لنا دور بارز فى تحمل المسئولية تجاة المتهمين فى الأحداث كل أبناء بورسعيد يعلمون جيدا من هم «الإخوان المسلمون» عدم الظهور الإعلامى والنزول للشارع كان منعا للاحتقان الأحداث الأخيرة الدامية التى شهدتها بورسعيد بعد قرار محكمة الجنايات بإحالة 21 متهما بأحداث استاد بورسعيد الشهيرة اإلى مفتى الديار المصرية وما تبعها من تداعيات مؤسفة بسقوط العديد من الضحايا من القتلى والمصابين واشتعال الشارع البورسعيدى والخروج بمسيرات غاضبة للتنديد بحكم الرئيس مرسى وحكومته التى تسببت فى اشتعال الموقف ببورسعيد والهتافات المعادية ل«الإخوان المسلمون» وحزب الحرية والعدالة باعتبارهما من المتسببين فى أحداث بورسعيد الأخيرة بالإضافة لاختفائهم خلال الأحداث. حول كل هذا وأكثر كان ل«الصباح» هذا الحوار مع المهندس محمد زكريا، أمين حزب الحرية والعدالة ببورسعيد. أين حزب الحرية والعدالة من الأحداث التى شهدتها بورسعيد مؤخرا؟ - منذ البداية وحزب الحرية والعدالة له دور بارز فى تحمل المسئولية تجاه المتهمين بأحداث استاد بورسعيد والسعى إلى الكشف عن الحقيقة لإظهارها أمام الرأى العام.. فقد كانت لنا زيارات للمتهمين فى السجن وطمأناهم بأننا سنكون دوما بجانبهم وقد أسفرت جهودنا عن تدخل النائب العام لإعادة فتح التحقيق فى القضية وأمر بتشكيل لجنة تقصى حقائق وقدم أدلة جديدة لهيئة المحكمة التى اتخذت قرارها بشأن القضية، وكنا نعول أن تأخذ المحكمة بعين الاعتبار تلك الأدلة الجديدة قبل النطق بحكمها ولكن جاء الحكم صادما بالنسبة لنا ليس لأننا نشكك فى القضاء ولكن بقدر أننا كنا نتمنى أن يؤخذ فى الاعتبار تلك الأدلة الجديدة التى قدمها النائب العام، وعموما كان للحرية والعدالة دوره فى عمل العديد من اللقاءات مع القيادات التنفيذية بالمحافظة للاطمئنان على كفاية الإجراءات الأمنية يوم 26 يناير، وهو يوم النطق بالحكم فى قضية المتهمين بأحداث بورسعيد والذى كان يواكب الذكرى الثانية لثورة يناير المجيدة وقد أكدت لنا الأجهزة التنفيذية أنهم قاموا باتخاذ جميع الاحتياطات والتدابير الأمنية لتأمين السجن والحفاظ على سلامة شباب بورسعيد فى حالة اعتراضهم على حكم المحكمة. أما بالنسبة لتداعيات الأحداث وسقوط العديد من الضحايا من القتلى والمصابين وعدم تواجد الحزب بالأحداث فقد رأينا أنه من الحكمة ألا نزايد على المشهد وأن نتحرك بصورة عملية، فعلى الفور كان المحور الأساسى لتحركاتنا هو محاولة إعادة الأمن للشارع البورسعيدى وإيقاف نزيف الدماء وتمييز الشباب الثائر عن الدخلاء من البلطجية والمستغلين لهذا الموقف، ثم السعى للقصاص للضحايا بعد البحث والتأكد من الجانى أيا كان لأننا نعلم ونوقن بأن شباب بورسعيد مسالمون وإن زاد انفعالهم أو ثورتهم لكنهم لا يريقون الدماء، ورغم ذلك كلما زايد المزايدون كلما زاد حرصنا بألا نزيد الأمر احتقانا بالظهور الإعلامى أو النزول للشارع وبعد دراسة واستقصاء الأوضاع تم التواصل مع المكتب التنفيذى للحزب ومع بعض مستشارى مؤسسة الرئاسة لعرض الحلول العملية لهذه المشاكل، وتم تقديم مذكرة تشمل كل مطالب الشارع البورسعيدى وعلى رأسها انتداب لجنة قضائية مستقلة فى التحقيق فى هذه الكارثة إضافة إلى جميع المطالب المعروفة للجميع ووجدنا تجاوبا ملحوظا من مؤسسة الرئاسة ويبقى فقط مطلبنا بأن يتفضل رئيس الجمهورية بتخصيص خطاب خاص لأهالى بورسعيد ومقابلة وفد يمثل جميع الأطياف ببورسعيد. لماذا إذن تشير أصابع الاتهام إليكم بأنكم أحد المتسببين فى تلك الأحداث الأخيرة؟ - هذا اتهام ليس له أساس من الصحة ونعلم أنها مزايدات سياسية غير منصفة وكل أهالى بورسعيد يعلمون جيدا من هم «الإخوان المسلمون» وحزب الحرية والعدالة وعملنا بالشارع يؤكد أننا نحب أهلنا أكثر من أنفسنا وقد قمنا بعمل العديد من القوافل الطبية والخدمات الخيرية لمساعدة غير القادرين وساهمنا فى العديد من المشاريع الخدمية وقد كان لنا دور فى استضافة العديد من الوفود من مختلف المحافظات الأخرى تحت رعاية الحزب لاستعادة الانتعاشة لأسواق بورسعيد. كيف رأيت قرارات الرئيس فى التعامل مع أحداث بورسعيد؟ - قرارات الرئيس كانت مهمة وضرورية جدا خاصة وأن الشارع البورسعيدى انتشرت فيه البلطجة وكان من الضرورى الإعلان عن حالة الطوارئ لإعادة الطمأنينة إلى الشارع البورسعيدى وكان لابد أيضا من استخدام الضبطية القضائية لردع كل من تسول له نفسه الإفساد فى المنشآت إو إزهاق للأرواح دون ذنب. الشارع البورسعيدى ضرب بعرض الحائط تلك القرارات وقاموا بكسر حظر التجوال فهل أصبح الرئيس فى مأزق للتعامل مع أهالى بورسعيد فحتى قراره بتخصيص جزء من دخل قناة السويس لأبناء مدن القناة لم يلق القبول فى الشارع البورسعيدى؟ - ردود أفعال الشارع على القرارات أمر طبيعى للظروف التى تمر بها بورسعيد ولحالة الاحتقان والحالة النفسية التى تجتاح أبناء بورسعيد أما قرار حظر التجوال فكما أشرت فهو قرار صائب لاستعادة الأمن مرة أخرى فى الشارع البورسعيدى، وبالنسبة لقرار دعم محافظات مدن القناة بحصة من دخل قناة السويس فقد كان أحد المطالب التى طالبنا بها مؤسسة الرئاسة. هل لا يزال يراهن حزب الحرية والعدالة على شعب بورسعيد مع قرب الانتخابات البرلمانية؟ - نحن نعمل ونبتغى الأجر من الله فلا يهمنا إلا مصلحة هذا البلد دون التطلع إلى أى منصب أو كرسى فنحن نقدم الخير لأبناء وطننا ونترك لهم حرية الاختيار. ما توقعاتك ليوم 9 مارس وهو يوم النطق بالحكم فى قضية المتهمين بأحداث استاد بورسعيد؟ - بالنسبة ليوم 9 مارس فإننا لا نتدخل فى أحكام القضاء ولكننا نأمل فى وضع الاحتياطات الأمنية المشددة التى تحمى دماء وأرواح شباب بورسعيد أيا كان هذا الحكم، المهم فى النهاية ألا تحدث أو تتكرر هذه المأساة بصورة من الصور وسيقوم حزب الحرية والعدالة بدوره فى تهيئة الشارع البورسعيدى لقبول حكم المحكمة أيا كان ومواصلة مراحل التقاضى والإجراءات القانونية اللازمة. ما الوجوه التى سيدفع بها الحزب فى خوض معركته بالانتخابات البرلمانية القادمة؟ - تم عمل استطلاع رأى أعضاء الحزب والشارع وتم ترشيح مجموعة من الأسماء ويتم الآن دراستها ودراسة أوضاعها ولم يتم الحسم فيها بعد لأنها تحتاج إلى توافقات مركزية وتنسيق مع المكتب التنفيذى للحزب. بورسعيد إلى أين؟ - بورسعيد إلى الاستقرار بإذن الله وستعود آمنة مطمئنة فى أقرب فرصة وستكون قاطرة التنمية والازدهار لمصر بأكملها.