لا شك أن النادي الإسماعيلي هو دائما صاحب الكرة الجميلة في مصر متفوقا على الأهلي والزمالك، وبالرغم من ابتعاد الدراويش عن منصات التتويج لفترة طويلة جدا لعدة أسباب أبرزها الأزمات المالية الطاحنة التي دائما ما تقف في طريق الإسماعيلي لتحقيق البطولات، بجانب هجرة أبنائه كل عام لأندية أخرى، إلا أن قلب الدراويش ما زال ينبض من خلال مدارس الكرة المميزة التي أنتجت أجيالا وأجيالا لفريق السمسمية .ويعتبر تغير مجالس إدارات النادي في فترات قصيرة وكذلك المديرين الفنيين، ونقص الموارد المالية التي تدخل خزينته، وعدم وجود رعاة حقيقين للنادي الساحلي ، كلها أزمات تعوق نجوم الدراويش عن الوصول لحلمهم بتحقيق بطولة بعد أن غابت الكؤوس عن دولاب الإسماعيلي لمدة 13 عاما، حيث كان لقب بطولة الدوري الممتاز عام 2002 هو آخر الألقاب التي تزينت باللون الأصفر لون قميص الفريق . وبالنظر إلى تشكيلة الإسماعيلي التي بدأ بها الجهاز الفني للفريق بقيادة صبري المنياوي منافسات الموسم الجاري، سنجد أن الفريق يفتقد لجهود 11 لاعبا كانوا ضمن تشكيل الدراويش الأساسي خلال الموسم الماضي . ورحل عن الإسماعيلي خلال فترتي الانتقالات الصيفية في يوليو 2012، والشتوية في يناير 2013، عدد كبير من أبرز نجومه، حيث وصل عددهم إلى 11 لاعبا يمثلون القوام الأساسي للفريق، وهم (محمد فتحي ، أحمد صديق ، إبراهيم يحيى ، المعتصم سالم ، أحمد حجازي ، أحمد سمير فرج ، عبد الله الشحات ، حسني عبد ربه ، محمد محسن أبو جريشة ، محمد تراوري ، جون أويري) . وفضل محمد فتحي حارس مرمى الإسماعيلي، الانضمام لصفوف فريق تليفونات بني سويف ليضمن فرصة اللعب بشكل دائم، حيث كان يتناوب مع محمد صبحي حراسة عرين الدراويش .. في حين قرر أحمد صديق ظهير أيمن الإسماعيلي، الرحيل عن الفريق والعودة مرة أخرى لفريقه القديم الأهلي بعد أن طلب مدرب الفريق الأحمر السابق البرتغالي مانويل جوزيه التعاقد معه . أما الثنائي إبراهيم يحيى وعبد الله الشحات، مدافع وخط وسط الإسماعيلي، فانتقلا لصفوف إنبي هربا من الأزمة المالية التي يعاني منها النادي .. في الوقت الذي انضم فيه المعتصم سالم مدافع الإسماعيلي، لصفوف سموحة بعد أن عرض عليه مسئولو النادي السكندري مقابلا ماديا أكبر بكثير من الذي يتحصل عليه في الإسماعيلي، بالإضافة إلى رغبة اللاعب في خوض تجربة جديدة خارج الدراويش . وتألق أحمد حجازي مدافع الإسماعيلي، في صفوف المنتخبات الوطنية المختلفة (شباب وأولمبي وأول) ، حيث كان أبرز عناصر الفريق المشارك بكأس العالم للشباب عام 2011 بكولومبيا، وكذلك دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012)، ليصبح اللاعب محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية، قبل أن ينضم رسميا لفيورنتينا الإيطالي . وقرر أحمد سمير فرج ظهير أيسر الإسماعيلي، الخروج مرة أخرى للقارة الأوروبية عن طريق بوابة فريق ليرس البلجيكي الذي يملكه رجل الأعمال المصري ماجد سامي، حيث سبق لفرج اللعب في سوشو الفرنسي . أما عن حسني عبد ربه لاعب خط وسط الإسماعيلي، ففضل الانضمام لصفوف النصر السعودي بعد عجز إدارة الدراويش عن دفع راتبه الكبير والذي يصل إلى خمسة ملايين جنيه في الموسم الواحد، ليكرر اللاعب تجاربه الخليجية بعد اللعب مع أندية أهلي دبي الإماراتي، واتحاد جدة السعودي ، وانتقل محمد محسن أبو جريشة مهاجم الإسماعيلي، إلى تليفونات بني سويق بعد تجاهل إدارة الدراويش تجديد تعاقده مع النادي . وقرر محمد تراوري مهاجم الإسماعيلي صاحب الجنسية المالية، الرحيل عن الفريق والانضمام للنصر الليبي بسبب توقف بطولة الدوري فترة كبيرة في أعقاب مجزرة بورسعيد ، في الوقت الذي هرب فيه النيجيري جون أويري مهاجم الإسماعيلي، من الفريق دون علم ناديه، بسبب أزمة أيضا في مستحقاته المالية . وبالرغم من رحيل فريق كامل عن نادي المدينة الساحلية، إلا أنه مازال قادرا على التواجد وسط الكبار بل ومنافستهم، حيث تعودت جماهير النادي على رحيل نجوم فريقها كل عام .. إذ تمكن الإسماعيلي من الفوز في أول لقائين له بالدوري الحالي رغم كل الصعاب التي تواجهه، حيث تغلب على طلائع الجيش بهدف نظيف، وعلى الاتحاد السكندري بنفس النتيجة. ولكن الإسماعيلي قد يواجه المصير نفسه في نهاية الموسم الجاري لتواجد عدد كبير من لاعبي الفريق ممن تنتهي عقودهم في يونيه المقبل وأهمهم أحمد خيري وعمر جمال ومحمد حمص.. فهل يستمر مسلسل رحيل نجوم الدراويش كل عام ؟!.. وهل سيسطيع النادي الصمود أمام كل هذه الأزمات ؟ .