أكد المركز الدولي للحوار أن زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لمصر خطوة جيدة على طريق إعادة العلاقات بين البلدين الكبيرين والهامين في المنطقة ، كما أن التقارب بين البلدين من شأنه أن يعيد الاستقرار للمنطقة بأكملها ، حيث أن إنهاء المخاوف المتبادلة بين دول الخليج الممثلة للسنة ، والهلال الشيعي المتمثل في إيران وسوريا وحزب الله اللبناني يقود المنطقة للاستقرار النسبي الذي تفتقده شعوب المنطقة منذ سنوات ليست بالقليلة. ودعا المركز كل من الجانبين المصري والإيراني إلى سرعة إعادة العلاقات بين البلدين مع ضمان عدم المساس بسيادة دول الخليج ، التي تتخوف من ذلك التقارب ، والتي تربطها علاقات تاريخية أصيلة مع مصر ، وتعد كنز استراتيجي للجانب المصري وفي مقدمتها السعودية والإمارات والكويت. ورأى المركز الدولي للحوار في بيانه اليوم في التقارب المصري – الإيراني عدة فوائد تعود على المنطقة بخلاف الفوائد العائدة على البلدين بشكل مباشر منها: المساهمة بشكل كبير في حل الأزمة السورية التي تعتبر إيران محرك مهم وأساسي فيها ، وهي قادرة على إقناع النظام السوري بسبل وأطروحات حل الأزمة ، فضلا عن وضع الأزمة القائمة بين الإمارات العربية وبين إيران حول جزر طنب الكبرى ، طنب الصغرى و أبو موسى المتنازع عليها على أجندة تفاهمات البلدين . وأضاف البيان : إنهاء الحرب الافتراضية بين ما أصطلح على تسميته ب "الهلال الشيعي" وبين دول الخليج "السنة"، حيث أن مصر واحدة من كبريات الدول الإسلامية التي تقطنها أغلبية سنية. وأعتبر المركز ، الحوار القائم بين مصر وإيران من أهم الفعاليات الحوارية التي ترسخ مفهوم " 2013 عام الحوار" التي دعا لها المركز مع بداية العام الحالي. ومن جانبه استنكر فرحات جنيدي ، مدير المركز ما يردده البعض من أن التقارب بين مصر وإيران يمثل تهديد لأمن دول الخليج ، وكذلك بمثابة إعلان العداء لأمريكا وإسرائيل حليفها الاستراتيجي في المنطقة ، حيث أن ذلك التقارب وإن كان يفيد الدولتين بشكل مباشر فإنه لا يمثل تهديد أو عداء لأي دولة أخرى ، خاصة مع تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي التي أكد فيها أن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر. وقال جنيدي إن مصر تمر حاليا بمرحلة فاصلة في تاريخها وتاريخ المنطقة العربية ، حيث أنها لو تمكنت من إتمام التقارب مع إيران ، ومن ثم عمل تقارب بين إيران ودول الخليج ، فإنها ستحقق ما لم يتحقق عبر عشرات السنين ، وتنهي أزمة عدم الثقة بين دول المنطقة ، وهو ما يؤدي للاستقرار الذي تنشده شعوبها.