أكد وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود أن مصر بعد ثورة 25 يناير ازداد حرصها على تقديم كل الخبرات الفنية وتدريب الكوادر البشرية في أجهزة الإعلام الأفريقي عبر مشروع تدريب الإعلاميين الأفارقة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال حفل ختام الدورة ال40 لشباب الصحفيين الأفارقة التي تنظمها وزارة الإعلام مع اتحاد الصحفيين الأفارقة. ونقل وزير الإعلام تحيات الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية إلى شباب الصحفيين متمنيا بأن تكون الدورات التدريبية التي عقدت بمعهد الإعلاميين الأفارقة قد أسفرت عن نتائج إيجابية وملموسة تدفع بالعمل الإعلامي الأفريقي نحو الرقي والتقدم لكي يصبح أداة فاعلة ومؤثرة تسهم في نهضة شعوبنا الأفريقية وفي دعم جسور الحوار بين قارتنا الأفريقية وبين جميع دول العالم وشعوبه. وأعرب عن أمله في أن يصبح الإعلام الأفريقي جزءا لايتجزأ من منظومة التنمية الشاملة في قارتنا، الأمر الذي يفرض أهمية بالغة على استمرار تدريب الكوادر الإعلامية والصحفية ويؤكد دور مصر تجاه أشقائها. ووجه الشكر لوزارة الخارجية واتحاد الإذاعة والتليفزيون واتحاد الصحفيين الأفارقة للدعم الذي يقدمونه لمعهد الإعلاميين الأفارقة بوزارة الإعلام. وقال "إن الظروف التي تمر بها القارة الأفريقية، تجعلنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى في أمس الحاجة لصياغة خطاب إعلامي أفريقي جديد، يستهدف الوصول إلى كل ربوع العالم. وأضاف "إذا كنا نرغب في ألا تتوقف طموحاتنا عند الرقي بخطابنا الإعلامي وتطوير الآليات فحسب، فإنه يجب أن نسعى أيضا إلى تطوير وسائل الإعلام والاتصال لكي يمكننا النهوض بالإعلام الأفريقي ومسايرة الأوضاع والمتغيرات التي تحدث على الساحة الدولية. وأوضح صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام أنه يتعين على الإعلام الأفريقي أن يكون أداة تعبير حر وصادق لشعوبنا الأفريقية، وفي نفس الوقت ينفتح على العالم بمختلف ثقافاته وحضاراته في إطار الحوار المتكافىء الذي يحفظ لنا خصوصيتنا ويدافع عن توجهاتنا الثقافية والحضارية الراسخة. وطالب بضرورة أن يراعي الإعلام الموضوعية والانحياز للحق دون أن تطغى العاطفة، مع الالتزام بالمصداقية والحياد والإيجابية والمبادىء الأخلاقية والتغطية المتوازنة للأحداث وإظهار الحقائق بوضوح دون أي تعتيم لها. وأكد أن الربيع العربي شكل نقطة تحول فيما يتعلق بحرية التعبير والصحافة .. موضحا أن حرية التعبير هى أحد أكثر حقوق الإنسان التي لا تقدر بثمن ومصدرا للتحول الاجتماعي. وأوضح أن تعميم استخدام وسائل الإعلام الجديد وشبكات التواصل الإجتماعية فرصة ثمينة لمعالجة المطالب التي أثارتها شعوب الربيع العربي فقد ارتفعت الأصوات للمطالبة بالتغير بغض النظر عن المخاطر والأخطار وقد نجحت. وأشار إلى أن الاحتفال اليوم بالصحفيين الأفارقة يشكل فرصة لندين الهجمات والمعاملة غير المقبولة التي يتعرض لها الصحفيون في سائر أنحاء العالم. ودعا الوزير المشاركين إلى الوقوف دقيقة حدادا تحية لأولئك الذين فقدوا حياتهم لكسر جدار الصمت ولإعلام مواطنيهم بحقيقة الأمور، مدفوعين بالرغبة في رؤية مجتمعاتهم تتطور إلى الأفضل. وأكد صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام أن استمرار هذه الدورات بلا انقطاع منذ ما يزيد على 35 عاما . هى دلالة قوية على مدى عمق ومتانة علاقات مصر بقارتها الأفريقية . وعلى أن الإعلام والاتصالات يمثلان حجر الزاوية في تقوية وبناء أسس التعاون والتنمية بين الشعوب حيث بلغ عدد المتدربين من إذاعيين وصحفيين 3400 دارس.وفي ختام كلمته، أعرب عن أمله في أن تكون هذه الدورة لبنة قوية في بناء وتقوية أواصر التعاون والمحبة والسلام بين كافة الإعلاميين الأفارقة بصفة عامة، وبين الإعلاميين المصريين وزملائهم من دول القارة بصفة خاصة، وبما يسهم في إثراء الإعلام الأفريقي ويدعم جهود أبنائه في التنمية والبناء. ومن جانبه، أكد محفوظ الأنصاري رئيس اتحاد الصحفيين الأفارقة أهمية التواصل بين الصحفيين المتدربين والاتحاد لنشر العلم والمعرفة والمعلومة والتأكيد على النظرة المستقبلية لقارة تستمد قوتها من ثرواتها الطبيعية والبشرية. وأشار إلى إسهامات وزارة الإعلام التي لم تتوقف عن الدورات فقط لكن يمتد نطاقها إلى مجالات أخرى مع التركيز على توجيه الدعوات للخبراء والمسئولين الأفارقة في مجالات الصحافة والإعلام لإلقاء محاضرات للتعريف بالقارة. وأعرب بدر بن عياش أحد الطلبة المشاركين من المغرب - في كلمته نيابة عن الطلبة - عن أمله في أن تحرص مصر على استمرار هذه الدورات مستقبلا متمنيا لمصر النجاح والتوفيق والتنمية. وقام أحد المتدربين من السنغال بإلقاء نشيد عن أطفال أفريقيا الذين سيتحملون مستقبل نهضتها وتنميتها.