جاء إعلان نادي بايرن ميونيخ عميد الأندية الألمانية وأحد أعرق وأنجح الأندية في العالم تعاقده مع المدرب الإسباني بيب جوارديولا، ليفجر العديد من المشاعر المتناقضة بين عشاق العملاق البافاري بين الدهشة والسعادة، كما أثار العديد من التساؤلات بين خبراء الساحرة المستديرة حول الأسباب التى دفعت إدارة النادي الألماني الأشهر للتعاقد مع نجم التدريب الأسباني أحد أنجح مدربي العالم. ففي الوقت الذي استقبلت فيه الصحافة الألمانية خبر التعاقد مع جوارديولا بحفاوة بالغة، وكان من أبرز عناوينها "ليونيل ميسي التدريب يوقع لبايرن ميونيخ"، جاء رد فعل المشجعين البافاريين على نفس القدر من الحفاوة والحماس. وفي الوقت نفسه، أثار هذا التعاقد الكثير من الأسئلة حول أسبابه وتوقيت الإعلان عنه، حيث إن البايرن حاليا تحت قيادة يوب هاينكس يتصدر الدوري الألماني برصيد 45 نقطة بفارق تسع نقاط عن أقرب منافسيه بايرن ليفركوزن وفارق 12 نقطة عن حامل اللقب بروسيا دورتموند. كما يواصل النادي البافاري طريقه في كأس ألمانيا بنجاح، فعلى المستوى الأوروبي نجح البافاريون في تصدر مجموعتهم برصيد 13 نقطة متفوقين على فالينسيا الإسباني الذي جاء ثانيا بفارق الأهداف في مجموعة ضمت أيضا باتي بوريسف البيلاروسي وليل الفرنسي. ومن خلال القراءة السابقة، يمكن القول إن بايرن ميونخ حين تعاقد مع جوارديولا لم يكن هدفه استعادة الهيمنة المحلية بعد عامين عجاف لم يحصد منهما شيئا، وكان آخرهما كارثيا، حيث خسر بطولة البوندزليجا أمام غريمه بروسيا دورتموند الذي حقق أيضا بطولة الكأس على حساب النادي البافاري بنتيجة 5 / 2، والنادي صاحب الرقم القياسي في عدد الفوز بالبطولة المحلية بواقع 22 بطولة دوري و15 بطولة كأس في طريقه بالفعل لاستعادة بطولته المفضلة، وإذا سارت الأمور بصورة طبيعية فيمكنه حسم اللقب قبل نهاية الموسم بأسابيع. وفي الحقيقة، فإن الدافع الرئيسي عند بايرن ميونيخ هو استعادة العرش الأوروبي الغائب منذ عام 2001 حين حقق اللقب للمرة الرابعة في تاريخه. وعلى الجانب الآخر، يثار تساؤل حول الأسباب الحقيقية التي دفعت جوارديولا لقبول العرض البافاري وعن إمكانية تحقيقه نفس النجاح الذي حققه مع برشلونة، حيث يقول الخبثاء إن جوارديولا في نجاحاته مع برشلونة كان عاملا مساعدا لم يكن السبب الرئيسي للنجاح، ففي ظل كتيبة النجوم تشافي وإنيستا وبيكيه وفيا وعلى رأسهم نجم النجوم ميسي فإن جوارديولا لم يجد عبئا كبيرا في حصد البطولات. وفي الوقت نفسه، قرر جوارديولا في الوقت المناسب ترك العملاق الكتالوني بعد أن حقق معه 14 لقبا في رقم قياسي غير مسبوق، بالإضافة إلى وجود جوزيه مورينيو على رأس الإدارة الفنية للنادي الملكي ريال مدريد، ونجاحه في استعادة لقب الدوري للمارينجي بعد غياب 3 سنوات وشعور جوارديولا أن الدفة بدأت تتحول نسبيا لصالح المدريديين. ويرى البعض أن جوارديولا بقبوله تولي المسئولية في البايرن، ذهب إلى مدرسة معروفة بالانضباط ونادي معتاد على البطولات، وبالتالي لن يجد صعوبة فى ظل وجود لاعبين مثل ريبيري وروبين وجونزاليز ومولر وشفانيشتايجر وفيليب لام وغيرهم في حصد البطولات المحلية والإقليمية. ويبقى التحدي الأكبر أمام جوارديولا هو العرش الأوروبي، فهل ينجح "ميسى المدربين" في استعادة البطولة الأوروبية للبايرن وهل يمكنه ان يتكيف مع أسلوب اللعب الألماني الذي يختلف كلية مع أسلوب تناقل الكرة واستحواذها لأطول فترة ممكنة والمعروف في كتالونيا باسم "التيكى تاكا" أم أنه سيسعى لتغيير عقيدة الأداء البافاري. وفى النهاية.. هل كان الإعلان المبكر عن التعاقد مع جوارديولا فى صالح النادى والفريق هذه كلها أسئلة يتعين الانتظار كي نتمكن من الإجابة عليها فى ظل هذه التجربة الأولى التي يخوضها مدرب إسباني مع العملاق الألماني.