اهتمت الصحف الكويتية الصادرة اليوم بتطورات الأوضاع فى مصر، وتناولت بالتعليق فى صدر صفحاتها الأولى ردود أفعال الحكم الذى صدر أمس بإحالة أوراق 21 متهما فى قضية "مذبحة بورسعيد" إلى فضيلة المفتى الديار المصرية لاستطلاع الرأي الشرعي لإعدامهم. وقالت صحيفة "الجريدة" الكويتية "إن القوات المسلحة المصرية سيطرت على أبرز المنشآت الحكومية والعامة في مدينة بورسعيد، ومنها سجن بورسعيد العمومي ومبنى "هيئة قناة السويس" وديوان عام المحافظة ، بعدما شهدت المدينة حرب شوارع بين عناصر الأمن وأعداد كبيرة من أهالي المدينة، أسفرت عن سقوط 26 قتيلا و250 مصابا ، على خلفية حكم محكمة جنايات بورسعيد بإعدام 21 متهما في قضية "مذبحة الاستاد" التي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي العام الماضي. واشارت الى تصعيد جبهة "الإنقاذ الوطني" المعارضة لهجتها، وتحميلها الرئيس محمد مرسي المسئولية عن العنف الذي شهدته البلاد، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق محايدة لمحاسبة المتورطين، وتشكيل لجنة قانونية محايدة لتعديل الدستور، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وإزالة آثار الإعلان الدستوري وإقالة النائب العام الحالي، وأكدت أنه في حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب ، فإنها ستدعو إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل لإسقاط الدستور والشروع في تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة ، مشيرة إلى أنها لن تخوض الانتخابات البرلمانية المقررة إلا في إطار الحل الشامل. من جانبها، قالت صحيفة "السياسة": إن مدينة بورسعيد غرقت في بحور من الدم والفوضى والحرائق ، اسفرت عن سقوط العشرات من أبنائها قتلى جراء اشتباكات دامية ، بعد إصدار أحكام بالإعدام على 21 متهما بالتورط في قتل 74 شخصا من مشجعي النادي "الأهلي" لكرة القدم ، ما زاد من تعقيد المشهد السياسي القاتم الذي يواجهه الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين" التي تواجه ثورة عارمة لرفع سيطرتها عن مصر، وتناولت تحذير مجلس الدفاع الوطني بعد اجتماع برئاسة مرسي من احتمال فرض حظر التجول أو اعلان حالة الطوارىء في بعض مناطق البلاد التي تشهد اضطرابات. وذكرت صحيفة "الانباء" أن الجيش المصري انتشر في بورسعيد للسيطرة على الموقف فيها، كما انتشرت البوارج الحربية في مناطق متفرقة من المجرى الملاحي لقناة السويس تحسبا لوقوع اي أعمال تخريبية ، وسط دوى لأصوات الرصاص في جميع أنحاء محافظة بورسعيد وخاصة أمام السجن وأقسام شرطة الشرق والعرب والمناخ ، كما هاجم بعض المحتجين مبنى السجن برشاشات ثقيلة مثبتة على شاحنات صغيرة بينما اعتلت الشرطة أسطح المنازل المجاورة لمبنى السجن وكانت ترد على المحتجين بإطلاق النار والغازات المسيلة للدموع ، وحاول المحتجون الغاضبون اقتحام مبنى إدارة قناة السويس في بورسعيد إلا ان الشرطة تصدت لهم قبل وصول الجيش الذي طوق المبنى تماما وتولى تأمينه. من جهتها، قالت صحيفة "الرأي" الكويتية إنه وبينما كانت الفرحة في القاهرة والمحافظات الأخرى، كانت هناك حرب شوارع في بورسعيد ، خلفت عشرات القتلى والمصابين مشيرة إلى أن قوات من الجيش المصري تحركت في غالبية شوارع بورسعيد ، لضبط الحالة الأمنية، وقامت وحدات من الجيش الثاني الميداني بالتحرك في اتجاه بورسعيد لتأمين المنشآت الحيوية المهمة ، في إطار توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بتأمين المنشآت العامة والخاصة من أجل المحافظة على أمن المواطن، والمحافظة على الممتلكات الخاصة، كما قرر رئيس هيئة السكك الحديدية وقف حركة القطارات إلى محطة سكة حديد بورسعيد ، على أن يتم تحويل القطارات المتوجهة من القاهرة في اتجاه بورسعيد من محطة القنطرة غرب من دون أن تكمل رحلتها إلى بورسعيد. بدورها، أكدت صحيفة "القبس" أن ردود أفعال متعاكسة خلفها حكم محكمة جنايات بورسعيد أمس بإعدام 21 من المتهمين بمذبحة الاستاد العام الماضي ، أثناء إقامة مباراة بين ناديي الأهلي القاهري والمصري البورسعيدي، واشارت الى أن موجة من الفرح سادت لدى أعضاء رابطة مشجعي الأهلي (ألتراس أهلاوي) وأيضا أهالي القتلى ، فيما عم الغضب أهالي المحكومين وأيضا مشجعي ألتراس بورسعيد، وقتل 24 شخصً وأصيب المئات في بورسعيد، حين هاجم متظاهرون محتجون مبنى السجن برشاشات ثقيلة مثبتة على شاحنات ، بينما اعتلت الشرطة أسطح المنازل المجاورة، وردت بإطلاق النار والغازات المسيلة للدموع. وقالت: إن الآلاف من أهالي محافظة بورسعيد احتشدوا منذ الصباح في شوارع المدينة وعلى المقاهي انتظارا للنطق بالحكم ؛ وفور انتهاء القاضي من تلاوة نص القرار اندفع الآلاف تجاه المنشآت الحكومية وخاصة الأمنية لمحاولة اقتحامها وحرقها، حيث نال سجن بورسعيد النصيب الأكبر من الهجوم لمحاولة إخراج المتهمين من السجن وتهريبهم، وتم قطع جميع الطرق المؤدية من مختلف المحافظات إلى بورسعيد وحرق الإطارات وأغلقت جميع المحال أبوابها بعد تعرض عدد منها للتحطيم والحرق. وأغلقت منطقة الاستثمار التي تضم عشرات المصانع وفشل أكثر من 30 ألف عامل من الدخول . وقالت صحيفة "الوطن" مدينة بورسعيد التي وصفتها بانها كانت ملهمة النضال والمقاومة للغزو الثلاثي الإسرائيلي- والانجلو- فرنسي عام 1956 وفي حرب أكتوبر 1973 والتي كانت تتغنى بها الشعوب العربية بأنها "قبلة الشعب العتيد" ، وكيف أصبحت بفعل كرة قدم مسرحا للقتل والفوضى وإطلاق الرصاص على جيش مصر وأقسام الشرطة وتدمير المنشآت العامة والاعتداء على مبنى إدارة قناة السويس التي كان تأميمها رمزا وطنيا لاستقلال وسيادة مصر. وأضافت أن 30 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 312 شخصا في اشتباكات عنيفة دارت في بورسعيد بعد إصدار المحكمة الجنائية المصرية أحكاما بإعدام 21 شخصا متهمين بالتورط في قتل 74 شخصا العام الماضي في استاد المدينة معظمهم من مشجعي فريق الأهلي لكرة القدم، وقرر الجيش المصري الانتشار في المدينة للسيطرة على الموقف كما تم نشر بوارج حربية في مناطق متفرقة من المجرى الملاحي لقناة السويس تحسبا لوقوع أعمال تخريبية في المؤسسات العامة .