من الواضح ان الوضع الان فى مصر يسير باتجاه الإخوان المسلمين لحصد منصب رئيس الجمهورية وهى ليست المرة الاولى فقط، ولكن سابقة من نوع جديد وترسم للحضارة المصرية ملامح جديدة تضاف لها سواء كانت سلبية أو إيجابية ، ولكن يبدو أن القوى الوطنية تناست ما فعله الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة مع الثوار فى اعلان 19 مارس، وإشرافهم على غزوة الصناديق، بل وتغاضوا البصر عن موقعتى محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو، إضافة إلى تناسى ايضا تعالى صوت محمد سعد الكتاتنى على النائب محمد ابو حامد في أشهر وقائع الاعتراف قائلاً "الشرعية من البرلمان وليس من الميدان"، وليست تلك الأحداث ببعيدة ولكن بمجرد تعارض المصالح أنضم الاخوان المسلين إلى التحرير مرة أخرى بعدما كشر لهم المجلس العسكري عن أنيابه وأراد تقويض صلاحيات الرئيس من خلال بعض القرارات التى لا تصب فى مصلحتهم أولا، والسؤال الذى يفرض نفسه الان هو هل سيبيع الاخوان الثوار مجدداً ؟ . أكد ياسر كساب الخبير فى الشئون البرلمانية ورئيس المركز الاقليمى للدراسات، على ضرورة استقلالية القوى الثورية، ولا ينبغى ان تتحالف مع أي حزب سياسي، والا فقدوا مصداقيتهم، مشيداً بمجموعة التيار الثالث، والتى عقدت مؤتمرها مؤخراً، ولكنهم افتقدوا الحيادية، وعدم الارتباط بالمصالح القومية، ولكن إذا ظهر التيار الثالث بشكل إيجابي سوف يحصد ما لايقل عن 13 مليون صوت، ممن صوتوا لمرشحي الثورة فى جولة الرئاسة الأولى، وعدد ممن صوتوا عقابيا لكلا من مرسى وشفيق نكاية في الآخر. وتوقع كساب ترك الإخوان المسلمين لأهداف الميدان بعد الوصول إلى سدة الحكم، مستشهداً بعدد من الدلائل أهمها ما حدث فى الفترات الماضية، فدائما الوعود كانت حاضرة بخطابات الإخوان المسلمين ولكن ليس بالكلمات فقط تحقق مطالب الميدان، فقوائم الاخوان المسلمين الانتخابية فى انتخابات مجلس الشعب خلت من شباب الثورة، وكذلك القوائم الفردية اقتصرت على شباب جماعة الإخوان المسلمين. ودعا الإخوان المسلمين، إلى التخلي عن الأطماع السياسية، وترك مساحات ومناصب للشباب والمعارضة لحين بناء قواعد جديدة للتنافس السياسي، دون الاستحواذ على كافة السلطات بالدولة، واصفاً موقف الإخوان المسلمين تجاه الميدان، بالغرفة المظلمة التي كلما احتاجو لها أضاءوا الأنوار، ومنحوها الشرعية، وبمجرد إنقضاء الأمر أعطوا ظهرهم لها، وبدءوا في جمع الغنائم الوهمية. وأكد ياسر الهواري عضو حركة شباب من أجل الحرية والعدالة، على أن اتفاق الإخوان مع الحركات والائتلافات الثورية، جاء لتسيير الأمور الآن، وسرعان ما سيتم كشف الامور بعد حصد المكاسب، وبصطدموا بمعارضين لهم، لأن الشرعية من الميدان، فالإخوان شعروا بالحقيقة الدامغة على قيمة الميدان فى التعبير عن الاحتجاج، وليس مكان فقط بل ثوار ومتظاهريين لاينتمون لاى أحزاب أو تيارات سياسية. وأشار الهواري إلى أن مشهد الإخوان بالبرلمان كان مخزى جدا، ولا يرتقى إلى آمال وطموحات المواطن البسيط الذى تعاطف مع حالة الإخوان المسلمين بعد الثورة، متوقعاً تغير تصويتات العديد من الناخبين أثناء إنتخابات مجلس الشعب القادمة. واستنكر محمد الريان المتحدث الإعلامي باسم حزب الوسط، استباق الإخوان في الإعلان عن فوز مرشحهم، قبل انتهاء الفرز في جميع المحافظات، خلال مؤتمر عقد فجر آخر يوم في جولة الإعادة دون انتظار إعلان اللجنة العليا للانتخابات للمرشح الفائز، رغم إعلان حزبه دعم د. محمد مرسي مرشح الرئاسة عن حزب الحرية والعدالة. وشكك ريان في تنفيذ الإخوان لوعودهم، مهدداً بأنه حينها سوف يكون رد الفعل في التحرير، وسيحدث انقلاب علي الحكم ويموت من يموت لكن لن يقبل أحد بوجود "خائن للثورة"، مرجعاً نجاح ثورة يناير في إسقاط النظام السابق، إلى أنه كان قوة فساد تتكون من مجموعة أشخاص قوتهم مشتتة لذلك كان من السهل تفريقها والقضاء عليها، أما الإخوان فيصعب الوقوف ضدهم للأسف لأنهم قوة تنظيمية لهم علاقات كبيرة علي الصعيد الداخلي والخارجي، ولذلك يصعب محاربتهم. وأضاف بانه لن يسامح المرشحين الخاسرين حمدين صباحي وعبد المنعم ابو الفتوح، علي تلك الورطة التي وضعو مصر فيها لعدم توافق كلا منهم مع الاخر، وتركوا الإخوان يفعلوا بالشعب ما يشاءون. وأشارت مارجريت عازر النائبة في مجلس الشعب السابق، إلى نية الإخوان لتغيير هوية مصر إلى خلافة إسلامية وتهميش الأقباط، وهو المتوقع منهم خلال الفترة المقبلة، على حد تعبيرها، وأوضحت أن المواطن القبطي في مصر له كل الحقوق وعليه كل الواجبات ولن يسمح لأحد بتهميشه مرة أخرى، ولن يقبل بالرجوع للخلف مرة أخرى، مؤكدة على مشاركة الأقباط في ثورة 25 يناير، فلابد على الرئيس القادم أيا كان عدم تجاهل مطالبهم. كما اكدت علي انها لم تعترض علي فوز مرشح بعينه طالما وانه "يعطي كل ذي حق حقه"، فهي لا تخاف من فوز مرشح الإخوان، لأنه إذا تولي حكمه ولم ينفذ برنامجه فلن يتمكن من استكمال فترة حكمه في الرئاسة، وسوف يثور عليه الشعب مرة اخري وربما يرحل قبل انقضاء فترته. واستنكر "سعيد صادق" استاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الامريكية استمارار خداع الكثير في وعود الإخوان المزيفة، متساءلاً لماذا يعد المرشح محمد مرسي هذه الوعود في هذا الوقت دون غيره ؟ ولماذا لم تكون هذه الوعود موجودة قبل الترشح للانتخابات؟ ووصف تحالف بعض القوي والاحزاب ودعم المرشح محمد مرسي بالتحالف "التكتيكي" وليس "الاستراتيجي" نظرا لاختلاف افكارهم عن الاخوان المسلميين ،وتساءل "ما الضامن لي انهم بعد الانضمام للاخوان ووصول مرشحهم للحكم لن ينقلبوا علي الشعب وعلي القوي المعارضة كما فعل الخميني في ايران بالانقلاب عليهم ووصفهم بالكفار ومن ثم قتلهم . وقال عمرو حامد عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة ان المعركة القادمة اصعب كثيرا مما قام بة الشعب المصرى جميعا فى خلع مبارك اثناء ثورة 25 ينايروسنقوم فى الفترة القادمة خلع نظام مبارك المستمد من 60 عاما من الحكم العسكرى . وأضاف انه اذا باع الاخوان الميدان مرة اخرى سيكون مصيرها نفس مصير نظام مبارك سواء بالانقلاب او الخلع .