ساعات قليلة وينتهي العرس الانتخابي المصري، أحلام وطموحات تعانق السماء من كلا المرشحين المتنافسين بجولة الإعادة بأن يكون هو الفائز بأرفع منصب في مصر الكنانة، ولكن ما هي أحلام المصريين البسطاء من الرئيس القادم؟ فمنهم من يحلم بعودة الاستقرار والأمن، ومنهم من يحلم باختفاء البطالة. ففي البداية يتمنى محمد سعيد، عامل، أن يكون أول قرار للرئيس المنتخب هو اعادة الامن للشارع المصري في أسرع وقت فمنذ أحداث الثورة ونحن نعاني من الانفلات الامني الذي لم تشهده مصر من قبل وإنني أعيش في منطقة أبو زعبل التي عانت من هروب المساجين من سجن ابو زعبل ومن الهجوم المستمر للبلطجية عتاة الاجرام على الاهالي البسطاء أمثالنا وكانوا يقومون بسرقة سيارات الشرطة والاسعاف ويطلقون علينا الرصاص بصورة عشوائية مما اثار في قلوبنا الرعب الذي لم يفارقنا حتى وقتنا هذا وكل اسبوع نجد قتيل في المنطقة والقاتل مجهول، كما يهاجمون النساء ويهددونهن بالاسلحة البيضاء لسرقتهم أو التحرش بهن. عبد الله نعيم، موظف، يقول ارجو أن يصدر الرئيس القادم قرار بمنع توظيف الشباب وخريجي الجامعة لمدة عشر سنوات في الوظائف الحكومية ويفتح لهم في ذات الوقت المجال لتعمير أهم منطقة في مصر وهي سيناء التي لم تُستغل خيراتها حتى الآن، ولا يسمح للشباب بمغادرة مواقعهم الا بعد عشر سنوات بعد تعمير سيناء التي تثمل العمق الأمني والاستراتيجي لمصر، وأن يوفر الرئيس للشباب مسكناً ملائماً لينهي أزمة عش الزوجية، مشيرا أن تعمير سيناء سيجلب استثمارات وفرص عمل كثيرة ستساهم في القضاء على البطالة. واضاف أن هذا المشروع الضخم له العديد من الفوائد حيث تنتهي ازمة التكدس السكاني في محافظتي القاهرة والجيزة وتنتهى ازمة البطالة التي يعاني منها معظم الشباب والأهم هو تأمين الحدود مع اسرائيل. على عبد الحميد، طالب بالصف الثاني الإعدادي يقول: أتمنى أن يكون أول قرار للرئيس المنتخب هو محاربة والغاء الدروس الخصوصية ومحاكمة أى مدرس يستمر في استغلال الطلبة واجبارهم على اعطائهم تلك الدروس التي ذبحت أولياء الأمور الذين يحرمون انفسهم من كل شىء حتى يوفروا ثمنها، وفي ذات الوقت دخل المدرس الشهري لا يقل عن عشرة آلاف جنيه بسبب هذه الدروس. محمود شرقاوي، عامل نظافة، يقول: ارجو ألا نسقط من حسابات الرئيس كما سقطنا من حسابات الرؤساء السابقين الذين وصفونا بالمتسولين وان كانوا هم من دفعونا للتسول حينما وجدنا أنفسنا عاجزين عن سداد احتياجات اسرنا فأكبر راتب لعامل النظافة بعد عشرين عام من الخدمة يقل عن 500 جنيه شهرياً ينفق منه 150 جنيه مواصلات وعليه ان يحرم نفسه من الطعام والشراب حتى يعطي اسرته باقى راتبه والله وحده يعلم كيف نعيش بهذا المبلغ الضئيل. محسن معوض، بائع خبز، يقول: اتمنى أن يجد الرئيس المنتخب حل لأزمة البطالة التي يعاني منها خريجي الجامعات وحاملي المؤهلات المتوسطة ولا يرضي احد أن أجد أبنائي عاطلين بعد أن حرمت نفسي من كل شىء حتى أنفق على تعليمهم وفي النهاية لا يجدوا لهم وظيفة سوى العمل معي في بيع رغيف العيش. مصطفى احمد، حارس عقار، يقول: نتمنى الا ينسى الرئيس القادم طبقة المعوقين المنسية من المصريين منذ زمن بعيد وانا أنتمي لهم بحكم أن قدري جعلني معاق وحاولت ان أجد فرصة عمل بمؤهلي المتوسط وطالبت بحقي في نسبة 5% من الوظائف الحكومية كما نص القانون وبعد فشلي لم اجد غير عملي كحارس عقار. حسين محمود، موظف، نتمنى ألا ينسى الرئيس القادم ازمة قرارات العلاج على نفقة الدولة للفقراء والمعدمين الذين يتوفون قبل ان يصلوا لاستلامهم قرار العلاج الخاص بهم، ونتمنى أن ينزل الرئيس بنفسه للمستشفيات الحكومية ويشاهد سوء معاملة الأطباء والممرضات للمرضى ويعاقبهم فيكفي ما يعانيه المريض من آلام المرض. شاكر محمد – بائع خضروات – يقول: نتمنى ألا يكون الرئيس فرعون جديد ويقبض بيد من حديد على البؤر الاجرامية وتجار المخدرات والاسلحة والبلطجية الذين يسيرون ليلاً ونهاراً وهم يحملون الأسلحة البيضاء والآلية ويمارسون تجارتهم دون رهبة من القبض عليهم بل ويتطاولوا على رجال الشرطة ويسبوهم ويطلقون عليهم النيران. سمير كارم، موظف، يقول: نتمنى الا ينسى الرئيس القادم حق الشهداء ويحارب الفساد ويلقي القبض على الطرف الثالث ولا يتنازل الرئيس عن كافة صلاحياته التي منحها له الدستور ويعيد عمل مجلس الشعب كما كان قبل حله وكذلك لا يتنازل عن حق التشريع. الحاج محمد صاحب مطعم يقول: نتمنى ألا ينسى أن عقاب الآخرة أشد وأقسى من عقاب الدنيا ويتقى الله في كل أفعاله. محمود اسماعيل، صاحب محل ادوات كهربية، يقول: نتمنى ان يفي الرئيس محمد مرسي بوعده بمشروع النهضة الذي يحلم به كل المصريين فهذا المشروع سيحارب البطالة وسينهض باقتصاد مصر وتختفي المظاهرات من الميادين التي جعلت البسطاء يموتون جوعاً ونتمنى ان يعيد لنا الثقة في الحكومة ولا يسمح لأحد بسرقة اموالنا وتهريبها للخارج.