من يُحب زياد رحباني في الغالب أو بالأكيد مرت سلمى مُصفي على روحه. بيروت القابلة تلقفتها سنة كَسرة العرب 1967، ولظروف وتعقيدات كثيرة فلفصت سلمى من يدي القابلة إلى باريس. عاشت هُناك مع أبنائها وزوجها الفرنسي، وفي سنة القرار بالعودة والإستقرار مع الزوج ببيروت قام عدوان تموز- يوليو 2006؛ فتأجلت العودة. في سن الثانية عشر كونت فرقة غنائية، وصار للطفلة سير وسيرة أو كما نُسميها Career. بعد خمس سنين قابلت سلمى مُصفي زياد ولم يكن اللقاء عابراً؛ فاستمر حوالي سبعة عشر عاماً حتى تحولت من سلمى مُصفي إلى "سلمى" فقط؛ كأسم فني على غلاف سي دي غنائي أُطلق عليه مونودوز صنع زياد معظم ألحانه ووزعها وكتب كلماته، وفي موضوع كتابة الكلمات هذا تتشعب القصص، حتى أن زياد نفسه يحكي إحداها فيرد عندما سُئل " من يقرأ كلمات "ولّعت كتير" يجدها عسيرة على التلحين. كيف تضع لحناً لأغنية إنطلاقاً من كتابة كلماتها؟ - الحاصل هو العكس. الكلمات تأتي مع اللحن وأثناء التمرين عليه. عندما بدأت في تمتمة لحن "ولّعت كتير"، لم يأت في بالي سوى كلمة "كتير". في هذه الاغنية، تقول سلمى، "لا انت الزير ولنّي نفرتيتي". لن أكذب عليك واقول أنني فكرت اصلاً في الزير ونفرتيتي. الذي حدث هو انني رحت أبعد في التمرين على اللحن ووجدت نفسي اتمتم "تيرارام تيرارام تيتي". وجدت ان ما يكمل "تيتي" ربما يكون اسم نفرتيتي. في مرحلة لاحقة، تطابقت كلمتا "الكبريتة" و"التتخيتة" مع النغم وتساءلت ما الرابط بين الكلمتين فكان التدخين أقرب إلى الكبريتة والماء أنسب للتتخيتة، وجاء المقطع الاول على النحو الآتي: "ولّعت كتير/خلصت الكبريتة/ من فضلك تبقى لما تيجي الميّ/ خللّي المي توصّل عالتتخيتة". على هذا النسق، تتابع العمل واكتملت كلمات الاغنية. في هذه الأغنية وغيرها، لا يخلو التأليف من تعقيدات، ذاك أن تلحين مفردة واحدة دون غيرها من الكلمات في اللغة العربية امر صعب للغاية". أغنية "ولعت كتير": Video of ولعت كتير سلمى & زياد رحباني وإستكمالاً لموضوع كتابة الكلمات؛ نتذكر ما كُتب في الكتيب الملحق بالسي دي "إلى الباحثين عن صوت الطبلة، فهم لن يعثروا عليها الا في الاغنية رقم 7 ("ولّعت كتير"). ننصح بعدم سماع الاغنيتين 5 و10 تلافياً لحدوث أي حالة تشبه الندم على شراء هذه الإسطوانة المدمجة، لاسيما أن الأغنيتين هما واحدة تم توزيعهما في شكلين مختلفين وفي "إصرار" (عنوانها "وبتموت"). وإذا دعت الحاجة، تطلب الملاحظة الثالثة من المستمع الذهاب إلى الصيدلية للاستفسار عن معنى Monodose". أغنية "بتموت" Video of Black & Why بتموت زياد الرحباني سلمى مصفي خلال السبعة عشر عاماً التي سبقت مونودوز شاركت سلمى في مسرحيات زياد، وألبوماته الغنائية والموسيقية كممثلة أو مغنية منفردة "مونولوج" أو مغنية في ثنائيات "ديالوج" أو حتى كفردٍ من أفراد ال"كورس". أغنية "قلتيلي حبيتك" جوزيف صقر، وسلمى مُصفي: Video of قلتيلي حبيتك - زياد الرحباني بعد مونودوز كَبر أولاد سلمى قليلاً؛ ولم يعد تنقلهم معها يسيراً كمان كان وهم صغار، وصار وجودها في حياتهم ضرورياً في مراحلهم العمرية التي كانت، ووضِعت في الخيار الشهير بين الفن والذات المُنفصلة عنه الذائبة في حب الأبناء؛ فاختارت البقاء جانبهم بباريس وابتعدت عن الغُنا والمزيكا سبع سنوات كاملة.. عادت بعدها بسي دي "سلمى Nova"، فصار أسمها الفني الذي تُفكر أن تحمله أو تحمله بالفعل كما صرحت هي بنفسها لجريدة القدس العربي.. في هذا السي دي وبعد أن كبر الأولاد لدرجة الإستقلالية والإعتماد الكامل على النفس لم يكن هُناك بد من أن تقول لكل السامعين الحاضرين عندها والغائبين عنها "الغنا أحلى شي، الغنا أحلى شي عن جد" أغنية "الغنا أحلى شيئ": http://soundcloud.com/a-kamal/4tsqlew3lerl سُمي السي دي بذلك الأسم؛ لأنه مبني موسيقياً على إيقاع "الباسا نوڤا" البرازيلي، يحمل عشر أغنيات، سبعة منهم مبنية على ألحان الباسا نوڤا المعروفة عالمياً، وثلاثة ألحان أصلية لأثنين من الموسيقيين الفرنسيين هُما مارك دانيال، وباسكال مَرتان. الكلمات كانت لسلمى نوڤا، وكما كان حجم التجريب الموسيقي المدروس والمتميز والرائق كبيراً، كان كذلك بخصوص النصوص الغنائية، التي كانت خالية من أي قافية أو حتى في كثير من الأحيان من موسيقى داخلية أو صور شعرية، وهذا ما أثار إستغراب وعدم إعجاب قطاع ممن استمعوا للأغاني، لكن أنا كنت من المعجبين للغاية بتعبير سلمى نوڤا عن مشاعرها وأفكارها وغربتها ووجعها وأستطيع القول وفلسفتها بهذا الشكل الخام دون أي حيل فنية أو رتوش ومكياچات جمالية.. وفي العموم هناك فارق كبير بين كلمات الأغاني Lyrics وبين الشعر Poetry. أغنية "ياريت": http://soundcloud.com/shawkination/salma-musaffa-salmanova-if أغنية "شو إنكتب عنك يا بيروت": Video of سلمى مصفي - شو إنكتب عنك يا بيروت سلمى نوڤا أكد لي أن حجم التأثير والتأثر بينها وبين زياد لم يكن من طرفه فقط، فموسيقى زياد في مونودوز كانت علوية بها مس صوفي عميق جداً، لم تكن تشبه شغله السابق واللاحق.. هذا المس ظاهر كالوتد في سلمى نوڤا رغم إختلاف الموسيقيين والألحان ومشاربهم فضلاً عن الفترة الزمنية التي فصلت العملين.. لا تعرف سلمى هل استمع زياد لألبومها الثاني أم لا؟!فهو لم يعطها رأياً إلى لآن!! تحاول سلمى مُصفي الآن كتابة عمل جديد كله باللغة الفرنسية؛ كي لا تلجأ إلى ترجمة مشاعرها لزوجها كما قالت.. وهذا في رأيي لن يفرق في شيئ؛ فسلمى حِس إنساني ولغة فنية مهما حصرتها لغة؛ ستصل لكل من يسمعها. أغنية "J'AI DEUX AMOURS": Video of Salma Nova J'AI DEUX AMOURS