أكدت دار الافتاء على جواز تهنئة غير المسلمين في عيدهم بألفاظ لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية، ولفتت إلى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يقبل الهدايا من غير المسلمين؛ كما ثبت في صحيح السنة أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قَبِل هدية المقوقس عظيم القبط بمصر. وورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "أهدي كسرى لرسول الله، صلى الله عليه وسلم فقبل منه، وأهدى له قيصر فقبل، وأهدت له الملوك فقبل منها"، "أخرجه أحمد في المسند والترمذي في سننه، جاء ذلك فى رد الافتاء على سؤال ما حكم تهنئة غير المسلمين وتعزيتهم وعيادة مرضاهم؟. وأوضحت دار الافتاء أن علماء الإسلام فهموا من هذه الأحاديث، أن قبول هدية غير المسلم ليست فقط مستحبة لأنها من باب الإحسان؛ وإنما لأنها سُنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال السرخسي إن الإهداء إلى الغير من مكارم الأخلاق؛ وقال صلى الله عليه وسلم: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وفي القرآن الكريم قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، وقوله فى موضع آخر: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}، وبالتالي الإسلام يحث على البر والقسط بغير المسلمين ممن لم يقاتلوننا في الدين، وكذلك مطالب المسلم بالإحسان لجميع الخلق، وأن يقول للناس الحسن من القول، فالوصل، والإهداء، والعيادة، والتهنئة لغير المسلم من باب الإحسان. واختتمت الفتوى بقولها إن آراء علماء الإسلام ترى أنه من الإحسان أن يصل المسلم غير المسل، على كل حال من عيادة، وتعزية، وتهنئة، وإهداء، وقبول الهداية، وضيافة، وهذا يعد أحد أشكال الدعوة إلى دين الله بحسن الأخلاق، وبمكارم الخصال.