أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو تطابق المواقف بين مصر وروسيا بشأن الأزمة السورية، وقال "إن مصر ضد الحل العسكري الذي لن ينتج عنه إلا المزيد من الدمار والدماء المسفوكة، وتماما مع الحل السياسي المحكوم المنظم الذي ينتقل بسوريا إلى سوريا الديمقراطية، التي تستجيب لمطالب الشعب، والتي تحافظ على وحدة التراب السوري وعلى وحدة النسيج الاجتماعي وهذا أهم شيء". وأضاف عمرو - في تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء (نوفوستي) الروسية بثتها اليوم /الاثنين/- "نعتقد أن هذا الحل السياسي من الممكن أن يتم من خلال التفاوض بين المعارضة، وعلى رأسها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وجانب آخر من طرف السلطة، على أن يكون مقبولا للمعارضة، ونحن نعتقد أنه لا يوجد للرئيس السوري دور في سوريا الجديدة، هناك آراء أخرى تجد ان له دورا، لكن الموقف المصري لا يرى هذا". وأشار عمرو إلى أن المسألة السورية احتلت حيزا كبيرا من النقاش مع الجانب الروسي، وقال "الموقف الروسي من النظام معروف، وهم أنفسهم يعبرون عنه بوضوح، ويقولون انهم ليسوا مع بقاء الرئيس أو ذهابه، وانما هذا الأمر متروك للشعب السوري لتقريره ". وقال " روسيا دولة مهمة في مجلس الأمن ولها مكانتها، لذلك نحن نقلنا لهم الموقف الذي أعلنته الجامعة العربية أكثر من مرة، لجهة تأييد ارادة الشعب السوري في سعيه لنيل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، وبالتأكيد الهدف الحالي من كل الحراك الدولي، تجنيب الشعب السوري المزيد من المعاناة، وتجنيب الوطن السوري الدمار، وكل التبعات القاسية، سواء انقساما ماديا أو طائفيا أو عقائديا، والموقف العربي معروف بهذا الشأن". وأشار وزير الخارجية المصري "تحدثنا عن تأييد جهود المبعوث الدولي و العربي الأخضر الابراهيمي، والطرفان العربي والروسي متفقان على هذا التأييد، وكان هناك تباحث حول المرحلة القادمة، وأظن أن هناك زيارات سيستقبلها الروس في المرحلة القادمة سواء من المسئولين السوريين او من طرف المعارضة، الشيخ معاذ الخطيب، ومن الممكن أن يستمعوا لآراء الجانبين". وردا على سؤال حول المبادرة التي طرحتها مصر لتنسيق جهود رباعية تضم مصر والسعودية وتركيا وايران، من أجل حل الأزمة السورية قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو "ناك مبادرة طرحها الرئيس المصري محمد مرسي في القمة الإسلامية، وتتعلق بضم تركيا والمملكة وإيران ومصر، والفكرة من وراء تنسيق جهود هذه الدول الأربع هو أدوارها في المنطقة، فتركيا معروف دورها ودعمها المقدم للمعارضة، والمملكة السعودية وزنها الاقليمي لا يمكن تجاهله، وايران لاعب أساسي وهي تساعد النظام، وهذا ما يقولونه هم". وأضاف "اذا أردت أن تحل المشكلة عليك أن تتحدث مع أطراف فاعلة وبيدها الحل للمشكلة، ومصر معروف دورها ولا يهمها إلا مصلحة سوريا، التي تربطنا بها علاقات تاريخية، فكان هذا الهدف من المبادرة". وقال وزير الخارجية "إن الوضع في سوريا وصل إلى مرحلة لا أريد أن اسميها جمودا، لأن القتل دائر والدمار مستمر، لذلك لا نستطيع أن نسميها جمودا، بل هناك طرفان ليس بينهما من استطاع أن يهزم الآخر، ونحن نريد أن تنتصر قوى الثورة، لذلك ولتجنيب الشعب السوري المزيد من الدمار والقتل، نحن نفكر في آليات لإنقاذ هذه المبادرة". وأضاف "اليوم يوجد طرح للشيخ معاذ الخطيب بأنه مستعد للتحاور مع مفاوضين مقبولين للمعارضة من أجل ترتيب رحيل بشار الأسد من جهة، وكذلك تشكيل حكومة انتقالية للوصول إلى سوريا الجديدة من جهة أخرى، بحيث يشارك فيها الجميع، لذلك مضمون الفكرة أن نستفيد من هذا الطرح وأن نوسع المفهوم قليلاً، وأن ندخل أطرافا أخرى في اطار المبادرة، مثل الأمين العام للجامعة العربية والمبعوث الدولي والعربي، والأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، وأن يكونوا موجودين لضمان اي اتفاق ممكن التوصل اليه وتقديم أي مساعدة ممكنة". وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو "في النهاية الفاعل الأساسي هنا هو الشعب السوري الذي تمثله المعارضة وأطراف أخرى تكون مقبولة لها، والحقيقة أن هناك أفكارا كثيرة ونحن في مرحلة البلورة لهذا التوجه، وتجري ترتيبات حاليا لعقد اللقاء القادم لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في روما، ومن الممكن أن تكون هناك لقاءات على هامش هذه الفعالية لبلورة مبادرة جديدة تأخذ في الاعتبار التطورات الجارية والأفكار المطروحة". وشدد عمرو على ضرورة تقريب المواقف لتسوية الصراع في سوريا قائلا "الشيء الذي يدفعنا أكثر، هو الشعب وضرورة الاستجابة لمطالب الشعب السوري ووقف سفك الدماء، وكل هذه أفكار لم تتبلور بالكامل بعد، لكن من ضروري وقف الدمار، اليوم سوريا البلد العريقة تدمر حضارتها، وكل عربي وأي ضمير إنساني لا يقبل بذلك، هذا ما يحكمنا، أيضا علينا تجنيب سوريا التقسيم، الطائفي أو الجغرافي. لأنه لن ينعكس فقط على سوريا، بل على المنطقة كلها". وأكد عمرو أن "الشيء العاجل الملح هو موضوع اللاجئين ومعاناتهم، ان كانوا نازحين في الداخل، أو النازحين إلى خارج بلدهم، وهذه مأساة انسانية والعالم قد يكون غير مدرك حتى الآن أبعاد هذه المعاناة.. هذا ما يحكم الموقف المصري العاجل".