كان لنكسة 1967 عدة أسباب مخفاه، لم يصرح عنها من قبل، ولم تتناولها الكتب التاريخية سواء في المدارس أو الكليات المختصة بدراسة التاريخ، لذا قامت "الوادي" بعمل تقرير عن تلك الأسباب مع عدة مختصين في هذا الموضوع. قالت شيرين فهمي، أستاذ العلاقات العربية الأمريكية، أن من أحد الأسباب المؤثرة على حدوث نكسة 1967 هي شخصية الرئيس جمال عبد الناصر التي كانت تتمثل في الغرور والعناد والديكتاتورية، فقام بإغلاق مضيق تيران، الذي بين شبه جزيرة سيناء، وشبه جزيرة العرب، ويفصل بين البحر الأحمر وخليج العقبة، رغم علمه بما يسفر عنه هذا القرار من استفزاز للإسرائيلين، ويجلعهم يقررون الحرب على مصر، فيما كانت مصر غير مستعدة حربياً للدخول في حرب. وأوضحت أن عبد الناصر كان لا يهمه سوى أن يعطي لنفسه "برستيج" وكاريزما في الداخل وفي الخارج، فلم يقدر قدرات بلده، وكان هذا بمثابة فعل طائش "على حد قولها" الذي لم يكون السبب فقط في إحتلال مصر، بل وما تبقى من فلسطين. وكان لعاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، رأي أخر وهو أنه من ضمن أسباب النكسة أن الطيران لم يقم بدوره للتصدي في الضربة الأولى، وكان المتسبب في ذلك المشير عبد الحكيم عامر، القائد العام للقوات المسلحة حينها، الذي رتب مع شمس بدران، وزير الحربية في نفس الوقت، للخلاص من الرئيس جمال عبد الناصر، وأن يصل بدران للحكم الرئاسي، ولكن قبل دقائق من خطبة التنحي، قام عبد الناصر بالإتصال بعامر وإبلاغه أن الرئيس القادم هو زكريا محي الدين، رئيس الوزراء وأحد الضباط الأحرار. وأشار الدسوقي إلى مواجهة التاريخ المعاصر لمشكلة عدم إتاحة عدة وثائق، وأن أي دولة عادة يكون لها نظام قانوني للإتطلاع على الوثائق الخاصة، والتي تدور حول مثل هذه الأحداث، نكسة 1967، فالوثائق البريطانية مغلقة لمدة من 30 إلى 50 عام، والخاصة بنكسة 1967 مغلقة لمدة 75 عام. كما أكد أن الكشف عن الوثائق يسبب مشاكل في الداخل والخارج، لذلك تم إخفائها تجنباً لحدوث أية خلافات بيننا وبين أي من الدول الشقيقة الآخرى. وقال سالم الرفاعي، خبير في تطوير المناهج ومواد التعليم، أن أحد أسباب النكسة التي لم يعلن عنها وجود أسطول أمريكي في البحر الأبيض المتوسط الذي عمل على تشويش الرادار المصري "الجهاز العسكري الذي يقوم بكشف إقتراب الطائرات العسكرية للعدو الإسرائيلي وقتها" والتعتيم التام على الرادار وهذه كانت بمثابة نقطة بداية للإنهزام ثم النكسة. ورأى علي بركات، خبير في التاريخ، أن الأحداث التاريخية التي تتصل بالأمن القومي لا يكشف عنها إلا بعد فترة زمنية، فهناك قانون عالمي ينص على أنه لا يتم الكشف عن مثل تلك الوثائق الخاصة بنكسة 1976، إلا بعد مدة أقصاها 50 عاماً. كما رأي أن أحد أسباب النكسة هو وجود باخرة أمريكية في البحر الأبيض المتوسط للتجسس على أسطول الجيش المصري، أطلق عليها اسم "ليمارنية" الذي يعني بالعربية "الحرية"، والتي أخطأ الأسطول الإسرائيلي عندما أعتقد أنها باخرة مصرية وقام بتدميرها. وأضاف أن هناك عدة طائرات حربية أمريكية قامت بالتجسس على مواقع الجيش المصري، وإكتشفوا أن به صغائر، هذا بالإضافة للصراع المصري الداخلي المعروف الذي كان بين عبد الحكيم عامر والرئيس جمال عبد الناصر، ويرجع هذا الصراع لهيمنة عامر، وإرادته في الإستيلاء على السلطة.