ذكرت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد أن قوافل الصحراء من تجارة الكوكايين تساعد في تمول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشمال افريقيا. ولفتت الصحيفة البريطانية -في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن ال37 عاملا أجنبيا الذين لقوا حتفهم في الهجوم على مصنع الغاز الجزائري كانوا ضحايا للإرهابيين الذين يدفع ثمن أسلحتهم من قبل مستهلكو الكوكايين من بريطانيا وأوروبا. ورأت الصحيفة أن المسلحين يستفيدون من تجارة الكوكايين عبر الصحراء والتي جعلت من جماعات كتنظيم القاعدة قوة في المنطقة.. لافتة إلى أن هذه التجارة تشهد توسعا هائلا منذ أن بدأت قبل خمس سنوات من عصابات أمريكا الجنوبية التي توجه منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية عبر أفريقيا. وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات المتشددة الأخرى المتحالفة معه تجنى ملايين الدولارات سنويا بتأمين الحماية الأمنية لقوافل مهربي المخدرات عبر الصحراء، مشيرة إلى أن هذه الجماعات تتقاضي نحو ألفي دولار عن كل كيلوجرام واحد من المخدرات وقد بات التنظيم يملك خبرة واسعة في تهريب هذه المادة. ونوهت الصحيفة إلى أن ملايين الدولارات التي يجنيها تنظيم القاعدة من تجارة المخدرات في المناطق الفقيرة في القارة السمراء لها تأثير كارثي؛ لاسيما من خلال مساعدتها على تمويل الفصائل الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة الموجود في شمال مالي وأخرى كانت مسئولة عن الهجوم على مصنع الغاز الجزائري عين أميناس في وقت سابق من هذا الشهر. ورصدت الصحيفة بعض هذا التأثير في دول مثل غنيا بيساو حيث تصل أموال العصابات إلى العديد من أفراد الشرطة والسياسيين والجنود، الأمر الذي حول البلاد إلى كونها أول "دولة مخدرات" في افريقيا، لافتة إلى أن البعض القى باللوم على حروب عائدات تجارة المخدرات في حدوث الإنقلاب العسكري في أبريل المنصرم.