أثار إعلان الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين عن ترشيح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية بشكل رسمي، ردود أفعال عديدة ما بين مؤيد ومعارض القرار. ففي النقابات المهنية، إختلفت ردود الأفعال في كل نقابة ما بين المنتمين للجماعة والمحسوبين عليها، مؤكدين أن قرار الجماعة لا يوجد به أي نوع من التناقض في إعلانها سابقاً بعدم ترشيحها أحداً من أعضائهاً على منصب رئيس الجمهورية، مؤكدين أن القرار الحالي جاء نتيجة للظروف التي تمر بها مصر، في حين إنتقدت الفئات المستقلة الأخرى بمجالس النقابات المهنية هذا القرار، واصفة إياه بأنه سقطة سياسية في تاريخ الجماعة، وأنه أضعف من مصداقيتها لدى الشعب. وإختلف الموقف عند شباب الإخوان بالنقابات المهنية، رافضين التعليق على قرار الجماعة بدعم الشاطر لحين التشاور مع مجلس شوري الجماعة حول المعايير والملابسات التي تم على أساسها الإختيار، في إشارة منهم إلى رفض ترشيح الجماعة للشاطر. وقال المهندس عمر عبد الله عضو مجلس نقابة المهندسين وأحد الناشطين بالجماعة، يجب ان توضح الجماعة الجماعة ما الذي إستجد الأن للإعلان عن ترشيح الشاطر للرئاسة، خاصة بعد إعلان الجماعة قبل ذلك عدم الدفع بمرشح لها بالانتخابات. وأضاف عبد الله " من حقي كعضو بجماعة الإخوان ، أن أعلم ما يحدث في الإجتماعات المغلقة وانتهي بهم لدعم الشاطر، حتى أتخذ قراري بالرفض أو الإستجابة". وعلمت "الوادى" أن ممدوح الوالي نقيب الصحفييين، رفض التعليق على القرار بمجرد الإعلان عن ترشيح الشاطر، وأكدت مصادر مطلعة بالنقابة، أن الوالى غادر النقابة فور إعلان الخبر، رافضاً التعليق عليه لبعض الصحفيين الذين كانوا متواجدين بالنقابة. من جانبه، قال هشام يونس عضو مجلس النقابة في تصريح ل "الوادى" إن الإخوان أوقعوا أنفسهم في خطأً كبير، خاصة أن إعلانهم عن مرشحهم للرئاسة جاء في وقت متأخر للغاية، مما سيضعف من فرصة الشاطر أمام باقي المرشحين الإسلاميين، موضحا ان القرار سيؤدي الي تفتيت الاصوات بينهم معرباً عن تخوفه من نتيجة ذلك بفوز مرشح مثل عمرو موسى. واكد موسي ان ترشح الشاطر نوع من الصراع مع المجلس العسكري المجلس العسكري، نافياً أن يكون رغبة ملحة في خدمة البلد حسب قولهم. وقال محمد الدماطي وكيل أول نقابة المحامين إن الإخوان يلعبون سياسة، وأنه لا يجب النظر إليها بعد ذلك بإعتبارها جماعة دعوية إنما هي حزباً سياسياً من الطراز الأول، وهذا ما يعطيهم الحق في عدم الإلتزام بوعودهم. وأضاف في تصريح ل "الوادى" "يجب ألا يحاسبوا الاخوان على أنهم رجال دين وأنهم سيوفون بوعودهم ولكن يجب التعامل معهم بإعتبارهم رجال سياسة". وأشار الدماطي إلى إحتمالية إلتفاف التيار الإسلامي حول الشاطر، مما يزيد من فرصته بالفوز ، مبرراً ذلك بأن القوى التنظيمية الأخري تعلم جيداً القوة التنظيمية والإقتصادية للإخوان. وكشف الدماطي أن جذور خيرت الشاطر يسارية، الامر الذي يزيده من فرصة تصويت بعض القوى المدنية له، موضحاً أنه ترافع عنه في بعض القضايا مشيراً إلى أنه عقلية تنظيمة وإقتصادية جبارة. وخمن الدماطي أن تكون هناك بعض التدخلات الخارجية، التي مورست على الإخوان للدفع بمرشح لها على منصب الرئيس ، متعجباً من تاخر موعد الاعلان عن ترشحه الذي جاء قبل 8 أيام من غلق باب الترشح. ومن جانبه، أكد ناصر الحافي أمين صندوق نقابة المحامين والقيادى بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشعب ل"الوادى"، أن الإعلان لم يكن وليد اليوم أو أمس، مشيراً إلى أن الحزب والجماعة يعقدون إجتماعات مغلقة منذ أسبوعين لبحث هذا الشأن، مؤكداً أن تصويت الأغلبية بالإجتماعات انتهي لضرورة دفع الجماعة بمرشحاً لها من أجل مصر. وشدد الحافي على عدم وجود تناقض في قرارات الجماعة في إعلانها قبل ذلك بعدم الدفع بمرشح لها على منصب الرئيس، قائلاً "القرار السابق كانت له ظروف والحالي له ظروف التي تحتم علينا هذا القرار". "يسعدنى أن تكون شخصية إقتصادية جبارة مثل خيرت الشاطر رئيسا لمصر"، هكذا علق المهندس ماجد خلوصي نقيب المهندسين، منتقداً مايردده البعض عن تناقض قرارات الجماعة، قائلاً "لكل مقام مقال وتطورات الفترة الراهنة تدفع لإتخاذ هذا الموقف". وتوقع نقيب المهندسين في تصريح ل"الوادى" أن يكون ترشيح الشاطر تمهيداً لتوحيد أصوات الإسلاميين لمرشح واحد فقط ، بدلاً من توزيعها على الثلاثة الباقيين. وعلى النقيض قال المهندس طارق النبراوى ممثل تيار الإستقلاق بالنقابة، والمرشح السابق على منصب النقيب، أن ما حدث أمراً طبيعياً من الإخوان لإنهم لا يمتلكون أمانة الكلمة الصادقة، على حد قوله، مستدلاً بما حدث بانتخابات النقابات المهنية، وإعلان الإخوان عن منافستهم بنسبة 20% فقط، في حين أن نتيجة الانتخابات أوضحت إكتساحهم بنسبة 100%. وأكد النبراوى في تصريح ل"الوادى" أن فرصة الشاطر في انتخابات الرئاسة، ضعيفة للغاية، قائلاً " الاخوان يتعاملون مع الشعب بأسلوب غرور القوة، وهم يعتقدون أن ما حدث بانتخابات البرلمان من الممكن أن يتكرر بانتخابات الرئاسة". وانتقد النبراوى إصرار الإخوان على إسقاط حكومة الجنزوري، رغم أنهم أول من طالبوا به ، مبرراً ذلك برغبتهم في السيطرة على إدارة البلاد في فترة الانتخابات الرئاسية. من جانبه، تهكم نقيب الأطباء د. خيري عبد الدايم على تبرير جماعة الإخوان المسلمين بالدفع بالشاطر على منصب الرئيس بأن ذلك في مصلحة مصر والنهوض بها، قائلاً "هو يعنى الشاطر اللي هيعدلها"، مضيفاً "هذة خطوة غير مبررة". وأكد خيري تخوفه من فوز أي من المرشحين الإسلاميين الموجودين على الساحة، مؤكداً أن هذا سيكون فيه ضرراً على النمو القومي. وقال د. عبد الفتاح رزق الأمين العام لنقابة الأطباء بصفته قيادة إخوانية ورمز طبي نقابي "إن إعلان دعم الجماعة لخيرت الشاطر، يدخل السرور على النفس"، مبرراً ذلك بأن المرحلة الراهنة تحتاج إلى شخصيات قادرة على البذل والعطاء من أجل إصلاح الوطن وبناء مشروع النهضة، مشيراً في ذلك إلى أن الشاطر لديه تاريخ وخبرة وكفاح وجهاد يؤهله للقيام بهذا الدور. وأضاف "أصبح هناك رؤية تنظر إلى أنه من المصلحة العامة للوطن والثورة أن يدفع الإخوان بمرشح لمنصب الرئيس". وعن نسبة فرصة الشاطر في الفوز بمنصب الرئيس، أكد أمين عام نقابة الأطباء أن فرصة الشاطر أكبر بكثير من فرصة عبد المنعم أبو الفتوح، مبرراً ذلك بأن أبو الفتوح يراهن على أصوات كثيرة من شباب الإخوان، التي من المؤكد أن تحسم تلك الأصوات لصالح الشاطر إحتراماً لقرار الجماعة. في حين أكد د. رشوان شعبان المتحدث الرسمى لحركة أطباء بلا حقوق أن هذا الإعلان يؤخذ على الإخوان بعد تعهدهم بعد المنافسة على منصب الرئيس، مؤكداً أن هذا يبرز محاولة هيمنهم على البلد من برلمان وحكومة ورئاسة، متسائلا "هل الثورة قامت لإستبدال الحزب الوطنى بالحرية والعدالة ". وطالب شعبان بعودة الشرعية للميدان مرة أخرى، وقال متهكما " نعلم الأن أن شعار الإخوان ليس نحلم بالخير لمصر ، وإنما هو نحمل خيرت لمصر". "ذكائهم يصل لمرحلة الدهاء والمكر، وها هم الإخوان الذين إعتادنا عليهم منذ 20 سنة"، هكذا علق د. نبيل العطار أمين صندوق نقابة أطباء الأسنان السابق علي قرار ترشح الشاطر ، مؤكداً أن أموال الإخوان ستجعلهم يشترون أي منصب قيادى بالدولة حتى ولو كان الرئيس.