نظمت مكتبة الإسكندرية ضمن الفاعليات الثقافية لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب ندوة بعنوان "السخرية عند الشعب المصري"، بحضور كل من الشاعر ياسر قطامش والفنان ورسام الكاريكاتير عمرو فهمي ،كما سيدير اللقاء عضو مجلس إدارة اتحاد كُتاب مصر الشاعر جابر بسيوني. أكد جابر بسيوني في بداية اللقاء أن السخرية تحتاج إلى ثقافة ووعي وسمو فكر فوق الآخر، مبينًا أن إحدى الدراسات الجامعية أثبتت أن من أوائل الفنون المصرية في حضارتنا الفرعونية كان فن الكاريكاتير، وأن فن الرسم على الجدران يعتمد على الكاريكاتير. وأكد أننا في حاجة شديدة إلى مثل هذه الفنون الساخرة في هذه الآونة. وأوضح عمرو فهمي، أن الكثير يعتقد أن فن الكاريكاتير جاء من الغرب ولكن هذا ليس صحيح على الاطلاق، فالكاريكاتير أصله فرعونى صميم، مبينًا أنه أصدر كتاب بعنوان "الكاريكاتير الفن المشاغب .. أصوله ومدارسه"، وقد استعرض فيه لوحات وبرديات العصر الفرعوني والمكونة من رسوم كاريكاتيرية. وأضاف فهمي أن الفن التشكيلي ظهر بقوة أثناء ثورة 25 يناير متمثلا في فن الجرافيتي الذى سجل ما حدث لحظة بلحظة، وقامت الهيئة العامة للكتاب بإصدار كتاب ملون يحتوى على الرسومات الأولية لفن الجرافيتي لتسجيلها قبل أن تُطمس، ففن الكاريكاتير يتناول حياتنا بشكل عام وخاص وهو دائما ممزوج بالسياسة ويتناول كل ما يهتم به المواطن المصرى ويعرض مشاكله امام المسئولين. وأكد فهمي أن الكاريكاتير كان له دور هام قبل قيام ثورة 25 يناير، حيث إنه قد رسم يوسف بطرس غالى وزير المالية الاسبق على هيئة دراكولا يمتص دماء الشعب المصري، وعمل مع الكاتب الكبير احمد رجب فى مجموعة رسوم "فلاح كفر الهنادوة" لمدة 3 سنوات تناول فيها العديد من الوزراء والرئيس المخلوع. كما أشار فهمي الي، حقيقه وجود توجه سياسي لتوجيه فكرة من خلال الكاريكاتير، أكد فهمي أنه لا يوجد ذلك حاليا، ولكن رؤساء تحرير الصحف القومية دائمًا ما يكون لديهم تحفظ على ما يُنشر. أما عن إمكانية ابتكار عمرو فهمي لشخصية مثل فلاح كفر الهنادوة تعبر عن المواطن المصري بعد ثورة 25 يناير أكد أنه قام بإبتكار شخصية تُسمى "ابو سريع السريع ضيف تحت الطلب " وهى شخصية تعشق الظهور الاعلامي. من جانبه، أشار ياسر قطامش إلى أن الشعب المصري ساخر بطبيعته ولكن الله قد اختص بعض المواهب لتترجم هذه السخرية إلى فن. وأكد أن التاريخ المصري الحديث مليء بالساخرين العظماء ومن اشهرهم الشاعر حفنى ناصف الذي أسس جمعية للساخرين وأسماها جمعية "الُمستحمرين"، وهناك أيضًا الشاعر الكبير محمود غنيم وأستاذ السخرية بيرم التونسي والشاعر محمد مصطفى حمام. وعن أصل الشعر الحلمنتيشي وسبب تسميته بذلك الاسم، أكد قطامش أن الشاعرحسين شفيق المصري هو مؤسس الشعر الحلمنتيشى وهو من أطلق هذا المُسمى على الشعر الذى يمزج بين الفصحى والعامية، فكان دائما يكتب شعره الفكاهي أثناء جلوسه في إحدى المقاهى في منطقة الحلمية فأسماه بهذا الاسم نسبة إلى الحلمية. وبسؤال الشاعر جابر بسيونى عن كتاب "جوزى مافيش منه" احدث إصدارات قطامش، أوضح أن هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص والمقالات نُشرت في جريدة أخبار اليوم تحت عنوان "يوميات موكوس ابن ملحوس"، وهو يعبر عن الحياة الزوجية التي دائما ما تكون مادة خصبة لفنان الكاريكاتير وللشاعر الساخر بسبب تكرار الأحداث بها، كما قال إنه بصدد إصدار ديوان يسمى "حماريات".