينغبا. وفي خطاب أمام أعضاء المجلس الانتقالي، طالبت الرئيسة الجديدة المؤقتة جميع أطراف النزاع بضرورة نزع السلاح للبدء بحوار شامل من أجل إنهاء الأزمة وإعادة بناء البلاد. وبحسب صحيفة "لاكروا" الفرنسية درست كاترين سامبا بانزا الحقوق في فرنسا. وبعد عودتها إلى بلادها، كرست حياتها لمحاربة الرشوة والفساد، ثم أنشأت بعد ذلك شركة متخصصة في التأمين، فضلا عن نضالها من أجل نيل النساء حقوقهن ولكي تحتل مراكز إدارية وسياسية عالية. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي يقوم بزيارة إلى هولندا، أن فرنسا ستقف بجانب الرئيسة المؤقتة الجديدة وستقدم لها يد العون في مهماتها الصعبة، مضيفا أن على كاترين سامبا بانزا أن تعيد الأمل لشعب أفريقيا الوسطى وتفتح صفحة جديدة ترتكز على المصالحة الوطنية ثم تنظيم انتخابات ديمقراطية ونزيهة في المستقبل القريب. وفي غضون ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية باتفاق وزراء الاتحاد الأوروبي في اجتماع الاثنين على ارسال قوات إلى جمهورية افريقيا الوسطى لمساعدة القوات الفرنسية المتواجدة هناك منذ نهاية العام الماضي في إطار ما يسمى بعملية "سنغاريس". وقد تواصلت أعمال العنف في البلاد على الرغم من استقالة رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى الانتقالي، ميشيل جوتوديا من منصبه بعد ضغوط اقليمية و خاصة من الدولة المستعمرة السابقة للبلاد، فرنسا، لفشله في وقف العنف في البلاد. وكان جوتوديا، أول رئيس مسلم لجمهورية افريقيا الوسطى، استقال في 10 ينايرخلال قمة اقليمية عقدت في العاصمة التشادية، نجامينا، لبحث سبل وقف العنف في البلاد. وكان جوتوديا قد تسلم السلطة العام الماضي إثر انقلاب عسكري ما أدى إلى نزوح نحو مليون شخص من ديارهم هربا من القتال الذي اندلع بين ميليشيات مسلمة وأخرى مسيحية.