يحظى تاريخ السينما العالمية بالعديد من الأفلام الاستثنائية التى تحولت إلى نموذج الكمال فى صناعة السينما العالمية، بعد أن بلغت منتهى الجودة فى معظم عناصرها الفنية، تلك التى سجلت أرقاما قياسية فى عدد جوائز الأوسكار التى حصدتها، وتظل السياسة هى الفاعل الرئيسى فى الحصول على جوائز الأوسكار حيث ساهمت فى تحديد معظم ترشيحات الأفلام تناولها قضايا سياسية عالمية، ويبقى على رأس تلك القائمة فيلم «بن هور» والذى حصل على لقب صاحب الرقم القياسى الذى لم يتجاوزه أى فيلم آخر حيث حصد 12 جائزة أوسكار من أصل 12 ترشيحا عام 1959، من بينها جوائز أفضل فيلم وأفضل ممثل. من بين الأفلام التى حققت أرقاما قياسية فى الفوز بالأوسكار، تيتانك عام 1997، وحصد 11 جائزة أوسكار من أصل 14 ترشيحا، سيد الخواتم: عودة الملك حاز على 11 جائزة أوسكار من أصل 11 ترشيحا فى عام 2003، وقصة الحى الغربى الذى حاز على 10 جوائز أوسكار من أصل 11 ترشيحا عام 1961، «جيجى» حاز على 9 جوائز أوسكار من أصل 9 ترشيحات عام 1958، الإمبراطور الأخير حاز على 9 جوائز أوسكار من أصل 9 ترشيحات عام 1987، المريض الإنجليزى حاز على 9 جوائز أوسكار من أصل 12 ترشيحا عام 1996، وذهب مع الريح حاز على 8 جوائز أوسكار من أصل 13 ترشيحا عام 1939. وفى منافسات أوسكار 2013، يتنافس عدد من الأفلام على اللحاق بركب الأرقام القياسية فى مقدمتها فيلم «Lincoln» الذى يتناول حياة الرئيس الأمريكى إبراهام لينكولن، وبلغت 12 ترشيحا على الرغم من أنه لم يفلح فى بلوغ جميع الترشيحات التى حاز عليها فى جوائز الجولدن جلوب باستثناء حصوله على جائزة أفضل ممثل للعبقرى «دانيل داى لويس»، وهو مرشح لها أيضا فى الأوسكار إلى جانب جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثلة مساعدة للقديرة «سالى فيلد»، وممثل مساعد ل«تومى لى جونز» وجائزة الإخراج ستيفن سبيلبيرج، وأفضل سيناريو عن قصة واقعية ل«تونى كوشنر». «لينكولن» طرح بدور العرض فى ديسمبر الماضى ونال استحسانا كبيرا من قبل النقاد خصوصا دانيال دى لويس على دوره فى الفيلم، ورشح الفيلم لثمانى جوائز «جولدن جلوب»، والفيلم تكلفت ميزانيته 65 مليون دولار، وحقق إيرادات تجاوزت 235مليون دولار. فيلم «life of pi» لفت الأنظار بمجرد الإعلان عنه بسبب مخرجه المتميز «آنج لى» ترشح ل11 جائزة أوسكار، من بينها جائزة أفضل مؤثرات بصرية، وأفضل إخراج للمخرج آنج لى، وتدور قصته حول فتى تغرق السفينة التى كان يركبها فى المحيط ليجد نفسه على مركب وحيدا مع نمر بنغالى، ولتبدأ رحلة ترويض النمر وصداقته، وهنا يوجد معنى روحانى عميق حول البحث عن الله من خلال الطبيعة. «حياة باى» انتقدته صحيفة «النيويورك تايمز»، حيث انتقدت الإطار السردى للفيلم، معتبره أن الفيلم يدعو إلى الاعتقاد فى جميع الأشياء الرائعة، ويجعل المشاهد يشك فى من يراه بعينيه، كما أشارت الصحيفة إلى أن الشكل الخاص بسطح المركب تم استهلاكه من قبل من خلال فيلم «تيتانيك». ذلك بينما كتب الناقد «بيتسى» فى صحيفة «لو آنجلوس تايمز» مقاله عن الفيلم حيث وصف الفيلم بأنه «تحفة» خاصة أن الفيلم حمل فنون الدفاع عن النفس ووحشية البالية من النمر والتنين الخفى، وأشار أيضا إلى الإنجازات التكنولوجية وأكد أن كل هذا يجعل الفيلم كفيلا بأن يحصل على جوائز الأوسكار، ومن خلال الصحيفة نفسها تحدث جيمس كاميرون: «حياة باى» كسر نموذج ال«3D» من شدة الخيال والإبداع الخارق الذى يحمله الفيلم، ووصف الفيلم بأنه مدهش بصريا وبه ابتكار غير عادى حيث يأخذ المشاهد فى رحلة، أما الصحفى الفرنسى «Marjolaine» فقال عن فيلم «حياة باى» إنه حكاية فلسفية تذكره ب«سفينة نوح» ووصف الفيلم بأنه تحفة بصرية من المخرج آنج لى وأنه يعتبر بمثابة الشعر المرئى، حظى باى باهتمام الرئيس الأمريكى باراك أوباما حيث علق عليه فى مقابلة بأنه معجب بالفيلم ومشاهدته كانت جيدة خاصة أنه كان قد قرأ رواية الفيلم من قبل، ووصف الفيلم بأنه يحتوى إنذارات فنية مختفية مما يجعل المشاهد أكثر تفاعلا مع الفيلم. رواية «البؤساء» للأديب العالمى «فيكتور هوجو» والتى سبق أن تناولها العديد من الأفلام عبر تاريخ السينما، يقدمها مرة أخرى المخرج توم هوبر ولكن ما يميز هذه النسخة الجديدة كونها موسيقية، وقد ترشحت ل 8 جوائز أوسكار على رأسها جائزة أفضل فيلم، بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثل للنجم «هيو جاكمان» وجائزة أفضل ممثلة فى دور مساعد للنجمة «آن هاثاواى». الفيلم عرض لأول مرة فى لندن فى 9 ديسمبر 2012 بسينما «الإمباير»، ثم عرض فى الولاياتالمتحدة فى 25 ديسمبر 2012، وعرض فى المملكة المتحدة فى 11 يناير 2013، استقبل الفيلم بإعجاب شديد من النقاد، حيث مدح أداء كل من هيو جاكمان وآن هاثاواى، ووصلت ميزانية «البؤساء» إلى 61 مليون دولار، وإيراداته تجاوزت 235 مليون دولار. وحصل الفيلم على ثلاث جوائز من «جولدن جلوب» من أصل أربع، عن أفضل فيلم موسيقى أو كوميدى وجائزة أفضل ممثل فى فيلم موسيقى أو كوميدى لهيو جاكمان وجائزة أفضل ممثلة فى فيلم موسيقى أو كوميدى لآن هاثاواى، وهو مرشح أيضا لتسع جوائز «BAFTA» من ضمنها أفضل فيلم وأفضل فيلم بريطانى وأفضل ممثل فى دور رئيسى لهيو جاكمان وجائزة أفضل ممثلة فى دور مساعد لآن هاثاواى، كما أنه أيضا مرشح لثمانى جوائز «أوسكار» من ضمنها جائزة أفضل ممثل فى دور رئيسى لهيو جاكمان وجائزة أفضل ممثلة فى دور مساعد لآن هاثاواى. أما «Silver Lining Playbook» فحظى ب7 ترشيحات للأوسكار بالإضافة إلى الترشيح كأفضل فيلم خلال هذا العام، منها ترشيح ل«ديفيد أو راسل» لجائزتى أفضل إخراج وسيناريو عن عمل سابق، بالإضافة إلى أبطال الفيلم «برادلى كوبر» و«جنيفر لورنس» عن أفضل ممثل وممثلة، وترشيحان أحدهما للنجم «روبرت دى نيرو» لجائزة أفضل ممثل مساعد، والنجمة «جاكى ويفر» لجائزة أفضل ممثلة مساعدة، وتدور أحداث الفيلم حول «بات» الذى يخرج من مصحة عقلية ليواجه حياته الجديدة لكنه يقابل «تيفانى» التى تؤثر فى مجرى حياته تماما. «سيلفر لينينجس بلايبوك» عرض لأول مرة فى 8 سبتمبر 2012 من خلال مهرجان «تورونتو» السينمائى الدولى، ثم عرض فى 16 نوفمبر 2012 فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، الفيلم مقتبس من رواية تحمل نفس الإسم للكاتب ماثيو سريعة، و الفيلم مرشح لثمانى جوائز أوسكار من بينها أفضل ممثل أفضل ممثلة وأفضل صورة وأفضل ممثل مساعد وأفضل ممثلة مساعدة وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل فيلم تحرير وأفضل مخرج. وحصل الفيلم على عدة جوائز أخرى مثل جائزة «معهد الفيلم الأمريكى» وحصل منه على جائزتى أفضل فيلم وأفضل إخراج، وأيضا حصل على جائزة أفضل سيناريو مقتبس من مهرجان «أوستن السينمائى»، وعلى نفس الجائزة أيضا من مهرجان «المعهد البريطانى السينمائى»، وحصل أيضا على جائزة أفضل ممثل كوميدى وأفضل ممثلة كوميدية من «جمعية بيت نقاد السينما»، وحصل على جائزة أفضل ممثل كوميدى من مهرجان «جولدن غلوب». وفى فيلم «Argo» يقوم بن أفليك ببطولة وإخراج الفيلم الذى حظى بالترشح لسبع جوائز منها أفضل ممثل لبن أفليك، وتدور أحداثه حول مهمة استخلاص سياسيين أمريكيين من الثورة الإيرانية عام 1980، وهو مرشح بقوة لنيل لقب أفضل فيلم خلال هذا العام، بالإضافة إلى أفضل سيناريو ل«كريس تيريو» وأفضل ممثل مساعد لشآلان أركين، وتم عرض الفيلم فى أمريكا فى 12 أكتوبر وحظى بنجاح كبير على الصعيدين النقدى والتجارى، وحصد جائزتى «جولدن جلوب»، عن أفضل فيلم درامى وأفضل مخرج لبن أفليك كما ترشح لثلاث جوائز أخرى، وترشح لسبع جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فليم وأفضل موسيقى لألكسندر ديسبلا، وتكلفت ميزانية الفيلم 44 مليون دولار، وحقق إيرادات اقتربت من 200 مليون دولار . ويعتبر فيلم «AMOUR» استثناء هذا العام، لأنه مرشح للحصول على 5 جوائز منها جائزة أفضل فيلم أجنبى «غير أمريكى»، بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم تم إنتاجه هذا العام، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا لا يحدث مع أى عمل سينمائى أجنبى، وهو فيلم نمساوى ناطق بالفرنسية للمخرج النمساوى الكبير مايكل هانكة المرشح لجائزتى أفضل إخراج وأفضل سيناريو عن هذا العمل، والذى يعد تتويجا لمشواره السينمائى العظيم، وتدور أحداثه حول قصة حب بين زوجين وصلا إلى الثمانين من عمريهما، ولكن الزوجة تتعرض لمرض شديد يفرض على زوجها الاعتناء بها دائما، لتصبح لدينا حالة حب إنسانية من المقام الأول. ويأتى بآخر المنافسة فيلم كاثرين بيجيلو «Zero Dark Thirty» أو نصف ساعة بعد منتصف الليل ب5 ترشيحات ليس لها أى نصيب فيها، وهو فيلم مثير للجدل يحكى عن العملية التى تم من خلالها تتبع «أسامة بن لادن» وقتله، منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وحتى 2011، ليحصل صاحب السيناريو «مارك بول» على ترشيح للأوسكار، بالإضافة إلى بطلة الفيلم «جيسيكا تشازتين» وجائزة أفضل فيلم وجائزتين أخرين. وحاز الفيلم على إشادة كبيرة من النقاد ،وحصل على 4 ترشيحات لجوائز «جولدن جلوب» من ضمنها أفضل فيلم درامى وأفضل مخرجة وأفضل ممثلة لجيسكا جاستاين، من ناحية أخرى تعرض الفيلم لانتقادات واسعة لاحتوائه على مشاهد تعذيب مزعومة ومعلومات غير صحيحة، وتكلفت ميزانية الفيلم 40 مليون دولار أمريكى. أما «Django Unchained» أو جانغو متحرر فقد حاز على إشادة عالمية من النقاد ورشح لخمس جوائز «أوسكار» من ضمنها أفضل فيلم وأفضل ممثل مساعد لكريستوف والتز وأفضل سيناريو أصلى لكوينتن تارانتينو، كما حصل الفيلم على جوائز «جولدن جلوب» وربح والتز جائزة كأفضل ممثل مساعد، وربح تارانتينو جائزة أفضل سيناريو، وتدور أحداثه فى الجنوب العميق فى حقبة ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية، ويتبع الفيلم أحد العبيد المحررين «فوكس» الذى يرتحل عبر أمريكا مع صائد جوائز و«التز» فى مهمة لينقذ زوجته «واشنطن» من إقطاعى وحشى ذى شخصية كاريزمية دى كابريو، قام بكتابته وإخراجه كوينتن تارانتينو، وبطولة جيمى فوكس وكريستوف والتز وليوناردو دى كابريو وصامويل جاكسون، وصدر الفيلم فى 25 ديسمبر 2012 فى أمريكا الشمالية، وميزانية الفيلم بلغت 100 مليون دولار، وحقق إيرادات تجاوزت 365 مليون دولار. وقد يعترض طريق هذا الفيلم فى الوصول إلى الأوسكار المشاهد الدموية العديدة التى يحتويها، والتى قد تصبح غير مستحبة من لجنة التحكيم وذلك بعد الحادث الدموى الأخير الذى وقع فى إحدى المدارس الأمريكية وبات من المطلوب إبعاد مثل هذه المشاهد عن الأعمال السينمائية.